بقلم: ماريا ألفي
"الثلاثة يشتغلونها" فيلم بطولة الفنانة "ياسمين عبد العزيز" التي تجسد فيه شخصية "نجيبة متولي الخولي" الفتاة المجتهدة الأولى على الثانوية العامة، ولكن بمجرد دخولها للجامعة تحتك ولأول مرة بالواقع الفعلي فتجد الشاب السيس الذي يطوعها لمصلحته الخاصة، وتجد من يتاجر بالدين وهو صاحب القناة الفضائية الدينية الذي يتعرف عليها لمصلحته الشخصية لزيادة نسبة الإقبال على القناة بتوظيفها فيها كمذيعة، وتتعرف على مُدعي البطولة وهو الشاب الثورجي الذي يهتم بشئون الفلاحين والعمال ويطوعها أيضًا لمصلحته وهو في الأساس لا يهتم سوى بمصلحته الشخصية دون النظر إلى جلب الحقوق المهضومة للآخرين.
وفي الحقيقة كلما رأيت هذا الفيلم تذكرت "مصر"، ففي تصوري أن "مصر" هي "نجيبة متولي الخولي" الفتاة الخام الطيبة الذي ظلت لسنوات بل لقرون رائدة في كافة المجالات، ولكن جاء الوقت وظهر تيار الإسلام السياسي وآخرون يظهرون باهتمامهم بالقضية المصرية وهم أبعد ما يكون عنها لينهش كل منهم في جسدها ويطوعها فقط لمصلحته الخاصة فقط.
فالمجتمع المصري بعد أن كان رائدًا في كافة العلوم والمجالات، وجاء يوم وكان فيه أرقى من المجتمعات الأوربية نجده الآن ملئ بالتناقضات والمفارقات فعلى سبيل المثال لا حصر عندما تجد هذه الأشياء فأعلم وكن على يقين أنك في مصر
عندما تجد حزب يدفع بمرشح للرئاسة وآخر كأستبن له..يبقى أنت أكيد في مصر.
عندما تجد رئيس البرلمان "مجلس الشعب" ومن أسمه "الشعب" أي يهتم بمشاكل الشعب ويحاول إيجاد حلول له، محافظته تعاني من أزمة بنزين طاحنة ..يبقى أنت أكيد في مصر.
عندما تجد خريجي السجون ولص تائب يطمح في رئاسة شعب ..يبقى أنت أكيد في مصر
عندما تجد مرشح لمنصب رئيس الجمهورية بدلاً من أن يسعى لحل مشاكل الناس يستعين بهم لحل مشاكله الشخصية..يبقى أنت أكيد في مصر.
عندما تجد مجتمع متدين به أعلى نسبة للتحرش الجنسي..يبقى أنت أكيد في مصر.
عندما تجد ثورة تُسرق ..يبقى أنت أكيد في مصر.
عندما تحل قعدة المصاطب "الجلسات العرفية"لتصبح بدلاً من القانون ..يبقى أنت أكيد في مصر.
عندما تجد لهو خفي يعبث بأمن البلاد لفترة تزيد عن سنة ..يبقى أنت أكيد في مصر.
عندما تحدث جريمة ويُعرف من أطرافها ومن الجاني وتظل في المحاكم لسنوات ..يبقى أنت أكيد في مصر.
عندما تجد ترزية خصوصي للقوانين .. يبقى أنت أكيد في مصر.
عندما يحاكم الفن .. يبقى أنت أكيد في مصر.