نبيل ابادير
وتنتهي القضيه الأكبر في تاريخ الكنيسه الأرثوذكسية العريقه بصدور حكم المحكمه علي الراهبين المتهمين بقتل العالم اللاهوتي المستنير المتواضع الأنبا ابيفانيوس رئيس دير أبو مقار
فقد عاش الأنبا أبيفانيوس متواضعا مرتديا شاله الأسود وجلبابه البسيط زاهدًا فى كل شئ، متجردًا من زهو المناصب، ناظرًا لخدمة الله وتلاميذ القمص الأب "متى المسكين" القمص المستنير الذى حرك بكتاباته نهرا راكدا في التعمق والفهم اللاهوتي،
عرف الأنبا ابيفانيوس باهتمامه وبشغفه بالدراسه والبحث العلمي فقد كان يشرف طوال خدمته على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات فى الدير، وهو من الباحثين النشيطين بالدير،
وقد نشرت له مطبعة الدير أوائل إنتاجه العلمى، ترجمات من اليونانية القديمة للعربية: كسفر التكوين، والقداس الباسيلى، وكان يقوم علي نشر سفر الخروج، والقداس الغريغورى، والكتاب التاريخى القديم "بستان الرهبان"،
ظل الانبا أبيفانيوس حريصًا علي المشاركه في المؤتمرات والمحافل العلميه يحاضر ويقدم أوراقًا علميه وبحثيه،
ففي عام 2016 إحتفي دير كاثوليكى شهير فى إيطاليا بذكرى الأب متى المسكين، وألقى الأنبا ابيفانيوس كلمته إذ اعتبر كتابات الأب متى المسكين أحدثت تغييراً ملحوظاً بمجال التعليم فى الكنيسة القبطية، واصطبغت حياته بسِيَر قدِّيسى الكنيسة، فخرجت كتاباته لها طعم كتابات آباء الكنيسة الأوائل.
وكان آخر ما حضره الأنبا أبيفانيوس مؤتمرا للتراث العربى المسيحى بكلية اللاهوت الإنجيلية وقدم ورقة بحثية فيه.
عاش الأنبا أبيفانيوس حياهً الرهبنة مكرسا نفسه للخدمه في تواضع كبير وعاش للبحث والدراسه وكان محبا للجميع وشارك بحب كبير مع الكنيسه الكاثوليكية والإنجيلية في البحث والتفكير المشترك ومقبلا علي التقارب بين المذاهب المختلفه،
لم يكن متصورا أبدًا أن يرحل عن عالمنا هذا القديس بهذه الجريمه البشعه، وبرحيله فقدت الكنيسه الأرثوذكسية، والكنيسه العامه في مصر والعالم قديسا متواضعا وباحثا جليلا،
نيح الله روح القديس الأنبا أبيفانيوس.