بنعمة الرب كان البابا... والبابا
بقلم: إبراهيم جاد الكريم
حين تولى الأنبا كيرلس الكرازه المرقسيه كان الناس جميعا يعرفون أنه روحانى قوى وكانت مقابلاته مع الناس كل يوم تثبت ذلك .... وحتى من كانوا بقابلونه للمرة الأولى !! كان يفاجئهم بتفاصبل من حياتهم ويتحدث للشخص بما فى داخل قلبه ولا يعرفه أحد سواه !! كان يعرف الموجود داخل الجيوب طرد شخص من أمامه قائلا روح أرمى اللى جيبك الأول وتعالى وخرج هذا وهو يقلب نفسه ليجد قطعة مخ....كانت فى جيبه وهو لا يتذكرها !!
وما كان للأنبا كيرلس من علاقات أسريه مع كل عائلة عبد الناصر !! وكانوا اذا تغيب عنهم يسألونه عن السبب ويطلبون حضوره .. وقصص كثيره عن معجزاته معهم لدرجة وضع صورة بالحجم الطبيعى له فى بيت الرئيس !! مما دفع الأخير للمساهمه فى بناء الكاتدرائيه الكبرى الأنبا رويس وحضور عبد الناصر بنفسه والأمبراطور هيلاسلاسى مراسم الأفتتاح !! ومجزات كثيره تحدث للآن وتكتب فى كتب ... ولكن معجزات حدثت أمامى ولم يكتبها أحد ... لكثرة معجزاته ومنها ... كان قريب لى دائم الخدمه مع الأنبا كيرلس وتصادف أنه كان قد أنهى تعليمه وبدا بالبحث عن عمل ... وحصل على وظيفه وأثناء الكشف الطبى حولوه لعمل أشعه ... حيث أكتشفوا أنه عنده ثقب فى القلب وتحدد يوم للعمليه وأراد قريبى أن يأخذ بركة الأنبا كيرلس قبل العمليه وبعد القداس وقف بعيدا على غير العاده فناداه البابا خد ياولد أنت واقف بعيد ليه ؟؟ فرد عليه أنا حاروح بالليل للمستشفى علشان فى الفجر فيه عملية لى فى القلب ... وناداه البابا تعالى هنا ورينى فين الوجع ده !! فرد قريبى وقال هنا مشيرا بيده الى موضع الألم فوضع البابا كيرلس يده وساله هنا يا ولد وضغط بيده هنا فقال قريبى أيوه يا سيدنا ... فنظر البابا اليه وقال أمشى ياولد ... مفيش عمليات أمشى !!
وخرج قريبى وذهب الى المستشفى فى الموعد المقرر وحضرت مجموعة الأطباء لعمل العمليه وبدأوا بالكشف التمهيدى ورفع الأكبر فيهم السماعات عن أذنه وقال لأ ... أنا عاوز أشعه دلوقت فورا ... وحين تطلع فى الأشعه لأ لأ أنا عاوز واحده تانيه على جهاز أشعه تانى !! وحين تطلع فى الأشعات كلها ... نظر الى قريبى وقال أنت عملت أيه ؟؟!! أنا لولا شابف أن مفيش أثار جراحه كنت قلت لك عملت العمليه فين !!وأمسك بقريبى مصمما أنت عملت أيه ؟؟!! وبعد أصراره قال قريبى أنا رحت للراجل الكبير بتاعنا !! وهو خبطنى هنا وقال لى أمشى ياولد ...
مفيش عمليه ولم يجد كبير الأطباء أمامه الا أن يقول له ... أمانه عليك خلليه يدعى لنا ... وخرج قريبى من هناك الى دير مارمينا حيث رسم راهبا !! ولم يخرج مره واحده ... الى الآن ... وكنت فى ذلك الوقت فى السنه الأولى بالجامعه وكنت أذاكر مع زميل كان يسكن فى بيت الشمامسه المطل على الكنيسه المرقسيه ، وقال الزميل سيدنا هنا وحاينزل يصللى بدرى نروح ناخد بركته ... ونزلنا وحضرنا القداس وبعد المناوله دخلنا لمقابلته ... وحين دخلت أمامه لم أستطع النظر الى عينيه وأحسست أن عيناه قد وصلت الى عظامى !! وكان جالسا فركعت بسرعه أمامه وأخفيت وجهى فى ركبته (فلسوعنى) بعدة لسعات وقال والسجاير !! ولم أرفع عينى وسألته هانجح ياسيدنا فقال هاتنجح !! وسأله زميلى الذى كان يحفظ الكتب حفظا - وأنا يا سيدنا فنظر اليه وسكت !!
وكنا حين نعرف أنه موجود نأخذ الكتاب لنقدمه له فينظر فى الوجه ثم يقوم بثنى ورقه أو أثنين وأحيانا ثلاثه !! لكل التلاميذ من كل مراحل التعليم من أبتدائى وحتى الجامعه !! بكل كلياتها النظريه أو العمليه ، كان البابا كيرلس أحيانا يمسك الكتاب بالمقلوب مع الأزدحام حوله ومع ذلك كل ورقه قام بثنيها بيده فيها سؤال !! واذا قال هاتنجح يبقى هاتنجح وأذا سكت تعرف أن لا حظ لك فى الأمتحان !! ونجحت ولم ينجح صديقى !! ولذلك بعد نياحته كنت اخذ الكتب وأتوجه مع أثنين من خدم مدارس الأحد الى دير القديس الأنبا بيشوى حيث لم يكن هناك نور ولا ماء فى الدير فى هذا الوقت !!
وكنت أراجع كتبى تحت الجسد المقدس للأنبا بيشوى وكنا نسأل بعضنا ياترى هل هناك من يملأ مكان البابا كيرلس وروحانيته !! ولذلك كنت اخذ الكتب للمراجعه فى الدير وكان أبونا أنطونيوس السريانى (البابا شنوده فيما بعد ) لا زال فى دير السريان العامر وكان يأتى بالمساء ليحاضرنا أنا الضعيف والأثنان خدم مدارس الأحد - أحدهم كان طبيبا فى معهد البحوث وتركه ليصبح قسا فى اكبر كنائس الأسكندريه والثانى حصل على دكتوراه فى اللاهوت فى اليونان وأخرى من أنجلترا - وكنت أكتب كل ما يقوله (أبونا) انطونيوس السريانى وفى نهايةالسهره يقوللى تعالى وصلنى !! كان يترك هؤلاء الخدم الأقوياء ويختارنى أنا الضعيف ليتوكأ على فى الرمال من دير الأنبا بيشوى الى دير السريان حيث لم يكن هناك أسفلت ولا طريق ولا أنوار !!
وأوصله وأعود الى دير النبا بيشوى حيث كانت أقامتى للمراجعه قبل الأمتحان ... وجرت القرعه الهيكليه بالأنبا شنوده الثالث ليرعى شعب الرب لمدة أربعين عاما ... ولا زلت أذكره وهو يأخذنى أنا الضعيف المحتاج ويترك الأقوياء ... وكأنه يعرف الضعيف .... وكما كانت نعمة الرب مع البابا كيرلس كانت مع الأنبا شنوده ... وبنعمة الرب سيختار الراعى الذى يعرف الرب كيف يختاره ولماذا أختاره ... ولأى فترة من الفترات !! فى الداخل وفى الخارج وفى كل الأيبارشيات فى كل أنحاء العالم ... بنعمة الرب .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :