عبد المنعم بدوى
لاأدرى لماذا تذكرت هذه الأيام عبد السلام النابلسى ، الصعلوك الأليط ... هو صعلوك فقير عدمان ، يعانى الجوع والعوز ، وفى ذات الوقت يتصرف بآلاطه وقنزحه ، فعندما يحصل على الأموال ، لاينفقها فى الأشياء النافعه أو المفيده له ولأسرته، أو يسدد بها ديونه ... بل ينفقها على الأشياء التافهه ، بغرض المنظره والفشخره .
يعتقد فى قرارة نفسه أنه عبقرى زمانه وفيلسوف عصره وأوانه ، ومثله لم تلد النساء ، وكل أعماله وأنجازاته لايقوى على عملها غيره ، هو المصور يونس فى فيلم يوم من عمرى ، أو الموسيقى حسب الله السادس عشر فى فيلم شارع الحب ، أو الصول بكير فى فيلم أسماعيل ياسين فى البوليس السرى ، أو رفعت السناكحلى فى فيلم حكاية حب ، والأستاذ رشيق مدرب المساج فى فيلم الحموات الفاتنات .
فى فيلم يوم من عمرى ، حيث كان يعمل مصور صحفى تافه ، فى جريده متواضعه ، يذهب مع صديقه الى المطار لتغطية وصول إحدى بنات مليونير قادمه من الخارج ، وعنما سأله رئيس التحرير عن الصور التى التقطها ، قدم له الصور بألاطه وهو يقول : أنا جاى وجواب الإستقاله فى جيبى ، دى صور سيرياليه ، لقطها فى لحظة تجلى وعبقريه ، وعندما يشاهدها رئيس التحرير يأمر بطرده من الجريده .
وفى فيلم حكاية حب وبعد مقابلة برنامج على الناصيه " لآمال فهمى " سألته أين ستذهبون الأن قال فندق " مينا هاوس " ، وعندما يعجز عن سداد أجرة الفندق ، تقبض عليه الشرطه ، وتقتاده الى القسم وعندئذ يقول للضابط بألاطه " فسحنى على الكورنيش شويه لو سمحت " .
الصعلوك الأليط ... نموذج لشخصيات تعيش بيننا ، يمنحها الله المال فبدلا من أنفاقه على أبنائه الجعانين المحرومين فى مشاريع تنفعهم لتقيهم الجوع والعوز ، أو لسداد ديونهم ، يقوم بصرفها على المنظره والفشخره ، مثل الرجل الفقير حيث ملابسه مقطعه يعانى من البرد القارص ، وعندما يحصل على الف جنيه ، فبدلا من شراء ملابس ثقيله لتقيه شر البرد ، يشترى بها كرافته حرير ماركة " سوليكا " .