الدعوة لاتخاذ إجراءات وقائية نتيجة الظروف الحالية ليس خروجًا عن الإيمان  
كتب – ايهاب رشدى 
قال قداسة البابا تواضروس الثانى أن إجراءات  تقديم سر الإفخارستيا ( التناول ) قد تغيرت أشكالها عبر الزمان وبقى الهدف هو إتاحة سر التناول كما هو رغم اختلاف الوسائل والأساليب المستعملة لذلك ، وأن الكنيسة المسترشدة بالروح القدس عليها مواجهة الظروف التى تتغير من زمن إلى زمن .  
 
وأكد البابا تواضروس فى مقاله الافتتاحي لعدد مجلة الكرازة بتاريخ الأمس 26 يونيه الجارى والذى حمل عنوان " أمومة الكنيسة " ، أن جسد ودم المسيح الأقدسان لا ينقلا أى عدوى لأنهما سر حياة ، وحاشا لمن يقول غير ذلك . 
 
وتابع قائلا أن ليس جميع المؤمنين المسيحيين أقوياء إيمانيا وواجب الكنيسة أن ترعاهم وتساعدهم وتخدمهم ، فالكنيسة لا تخدم الأقوياء فى الإيمان فقط ولكن أيضا ضعاف الإيمان والخطاة وقليلى الإيمان . 
 
وعرض البابا طريقتين لممارسة سر التناول فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ؛ الأولى هى الطريقة التقليدية المعروفة فى كل الكنائس حيث ممارسة صلوات وطقوس القداس الإلهى بأوانى المذبح المدشنة .
 
والطريقة الثانية وهى (الطريقة البديلة ) التى تُستخدم فى مناولة المرضى فى المنازل أو المستشفيات وقد تستخدم أيضا عندما توجد أعداد كبيرة من المتناولين مع وجود كاهن واحد فقط . وأشار البابا إلى أن لهذه الطريقة نصوص فى الخولاجى المقدس وأنها ليست بدعا ولا خروجا ولا انتقاصا لقدسية السر . 
 
وأشار إلى أنه فى زمن تأسيس سر الإفخارستيا لم يكن هناك وباء عالمي يقضي على مئات الألوف من البشر ويصيب الملايين فى معظم أقطار العالم . 
 
وعن الزمن الحالى الذى يعيشه العالم فى ظل انتشار مرض كورونا قال البابا .. هذا زمن مرض . هذا زمن عدوى . هذا زمن إصابات . هذا زمن يحتاج وقاية وحرص بالغ ، وأضاف أن الكنيسة كأم تطبق قواعد المحبة من خلال هذا الزمن الطارئ من انتشار الوباء بصورة عالمية ، وتستخدم الطريقة
الاستثنائية ( طريقة مناولة المرضى ) وهى طريقة طقسية مذكورة فى الخولاجى للقمص عبد المسيح المسعودي البراموسي . وإن ذلك يعد تجميد أو تأجيل للطريقة المعتادة والتى نرجع إليها بمجرد عودة الأحوال الطبيعية . 
 
وقال البابا إن استخدام الطريقة الثانية يعد صوت للحكمة ، خاصة أننا لا نعيش بمفردنا فى هذا المجتمع ويجب ألا نكون سببا فى بلبلة أحد أو عثرة النفوس التى نحبها ، وأن الدعوة لاتخاذ إجراءات وقائية نتيجة الظروف الحالية ليس خروجا عن الإيمان إطلاقا