الأقباط متحدون | يادي هَمْ... نزيهة وشفافة!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٢٨ | الخميس ٣ مايو ٢٠١٢ | ٢٥ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٤٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

يادي هَمْ... نزيهة وشفافة!

الخميس ٣ مايو ٢٠١٢ - ٥٥: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
مافيش ضيف أو نائب من الإخوان أو السلفيين , ويطل علينا من شاشة التليفزيون , إلا وعلي لسانه وقبل ما يجاوب علي السؤال الموجه له هذه الكلمات التي تكاد تكون بمثابة آية ( إستغفر الله العظيم ) علينا سماعها وترديدها ورائه : "احنا نمثل الشعب المصري كله بجميع أطيافه عن طريق إنتخابات [نزيهة شفافة] يشهد عليها العالم كله ... وتتكرر هذه الجملة ربما مرتين او ثلاثة طيلة جلسته أمام مقدم البرنامج ... ولكن من وجهة نظري أجد أن  هذه الجملة تنطبق علي المثل المصري الشعبي الذي يقول : " النائب  إللي علي رأسه بطحة يحسس عليها " لأنه يعلم تماما أن ما يقوله غير صحيح ... ويدرك تماما كيفية مجيئه إلي ممارسته للسياسة , وأن حجز كرسي من كراسي مجلس الشعب او الشوري , هو هدفه منذ 85 سنة .. وإحتلال المجلس كأغلبية هو الملاذ أو الوسيلة لتحقيق أهدافه . 
 
سوف لا أتكلم عن مواضيع السكر والزيت واللحمة التي جذبت حوالي 30 مليون ناخب أغلبهم من الأميين والفقراء  لتأييدهم .. بل سوف اتعرض إلي أمر أخطر من هذا , وهو التشبث بصنم معين , لو إستمر هذا الأمر وتكرر سوف يكون نهاية وجود مصر الحقيقي علي الخريطة , كما أن سيرتها التاريخية العظيمة علي مدار آلاف السنين سوف يتم تهميشها ومسحها من بين تواريخ العالم كله ... ستصبح مصر التي ضمت الكثير من الحضارات المتنوعة والأديان المتباينة ما إلا بقعة صحراوية بدون ماء او حتي هواء . فنجد كثيرين من البشر يتشبثون باصنام في الدين .. وهنا تكمن الخطورة , فهناك اناسا يتعلقون بشيخ أو بداعية  مُفضل لديهم فيصبح إيمانهم بديانتهم منوطا بذلك الشيخ أو الداعية .  وهذا ما حدث في  إنتخابات مجلسي الشعب والشوري .. فقد تشبث الشعب ببعض الدعاة حتي أوصلوهم إلي درجة الأصنام , وتركوا مركز ديانتهم وهو الله . هؤلاء الأصنام نجحوا في اقناع هذا الشعب الغلبان أن ينفذوا اوامرهم ويرشحوا كل من هو يخدم هذا الفصيل من الدعاة ... لكن حدث بالعكس فقد أخطأوا الهدف واصبح مجلسي الشعب والشوري في اسوء حالاتهما منذ بداية  اول مجلس نيابي وشوري في مصر المحروسة .   
 
كذلك وهذا ما أتخوف منه في إنتخابات الرئاسية القادمة , أن بعضهم وهم ايضا من الأميين والفقراء الذين أصبحوا أداة قوية وأسلحة فتاكة في غزوات الصناديق يتخذون من الفرقة الدينية التي ينتمون إليها صنما لهم , لا سيما وأن من طبيعة البشر ينتمون إلي الجماعة بالفطرة وهو ما يُعرف بالغريزة الإجتماعية , حيث يشعرون بالآمان والسلام وسط الجماعة ..  فهم في الحقيقة ابتعدوا عن مركز ديانتهم واقتربوا إلي فكر الجماعة .. فتحول هذا الفكر  النسبي إلي فكر مطلق .. أي أنهم تحولوا من متابعة إلههم اللامحدود إلي متابعة ومبايعة  إله محدود ألا وهوصنم الجماعة.  
 
وتكمن خطورة تحويل الذات "من الإهتمام بالحق المطلق المتمثل في الله إلي الإهتمام بالحق النسبي والمتمثل في قيادات الجماعات" في التوجه بالوطن لصالحهم فقط وليس لصالح شعب كامل متنوع الثقافات والديانات والتوجهات الفكرية . فتصبح إهتمامات هذه المجموعة مركزة في تبوء جميع مؤسسات الدولة من رئيسها حتي غفيرها . وهنا تنهار كل القيم الجميلة التي كان دعاتها يعلنون عنها في دعاياتهم الإنتخابية .. وأوائل هذه القيم التي تنهار هي عدم الديموقراطية .. والحرية .. والكرامة .. والعدالة الإجتماعية .
 
وخير امثلة علي ذلك .. هم ما يدعون انفسهم ابناء حازم ابو إسماعيل .. فقد إنجذبوا نحو شيخهم وجعلوه صنما وأبتعدوا عن الحق الإلهي وعن المنهج الإسلامي الذي تعود مسلمي مصر إتباعه منذ مئات السنوات .. أصبحت هذه المجموعة تجري وتلهث وراء تنصيب شيخهم رئيسا مهما كان ترشيحه ضد القوانين , وكانت صدمتهم والتي مازالوا حتي الآن لم يستوعبوها هي كذبة شيخهم وإنكاره بالمستندات الواضحة  بجنسية والدته , هذه السقطة الكبيرة جعلتهم يزيدون من الإصرار في صحة جنسية والدة شيخهم من وجهة نظره .. ونقلوا إعتصامهم من ميدان التحرير إلي ميدان العباسية بجوار وزارة الدفاع بحجة انقاذ الثورة , وكان وجودهم في هذه المنطقة هي إحدي أسباب مجزرة العباسية .  
 
ولا ننسي ما تفعله الآن جماعة الإخوان المسلمين .. وإستمواتهم علي إحتلال جميع المراكز السياسية .. لذك فهم ينادون برحيل العسكر بعد الإنتهاء من شهر العسل الذي كان قائما بينهما .. بالإضافة إلي إلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري والذي استماتوا وضحوا بأموالهم في سبيل إجبار الشعب الغلبان الذي لا يفهم عواقب إستفتائه بكلمة ( نعم ) , كل ما كان يعرفه أنها ستؤدي به إلي الجنة ... وكانت النتيجة بعد شهور من إستفتائها , وبعد ما إحتلت الجماعة أغلبية كراسي مجلسي الشعب والشوري .. إتجهوا ايضا إلي عبادة صنم كرسي الرياسة , وها هم الآن يسعون إلي إلغاء كل البنود التي عبدوها واقنعوا الناس بها في استفتاء 19 مارس .. فهم يفعلون اي شيء في سبيل إنقاذ صنمهم والذي تمثل في كرسي الرياسة , والحكومة ومجلسي الشعب والشوري تحت شعار كاذب وبيّن: "بأنهم يفعلون هذا في سبيل انقاذ الثورة والوطن" , حتي اننا نجدهم يضعون العراقيل في قيام الدستور الذي سوف يكون حاميا للوطن من أفكارهم وتوجهاتهم الرجعية.. التي تقيد الحريات وتفرق بين طوائف الشعب .    
 
كنت أتمني أن يضع المجلس العسكري معايير محددة للناخبين وخصوصا بعد تجربة الإنتخابات السابقة والتي تتغني بها الأغلبية بأنها اول انتخابات شعبية "نزيهه وشفافة" .. ربما تكون هذه المعايير حسب المستوي الثقافي أو التعليمي أو من القيادات السياسية الشرفاء وطلاب الجامعات الوطنيين , بدون إقحام الديانة في الأختيار .. بل تتوقف علي معرفة الشخص وولعه بوطنه أولا وأخيرا و أن يراها دائما شامخة بين الأمم ... وهذا ليس عيبا .. العيب هو ان تخرج النتيجة نزيهة شفافة من اناس أميين إنجرفوا وراء صنم ديني محدود حل محل إله حي لا محدود ... وكل هذا علي حساب الوطن ومستقبله ....... !! 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :