سليمان شفيق
العلاقات الاستراتيجية الروسية التركية تجعل تبادل المصالح اقوي من المبادئ
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده قررت إعادة فتح سفارتها في ليبيا، وفقا لما نقلته أمس الجمعة وكالة إنترفاكس للأنباء، وفي بداية اجتماع مع عقيلة صالح رئيس برلمان شرق ليبيا المنتخب والمختلف مع حكومة طرابلس حليفة تركيا والراعية للمليشيات الارهابية، قال لافروف إن مبادرة وقف إطلاق النار المصرية تتسق مع قرارات مؤتمر برلين الدولي.
هذا يعني ان روسيا مع تلعب علي الاطراف المتنازعة في ليبيا (السراج ـ "حفتر ـ عقيلة" )
وليبيا منقسمة منذ 2014 بين حكومة السراج الموالية لتركيا ومقرها العاصمة طرابلس، وقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر في ثاني أكبر مدن البلاد بنغازي في الشرق، وكانت روسيا قد سحبت دبلوماسييها من ليبيا في أكتوبر 2013 بعد أن هاجمت مجموعة مسلحة سفارتها في طرابلس.
وأدلى لافروف بتلك التصريحات في بداية اجتماع مع عقيلة صالح رئيس برلمان شرق ليبيا حليف حفتر وكررلافروف رغبة روسيا في وقف الأعمال القتالية في ليبيا وبدء حوار سياسي. وقال "اتخذنا قرارا بإعادة فتح سفارة روسيا في ليبيا، والتي سيترأسها في تلك المرحلة القائم بالأعمال جامشيد بولتاييف... سيكون مقره تونس مؤقتا لكنني أريد أن أؤكد على أن مهامه تشمل تمثيل روسيا في كل أنحاء الأراضي الليبية".
وأضاف لافروف أن وقف إطلاق النار في ليبيا، الذي اقترحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع حفتر في القاهرة في السادس من يونيو ، يمكن العمل به مع القرارات التي تم التوصل إليها في مؤتمر دولي في برلين بشأن الأوضاع في ليبيا.
وخلال زيارته الحالية إلى موسكو وصف عقيلة صالح هذه الحكومة بأنها فاقدة للشرعية لعدم حصولها على ثقة البرلمان المنتخب. وأضاف أن مدة المجلس الرئاسي وولايته انتهت وفقا لاتفاق الصخيرات ، وأن السراج انفرد بإصدار القرارات في مخالفة للاتفاق السياسي.
وشهد الدور الروسي في ليبيا عدة محطات، فبعد أن استعادت لنفسها موطئ قدم في ليبيا نهاية التسعينيات من القرن الماضي، أُقصيت روسيا منها لفترة من الزمن بعد التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي، والإطاحة بالعقيد معمر القذافي 2011 ، إلا أن فشل المبادرات الدولية لتوحيد مختلف الفصائل الليبية من ناحية، وتعاظم دور موسكو في الشرق الأوسط إثر تدخلها في سوريا من ناحية أخرى منحا موسكو فرصة العودة إلى ليبيا؛ حيث تستعد روسيا اليوم لنيل حصتها من النشاط السياسي والاقتصادي غداة النزاع، كما أنها تراهن على الصعيد الإقليمي على نجاحها المحتمل في مصالحة مختلف الجماعات المتنازعة على السلطة، بما يتيح لها تجاوز الإطار الليبي لتجسيد تأثيرها بشكل أكبر في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط ككل.
روسيا عبر عسكريين غير رسميين تساعد حفتر ، الا انها في نفس الوقت لم تمكنة من الوصول الي انهاء حكومة السراح والوصول الي طرابلس ، وتأسيسًا على ذلك الدوركانت روسيا قد وجهت دعواتها إلى الطرفين المتحاربين في ليبيا إلى الجلوس إلى مائدة المفاوضات بعدما دعت إلى هدنة لوقف إطلاق النار في 12 يناير 2020، بعد أكثر من تسعة أشهر من المعارك الضارية عند أبواب طرابلس، والملاحظ ان تلك الدعوة بغض النظر عن فشلها فقد كانت قبل مؤتمر برلين بأيام واستبقا له حتي يكون لروسيا دورا يتخطي الدور الاوربي .
في نفس الوقت وصل وزير الدفاع التركي ورئيس هيئة الأركان التركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، في إطار مذكرة التعاون الأمني والعسكري الموقعة بين تركيا وليبيا، وجدد وزير الخارجية الروسي التأكيد على أن حل الأزمة في ليبيا سياسي وليس عسكريا.
من المعروف ان العلاقات الروسية التركية تاريخية ولكنها تطورت منذ ان انقذت روسيا اوردغان من السقوط في الانقلاب الذي كاد يطيح به 2016 ، ومن ثم ادي هذا الي مزيد من القفة بين بوتين واوردغان وتقاسم الادوار في منطقة الشرق الاوسط ما بين سوريا وليبيا.
العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية الروسية التركية:
مشروع الطاقة النووية التركي
وضع الرئيسان التركي والروسي في ابريل 2018 حجر الأساس لمحطة الطاقة النووية التركي، وتبلغ قيمة الاستثمار في المحطة 20 مليار دولار، ويعتبر المشروع الأول في تركيا، ويتضمن أربعة مفاعلات نووية، المشروع سيعزز أمن الطاقة في تركيا، وسيوفر عليها استيراد الغاز الطبيعي خلال السنوات العشر القادمة بقيمة 14 مليار دولار.
مشاريع نقل الغاز الروسي: افتتح الرئيسان التركي والروسي، رجب طيب أردوغان، وفلاديمير بوتين، في كانون الثاني خط غاز “السيل التركي”، الذي ينقل الغاز إلى تركيا وإلى أوروبا، كانون الثاني 2020
الرئيس الروسي بوتين أكد حينها، أن “الأحداث في المنطقة متجهة إلى المزيد من التوتر لكن تركيا وروسيا تتجهان بشكل مختلف.
نظام الدفاع الجوي:
بدأت تركيا باستلام دفعات من منظومة الدفاع الروسية “S-400” بموجب اتفاقية مبرمة بين تركيا وروسيا عام ،
الاتفاقية حول النظام الجوي أثارت خلافًا بين تركيا والولايات المتحدة، إذ هددت الأخيرة باستثنائها من برنامج مقاتلات “F-35” وفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة في حال أتمت الصفقة
وأبدت أنقرة إصرارها على إتمام صفقة “S-400” مع موسكو، ما عرقل إمكانية حصولها على صواريخ “باتريوت” الدفاعية الأمريكية
وتعتبر منظومة “S-400” الأحدث بين أسلحة الدفاع الجوي على الصعيد العالمي، وتتميز بقدرتها على تتبع 160 هدفًا وإطلاق 80 صاروخًا في آن واحد، وتتمتع بمدى رصد يصل إلى 600 كيلومتر ونطاق إصابة بمسافة 400 كيلومتر.
التبادل التجاري التركي- الروسي
بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا في العام 2018، 25.7 مليار دولار.
وتستورد روسيا من تركيا، الأدوات الكهربائية، المجمدات، مواد البناء، الأثاث المنزلي، الملابس، والأدوية
وزيرة التجارة التركية دعت العام الماضي لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 33.3 مليار دولار في المرحلة الأولى، بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” التركية.
وفي السياحة :يتصدر السياح الروس قائمة أكثر السياح الأجانب الذي زارو تركيا، إذ تجاوز عددهم ستة ملايين، خلال الأشهر الـ 11 الأولى من 2019، وتصل الشراكة بين شركات السياحة الروسية والتركية الي 66%.
هكذا فأن العلاقات الاستراتيجية الروسية التركية تجعل تبادل المصالح اقوي من المبادئ