الاثنين ٣٠ ابريل ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: سحر غريب
في بلاد النمنم حيث الحياة لونها رمادي، والكذب فيها له قدمان حين ماتت الاخلاق ووصل المنتفعون إلي سُدة الحكم، بعد ثورة تخيلها الشعب ثورته لا ثورة عليه.
بلد غير بلدنا وعالم غير عالمنا، وصل فيه للحكم حزب – اجارك الله- أراد أن يملك البلد وحده، حتي الدستور- ابو القوانين – تخيلوا انه ملكاً لهم وحدهم، لعبتهم واللي مش عاجبه ينسحب، هم من سيختارون هيئته التأسيسية وهم وحدهم الذين سيستفتون علي بنوده ، تخالفهم يرفعون عليك شعار نحن من اختارته الأغلبية، نعم اختارتهم الأغلبية ظناً منها ان من ذاق مرار الظلم لن يمارسه، ولكن يبدوا ان الظلم مذاقه مثل مذاق الجاتوه لكل من يمارسه.
تخيلوا ذوات الحزب الجديد أنهم اخذوا البلد بمبايعة خالصة الثمن من الرئيس السابق وقرروا صُنع بلداً جديدة لا يملكها إلا هم.
حذر منهم عقلاء القوم فخرج عليهم زبانية الحزب الجديد ومعهم المخدوعون ليهاجموهم.
مسحوا كل معارضيهم، وبنوا مؤسسة عسكرية ملكاً خالصاً لهم –ملئوا السجون بالمثقفين الذين ابوا ان يركعوا لهم، نفذوا حكماً بالاعدام علي دنيا الفن وكمموا كل فنان صادق رغب يوماً في نبذ العنف وفضح المستور، اغلقوا كل صفحات النت التي لا يسيطرون عليها.
استنسخوا تجارب من دول اثبتت مع الأيام ان حكامها يتخذون الديكتاتورية غذاءاً لهم حتي يبقوا ويستمروا علي كراسيهم.
ياعالم ياظلمة النظام السابق راح وراحت أيامه فلماذا تريدون إعادة صورة مستنسخة من نظامه المستبد، هل سينتظر أهل النمنم الكرام والنيام ثلاثون عاماً أخري حتي يثوروا علي اختيار خطأ اتخذوه بإرادتهم الغبية؟! أم سيستيقظ أصحاب الحزب الجديد قبل فوات الأوان ؟!