كتبت – أماني موسى
مع استمرار تركيا بإرسال المرتزقة من سوريا إلى ليبيا، يزداد خطرهم ليس فقط على الداخل الليبي وإنما على دول الجوار والساحل الإفريقي، وهو ما يشغل دول المنطقة، فتنشط المساعي والمبادرات لوضع حدٍّ لما يدور في ليبيا ووقف الاقتتال والتدخل الخارجي هناك.
هذا الملف يحضر في قمة دول الساحل الإفريقي وفرنسا التي تصعّد انتقاداتها للممارسات التركية في ليبيا.. فأي خطر لهؤلاء المرتزقة على الساحل الإفريقي؟ وهل تنجح القمة في وضع حدّ لإرسال هؤلاء إلى ليبيا ووقف خطرهم إلى ما وراء الحدود؟
من جانبه قال د. نضال شقير، أستاذ التواصل الاستراتيجي والعلاقات الحكومية، أن قمة دول الساحل الإفريقي اليوم هي قمة استثنائية وتأتي في ظروف صعبة حيث وباء كورونا الذي يضرب العالم، بالإضافة إلى الوباء الإرهابي الذي يأتي من ليبيا عبر تدفق المقاتلين المرتزقة التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من سوريا إلى ليبيا للقتال بجانب حكومة الوفاق والأتراك.
مشيرًا إلى أن تدفق هؤلاء المسلحين والميليشيات الإرهابية هي مسألة شديدة الحساسية لفرنسا، فموضوع الإرهاب ودعمه موضوع شائك جدًا وفرنسا تحاول منذ فترة طويلة القضاء على الجماعات المتطرفة في الساحل الإفريقي، وأعتقد أن هذه القمة ستركز بشكل عام على هذه القضية، لكن هذه القمة تتزامن مع خطر إرهابي كبير يأتي من ليبيا من عبر تركيا التي ترسل المقاتلين السوريين من جماعة تنظيم داعش وهو خطر عالمي وإقليمي وليس فقط خطر يهدد دول الجوار.
وتابع، فرنسا كانت واضحة بكل معنى الكلمة، هذا التدفق الهائل للمسلحين في ليبيا يهدد الأمن القومي الأوروبي وليس فقط الفرنسي أو دول الجوار بمن فيهم مصر، هذا أمر خطير جدًا، وفرنسا لا تريد أن يتكرر سيناريو عام 2012 حيث أرسلت فرنسا أسلحة وعتاد للمقاتلين ضد نظام معمر القذافي واستخدمت هذه الأسلحة ضد الجنود الفرنسيين في مالي.
على الجانب الآخر قال السنوسي إسماعيل، التابع لحكومة الوفاق الليبية، في مداخلة لقناة سكاي نيوز عربية، أن فرنسا تدعي تدفق الإرهابيين والمسلحين إلى ليبيا، فالرئيس الفرنسي يضج من تدخل تركيا في ليبيا ويتحدث عن هذه النقطة.
وأدّعى السنوسي أن تركيا تحارب الإرهاب والإرهابيين وحاربت الإرهابيين في سوريا، وأدعى أنه لا يوجد إرهابيين في ليبيا!
وأضاف بأن هناك العديد من الدول التي تدعم الوجود التركي بليبيا مثل إيطاليا وبريطانيا،
ورد د. نضال، بأن كافة التقارير الاستخباراتية بأوروبا تشير إلى تدفق يومي للمقاتلين من سوريا للمحاربة في صفوف حكومة الوفاق والأتراك ضد الجيش الوطني الليبي، وفرنسا منذ اللحظة الأولى عملت بكل جهد خلال الأيام الماضية لوجود حل دبلوماسي في ليبيا، ولكن على ما يبدو أن الأمور ذاهبة إلى الحرب، لأن تركيا والتي هي تقرر في ليبيا لا يبدو أنها مقتنعة بالحل الدبلوماسي بل تحشد وتحضر لحرب، حيث أن تركيا تريد السيطرة على الهلال النفطي ومن بعدها أن يكون حوار دبلوماسي من أجل حل سياسي في ليبيا، وفرنسا وأوروبا بشكل عام لن يقبلوا بهذا الخيار، لأن هناك رؤية واستراتيجية أوروبية واضحة الآن لن تقبل بوجود تركي أو روسي في ليبيا، فأي حرب وإرهاب في ليبيا سيؤثر في الأمن الأوروبي بشكل عام، وبخاصة في ظل تدفق الجماعات الإرهابية المسلحة إلى ليبيا.
وشدد نضال بأن هناك شبه إجماع أوروبي على وقف التدخل التركي ليس فقط في ليبيا وإنمام في منطقة شرق المتوسط بشكل عام، إذ أن الوجود التركي الداعم للإرهاب والإرهابيين يهدد أوروبا من حيث الإرهاب والأيديولجيات المتطرفة وإرسال المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون أوروبا عبر ليبيا، بالإضافة إلى أن أوروبا لن تسمح لتركيا بالسيطرة على 75 من منطقة شرق المتوسط، هذا أمر غير مقبول للأوروبيين.