كتب - نعيم يوسف
ناقش الكاتب، أحمد العسيلي، مسألة تربية الأبناء، وماذا يمكن أن يترك لهم الآباء، وذلك في مقطع فيديو بثه على موقع نشر الفيديوهات "يوتيوب".
وقال "العسيلي"، إننا لانعرف المستقبل، وبالتالي يجب ألا نعلمهم ونؤهلهم لكي يصبحوا مثلنا، لأنهم سوف يعيشون في المستقبل في ظروف غير الظروف التي عشناها.
ماذا لو لم تستطع توفير احتياجات أبناءك؟
وأضاف، أن البعض لا يستطيع أن يوفر لأبنائه ما يريدونه، أو يحتاجونه، ولابد أن يحترموا قدراتهم وإمكانياتهم، ويسامحون أنفسهم على عدم قدرتهم، مشددًا على أنه "مفيش حد يقدر يعمل كل حاجة"، وعلى الإنسان أن يؤمن بأن الأشياء التي لا يستطيع الإنسان توفيرها لأطفاله هي ليست "رزقهم".
وشدد على أن الإنسان لن يحاسب أمام الله على السلبيات التي لا يقصدها، لافتا إلى أن الآباء والأمهات حاليا يتعرضون لمواقف مع أطفالهم، لم يتعرضوا لها -هم- في طفولتهم، وبالتالي فهي أمور جديدة عليهم، وهم يبذلون ما يستطيعون للتعامل معها، ومن المنطقي ألا يستطيعون التعامل بمثالية مع هذه الأمور.
ولفت "العسيلي"، إلى أن البعض يتعرض لـ"ابتزاز عاطفي" من قبل أسرته، وهو لم يخلق لكي يضحي بحياته من أجلهم، وفي نفس الوقت يجب عليه ألا يتجاهل احتياجاتهم، وألا يكون أنانيا في التعامل معهم.
كيف يرى الآباء أبنائهم؟
وأوضح، أن بعض الآباء يرون أن أبنائهم يجب أن يكونوا كما يريد الآباء، وأن يخدمونهم، وهذا الأمر خاطئ جدا، محذرا في الوقت من انفصال بعض الآباء عن أبنائهم خوفا من أن يتعلقوا بهم، وبالتالي يتعبون عندما يموت الآباء.
كما تحدث أيضا عن مسألة "هتسيب إية لعيالك"، والتي تشغل بال الكثيرين من الآباء والأمهات، لافتا إلى أن مئات الألوف من المصريين تربوا بدون أب، أو أهل لأن والدهم قرر الذهاب إلى دول الخليج للعمل، لكي يؤمن لهم حياة كريمة في المستقبل، ويلتحقون بمدارس مرموقة، معقبا: "عنهم ما دخلوا مدارس، المهم ترتيب الأولويات في الحياة".
وأضاف "العسيلي": "عيش مع عيالك حتى لو هتاكل عيش حاف، وهيبقى ده رزقهم"، لافتا إلى أن غياب الأب عن الأسرة قد يدفع الأبناء إلى الانحراف والإدمان، والحرمان من الحنان، مشددا على أن منحهم الأمان والحنان أهم كثيرا من المال.
أهم ما تتركه لأطفالك
وشدد على أن أهم شيء نتركه لأطفالنا هو الحب، وكيفية تربية إنسان سوي وسليم، وهذا أمر صعب جدا، ويجب عليك أن تعرف جيدا ماذا تفعل بأطفالك، مشددا على أن بعض الفرص التي قد يسعى الآباء لتركها لأطفالهم تكون سببا في تدميرهم.
وأكد على أن الأب عليه أن ينقل إلى أطفاله خلاصة خبراته في الحياة، مع عدم فرض اتجاه معين عليهم، ولكن تركهم على حريتهم لكي يفعلوا ما يريدون ويناسب حياتهم وشخصيتهم.