حمدي رزق
لا يضيع حق وراءه مطالب، تطور عالمى لافت بشأن عدالة الموقف المصرى فى قضية سد النهضة الإثيوبى.
الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن الدولى تعقد جلسة مفتوحة بعد غد (الاثنين)، لمناقشة القضية استجابةً للطلب المصرى، الذى تقدمت به مصر لرئاسة المجلس فى التاسع عشر من شهر يونيو الجارى.
هذا الانعقاد العاجل، وراءه جهود دبلوماسية مكثفة ودؤوبة تقف على أرض صلبة، تتكئ على حقوق عادلة وتاريخية تتجاهلها إثيوبيا، فى سعيها المحموم فى المنبع لتعطيش المصريين فى المصب إجحافا، لسان حال مصر فى مجلس الأمن: «أمن العدل أنهم يردون الماء صفوا وأن يكدر وردى؟!».
الرأى العام داخل المجلس بات إيجابيا حسب ما تؤشر عليه اتصالات الخارجية المصرية النشطة دبلوماسيا، وشهدت أروقة مجلس الأمن خلال الأيام الأخيرة مباحثات مكثفة وتحركات مصرية نشطة على أكثر من مستوى لشرح موقفها الخاص بسد النهضة مع الدول أعضاء مجلس الأمن، كما قامت بالتنسيق الوثيق رئاسيًا مع فرنسا كونها دولة رئاسة المجلس خلال هذا الشهر.
بات جل أعضاء المجلس، متفهما إن لم نقل مؤيدا لوجاهة وعدالة الطلبات المصرية وسلامة موقفها القانونى، وستشارك مصر والسودان جلسة النقاش العلنى المفتوح.. وإثيوبيا إذا رغبت فى المشاركة.
ليت هذه الجلسة تذاع على الهوا، لتكون شعوب المنطقة على بينة من ملابسات هذه القضية الخطيرة التى تهدد السلم والأمن فى الحوض، والمصادر الدبلوماسية ترى أن الخطوة المصرية مهمة، إذ إنها تعكس اقتناع مجلس الأمن بعدالة الطرح المصرى، كون المجلس أحد الأجهزة الرئيسية بالأمم المتحدة والجهاز الدولى الأساسى المعنى بالموضوعات الخاصة بحفظ السلم والأمن الدوليين، وبنظر النزاعات والحالات التى يترتب على استمرارها تهديد للسلم والأمن الدوليين.
مصر تطلب حقا مستحقا، المصريون لَا يُتْبِعُونَ مَواقفهم مَنًّا وَلَا أَذًى، مصر لا ترهن حقوقها التاريخية لمشيئة أحد، ولا تضع أصبعها ضرس أحد.
كما يقولون «أخد الحق صنعة»، والحق أحق أن يتبع، وضاع عقد كامل فى مفاوضات ماراثونية استهلكت فائض الصبر المصرى على التصلب الإثيوبى، الأحادية المسيطرة على عقلية المفاوض الإثيوبى لا تقدم جديدا على الأسماع، وحان الوقت لتصيخ إثيوبيا السمع للموقف الدولى الذى ينطلق من أرضية اتفاقيات دولية ملزمة، لا سبيل لنكرانها مهما بلغ الغلو الإثيوبى.
العنوان المصرى الدائم «لا ضرر ولا ضرار» صكه الرئيس السيسى، وهذا عنوان يستملحه كل ذى عقل راجح، وعليه تأسس الموقف المصرى الذى لا يريد ضررا، ولكنه يرفض الضرر، ولن يخضع لابتزاز إثيوبى بلغ مبلغه فى تفشيل المفاوضات تباعا، بغية ملء السد، وإنشاء واقع يتبعه رضوخا، وهم لا يعلمون: «ما رمانى رام وراح سليماً.. من قديم عناية الله جندى».
نقلا عن المصري اليوم