صلاح الغزالي حرب
على الرغم من أننى لم ألتق به من قبل إلا أن المعروف والمتداول عن د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أنه هادئ الطباع.. عف اللسان.. وذو خلق حميد، ولذلك فقد فجعت عند سماعى تصريحه الأخير بأن غياب بعض الأطباء قد يكون أحد أسباب زيادة نسبة الوفيات من فيروس كورونا وهو ما أثار حفيظة جميع الأطباء الذين يقفون فى الخندق الأمامى فى الحرب ضد الفيروس، وتصورى أن د. مدبولى قد حصل على هذه المعلومة إما من الصحة'> وزيرة الصحة أو من أحد السادة المحافظين المتخصصين فى تصيد الأخطاء للأطباء تحديدا، باعتبارهم كما نقول بالعامية (مالهومش ظهر يحميهم أو مكسورى الجناح).. وحيث إن زيادة نسبة الوفيات هى فى الأغلب الأعم نتيجة إما تأخر المريض فى طلب الخدمة أو وجود أمراض أخرى مثل السكر والقلب وغيرها أو – فى أغلب الأحيان – نتيجة قصور شديد فى خطة الوزارة للتعامل مع المرض، بدءا من رقم الهاتف اليتيم الذى لم يتحمل الضغوط عليه ونهاية بالنقص فى الأسرة، ولذلك فاننى أتصور أن الوزيرة هى صاحبة هذا التصور الدفاعى، وفى هذه الحالة أطالب مجلس النواب ولجنة الصحة بمحاسبة علنية للسيدة الوزيرة لتحديد المسؤولية قبل أن نعلق التهمة فى رقبة الأطباء،
ومن ناحيتى سوف أسرد بعض ملاحظاتى على أداء السيدة الوزيرة طوال فترة عملها بالوزارة
أولا.. ما يخص الأطباء:
1) أعلنت الوزيرة عن خطتها لتدريب الأطباء بالتعاون مع جامعة هارفارد بغير استشارة الأطباء'> نقابة الأطباء الممثلة لجموع الأطباء، كما أنه من المتفق عليه عالميا أن التدريب هو وظيفة الجامعة.. ولكنها سافرت واتفقت ونفذت الاتفاق - ولا أدرى من تكفل بالنفقات - بعيدا عن جامعاتنا العريقة التى قامت بتخريج هؤلاء الأطباء وغيرهم من الأطباء العرب والأفارقة على مدى سنوات طويلة.
2) لاتزال أزمة الأطباء بخصوص التكليف والزمالة قائمة نتيجة عناد غير مفهوم أو مقبول من الوزيرة، والنتيجة أن ما يقرب من 800 خريج فقط هم من تقدموا للتكليف من ضمن 8000 خريج لايزالون قابعين فى بيوتهم فى الوقت الذى تعانى فيه البلاد من نقص شديد فى الأطباء.. فلمصلحة من هذا العناد؟
3) بدل العدوى المهين للأطباء لايزال كما هو والاعتداءات عليهم فى مكان عملهم مستمرة، وأوضاعهم المعيشية فى أماكن العمل غير لائقة وغيرها مما يشكو منه الأطباء ولم نسمع صوتا للسيدة الوزيرة، ولعلنا نذكر هنا واقعة وفاة زهرتين من بناتنا الطبيبات نتيجة انقلاب الميكروباص وهما فى طريقهما فجرا لحضور ندوة فى القاهرة كان يمكن عقدها فى مقرهن بالمنيا، وقد طالبت وقتها بإقالة الوزيرة، وللأسف الشديد والمحزن فإننى لم أسمع ردا ولم أر تحقيقا وتم إغلاق الملف الأسود.
ثانيا.. فى مجال الرعاية الصحية:
لا أتذكر إنجازا ملحوظا للوزيرة باستثناء تنفيذ المبادرات الرئاسية الصادرة من السيد الرئيس والتى أعتبرها نقطة تحول هامة فى طريقة التعامل مع المشكلات الصحية المتراكمة والتى تستند إلى قدرة الرئيس السيسى المعروفة على تجاوز العقبات البيروقراطية ومتابعة التنفيذ ووضع مدى زمنى محدد للانتهاء من كل مهمة، وبهذه المناسبة أتساءل أين نتائج عملية المسح التى تمت لمرضى السكر فى مصر، والتى كان من المفترض أن تذهب بكل تفاصيلها إلى اللجنة القومية للسكر لكى تدرسها وتضع التوصيات اللازمة من أجل وضع خطة لمحاصرة هذا المرض الخطير، وللأسف فقد تقدمت باستقالتى من رئاسة اللجنة فى بداية الحملة لإحساسى بأن الوزيرة اعتبرت أن وظيفة اللجنة القومية تنفيذ ما تراه الوزارة وليس العكس، ومن يومها واللجنة فى حالة غياب شبه كامل عن العمل الحقيقى.
ثالثا.. فى مجال مكافحة الفيروس:
هناك أخطاء فادحة فيما يخص التواصل مع المريض وتوفير الدواء فى الصيدليات ومهزلة قصر التحاليل على معامل الوزارة وعدم السيطرة على جشع بعض المستشفيات الخاصة وانتهاز فرصة المرض لجنى المزيد من المال الحرام، بالإضافة إلى التقصير فى عمل أكثر عدد ممكن من التحاليل وفى عدم المطالبة بحظر شامل لمدة محددة فى بداية الأزمة، والذى كان من الممكن أن يقلل من حجم الإصابات التى نراها الآن.
رابعا.. قرارات غير مفهومة:
1) المطالبة بإذاعة النشيد الوطنى فى المستشفيات صباحا.
2) تغيير مسمى المعهد القومى للتدريب إلى معهد الأميرة فاطمة التى ليست لها علاقة بتدريب الأطباء.
drsalahharb@gmail.com
نقلا عن المصرى اليوم