بقلم : محمد فتحى
لا يتصور أن يترك صاحب الحق حقه مكتفيا بمقاطعة وهجر من سلب هذا الحق !
أصيبت أمتنا العربية بصفة الغباء وهي صفة مكتسبة اكتسبناها من الجهل وزيادة الأموال وانتفاخ البطون وسفه العقول ...
كيف يقول عاقل أن نترك القدس وزيارته لأننا بذلك سنتعامل مع العدو اليهودي ، وما أحلى هذا الطريق لعدونا فيوما بعد يوم تذوب المقاطعة وتنهار العداوة لتصبح اسرائيل حليفا وصديقا لمعظم العرب ، وبحماقتنا أيضا يضيع المسجد الأقصى وحارات المدينة القديمة ...
يعرف من فهم الدبلوماسية وعلم التفاوض أن المعايشة والقرب من الحدث يكسبك صفات ومفاتيح حلول سحرية ، لو أن العرب سيروا الزيارات والرحلات لزيارة المسجد الأقصى والذي هو أحد المساجد الثلاث التي تشد اليها الرحال ومن ثم أدى ذلك لوجود مكثف للعرب حول الأقصى وفي المدينة القديمة وأيضا ، يستدعي ذلك الترميم الدائم والمستمر للمسجد الأقصى ومن ثم الحفاظ عليه ، وأيضا وجودنا هناك ولو حتى زائرين يوما بعد يوم سيمكننا من شراء البيوت والمحلات وربما أراضي ومن ثم توطيد النفوذ هناك ، هكذا التفاوض وهكذا المكر والدهاء ... مع قوم هم أهل الدهاء
أما ان نأخذ ناحية وننزوي بها مرددين أننا لا نتحدث معكم ولا نزوركم ، فهذا لعمرك قبح وجهل وأسلوب مريح لليهود الذين يسخرون منا ، لأننا وببساطة بيننا وبينهم كافة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والمعاهدات والاتفاقات ...
يتعجب العالم أجمع من حماقة العرب ؛ يمتنعون عن زيارة مقدساتهم وأهلهم العرب المقيمين في القدس ، ظنا منهم أنهم يرفضون التطبيع مع اسرائيل ، وسفارات اسرائيل وعلمها يرفرف فوق دول عربية كبيرة ، بل وبيننا وبينهم العهود والمواثيق ، بل وبعض الدول العربية على علاقات استثمارية وتجارية مع اسرائيل ، بل أخبرك بما يجعلك تشده ، ان بعض الدول على علاقات علاجية مع اسرائيل !
إن حال العرب اليوم كمن ينكر طلوع الشمس في الصباح ، ويخبره الجميع أن الشمس قد طلعت وسطعت في كبد السماء إلا أنه ينكر فحسبه وإنكاره
.وأخيرا فلنلعب مع الثعالب بحيلهم بدلا من الندب والشجب ...!..
اليهود الآن يتلاعبون بإقتصادات الدول وأسواقها ، ونحن نكتفي بالتلاعب بسباقات الجمال والدراجات !
لا بد أن يفهم العرب أن الأساليب القديمة أثبتت عمليا فشلها وعجزها عن حل المشكلات السياسية فضلا عن العقائدية