محمد ابو قمر
إللي محيرني ومخلانيش أنام
علمت من بعض الأصدقاء أن ممثلا يشترط في عقوده مع المنتجين عدم ملامسة العناصر النسائية في العمل الفني أو الاقتراب منهم ، وفي الحقيقة لا أعرف ما إذا كان هذا الممثل جادا في هذا الأمر أم أنه يمثل علي جمهوره الصلاح والتقوي.
فإذا كانت المسألة جد خالص والراجل مؤمن أوي وتقي خالص فعليه أن يعلم أن التمثيل ذاته حرام ، ومجرد رؤية الممثلات حرام ، والاشتراك في عمل فني يعرض علي الجمهور علاقات حب وعشق وخيانات وخلافه حرام .
أنا بس إللي محيرني ومخلانيش أنام هو الأونطة الدينية والهجايص الإيمانية إللي شاعت في المجتمع ، غطي بنتك علشان نعرف نصوم ، هل ترضاه لأختك ، حتي القانون إللي تم محاكمة سما المصري علي أساسه ، كل ذلك أونطة دينية وهجايص إيمانية أساسها الذكر المنشغل بذكورته والذي تمثل له أعضاؤه الجنسية المنظار الأساسي والوحيد الذي يري العالم من خلالها ، أونطة دينية وهجايص إيمانية أساسها اعتبار المرأة كومة من الجنس الملتهب الذي إذا طالت حرارته ذكورة الرجل هاج وماج واشتعلت فيه الرغبة المحمومة لإفراغ شهوته حالا وإلا مات أو تفحم من الحرمان.
صحيح جدا إن مصر مفيهاش جماعة الأمر بالمعروف في صورتها الأونطجية التي كانت موجودة بها في السعودية ، لكن في مصر صورة تانية خالص أكثر تطورا وأكثر قسوة وأكثر احتقارا للمرأة وأكثر اعتبارا لها ككتلة من الجنس الشيطاني الذي يوشك أن يملأ المجتمع بالفسق والفجور ، صورة هجائصية تتمثل في القانون الذي حوكمت سما المصري وغيرها علي أساسه ، في السعودية كان أعضاء جماعة الأمر بالمعروف يضربون المرأة إذا ظهر كعب قدميها من تحت الجلباب وينتهي الأمر ، لكن في مصر قانون يعاقب بالحبس والغرامة علي المرأة إذا ارتدت زيا يشتبه في إثارته لذكورة الرجل أو يشتبه في إشعال النار في أعضائه الجنسية.
الممثل إياه الذي طلع علينا بالتهجبص الإيماني لا أعرف ما إذا كان يمارس التمثيل بأعضائه الجنسية أم بأحاسيسه الفنية ، لا أعرف هل اقتراب العنصر النسائي منه أثناء التمثيل يوقد حالة الإبداع الفني لديه بما يعبر عن موهبة إنسانية فذة ومتميزة أم يوقد النار في أعضائه الجنسية ، المسألة تتلخص في نوعية المنظار الذي تنظر من خلاله إلي العالم من حولك ، هل تنظر من خلال عقلك وإنسانيتك أو من خلال أعضائك الجنسية ، فإذا كنت تتعامل من خلال عقلك وإحساسك الإنساني فلن تري المرأة سوي إنسانة تثير شغفك بالحياة وترقي بآدميتك وتوقد فيك مشاعل الود والنبل وتدفعك إلي الإبداع الإنساني الخالص الذي يطور الوعي وتطرد كل ما فيك من بدائية وحيوانية وتشعرك بكل فضائل الإنسانية بما فيها المساواة ، أما إذا كنت تنظر إليها من خلال هذا المنظار الجنسي الحقير فإن مردود ذلك هو تلك الإدعاءات الحقيرة عن الفتنة والإثارة والفجور وما ينتج عن تلك الإدعاءات من قوانين ذكورية جنسية تشعر من صياغتها وكأن الأعضاء الجنسية للمشرع هي التي رسمت حروفها واختارت ألفاظها.
فهل نحن مجتمع جنسي قوامه العلاقات الجنسية ، أم مجتمع إنساني قوامه العلاقات الإنسانية التي تتأسس علي العقل والتواصل الروحي والأخلاقي والإيماني الخالي من الأونطة والخداع الديني المبني علي أهداف سياسية في غاية الخبث ؟؟!!.