كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
بعث المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، رسالة رعوية نصها :
أننا نتمنى الشفاء الكامل والعاجل لكل المصابين بوباء الكورونا في بلادنا وفي سائر ارجاء العالم هذا الوباء الذي ما زلنا نجهل الكثير من المعلومات عنه ، كما نتمنى الصحة والعافية لكل المحجورين مع ضرورة الاخذ بعين الاعتبار لكافة الاجراءات الاحترازية والوقائية والصحية المطلوبة ،ولكن نحذر من هذا الكم الهائل من الشائعات والمعلومات المغلوطة والغير دقيقة التي يتم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي فبتنا في كل دقيقة نسمع خبرا جديدا ومعلومات جديدة وفي كثير من الاحيان تكون غير صحيحة وغير دقيقة ولذلك فإننا ندعو ابناءنا الى عدم التعاطي مع الشائعات والاخبار الغير دقيقة والغير صحيحة ، والتي هدفها ادخال المواطنين في حالة رعب وتوتر وخوف وقلق .
الفلسطينيون اليوم هم بحاجة اكثر من اي وقت مضى لكي تكون معنوياتهم عالية بعيدا عن ثقافة الرعب والخوف والتوتر والقلق فالمؤامرات التي تستهدف شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الفلسطينية انما تتطلب منا ان نكون على قدر كبير من الوعي والحكمة والمسؤولية .
لا نعلم ما هي الكورونا ومن أوجدها ومن هو الذي يستثمرها وهنالك مئة علامة استفهام حول هذا الموضوع نترك الاجابة عليها لذوي الاختصاص وما يمكننا ان نقوله هو ان هنالك فيروس موجود يجب القضاء عليه لكي يزول من بلادنا ولكي نتفرغ للفيروس الاخطر منه وهو فيروس الاحتلال والاستعمار والعنصرية وما تتعرض له مدينة القدس واوقافها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية .
لقد بتنا في زمن الكورونا وكأننا امام افلام رعب وتخويف للمواطنين فحالات التباعد والاجراءات الوقاية مطلوبة ولكن حذار من التوتر والخوف والهلع والذي تداعياته النفسية سوف تكون اخطر من الفيروس نفسه .
الكورونا يمكننا ان نقضي عليه وسيأتي اليوم الذي فيه سيزول من بلادنا وعالمنا ولكننا لا نريد ان يترك هذا الوباء اثارا سلبية على مجتمعنا وعلى العلاقات الاجتماعية بين المواطنين وخاصة شريحة الاطفال الذين يسمعون اخبارا مما هب ودب وفي كثير من الاحيان تكون مبالغة وغير صحيحة وغير دقيقة .
هذا الفيروس يمكن ان يعالج ومعالجته تحتاج الى ان يتحمل كل واحد منا مسؤوليته ولا يجوز ان نسمح للاحتلال بأن يستغل وجود الكورونا وحالة الارتباك الموجودة بسببه لكي يمرر مشاريعه واجنداته وسياساته الاحتلالية والاستيطانية في بلادنا .
الفيروس وجب ان يواجه بالاجراءات الوقائية والصحية اما الاحتلال فمن واجبنا جميعا ان نناضل وان نكافح من اجل ان يزول من بلادنا فشعبنا الذي قدم كل هذه التضحيات يستحق ان يعيش بحرية وكرامة في وطنه وفي ارضه المقدسة .
ما نخشاه هو ان تستغل السلطات الاحتلالية حالة الحجر الصحي والاغلاقات والاجراءات الاحترازية لكي تمرر بعضا من سياساتها الاستيطانية العنصرية في بلادنا المقدسة .
ولذلك يجب ان نكون على قدر كبير من الوعي ليس فقط تجاه الكورونا بل تجاه ما هو اخطر من الكورونا الا وهو الاحتلال الذي يعمل على طمس معالم القدس وتصفية القضية الفلسطينية وسرقة الاراضي والامعان في التآمر على شعبنا وقضيته العادلة.
يجب التعاطي بجدية وبدون استهتار مع هذا الوباء ولكن بعيدا عن الشائعات والاخبار الغير صحيحة والتوتر والخوف والاضطراب الذي لا يقل خطورة وسوءا عن الكورونا.