باحث: المجتمع الدولي يصمت على تصرفات تركيا.. وآخر: الولايات المتحدة وبريطانيا يتحالفون مع أنقرة
كتب - نعيم يوسف
تصاعدت حدة الأوضاع في الأزمة الليبية، خلال الساعات الماضية، خاصة مع ما تقوم به أنقرة من نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، ما يساهم في نشر الإرهاب على الحدود المصرية، ومع توالي الأحداث، زاد الخطر على مصر، ليظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس السبت، ويحسم المسألة، بأن خط "سرت - الجفرة" خطا أحمر بالنسبة لمصر، وإذا تم تخطيه ستتدخل القوات المصرية مباشرة.
المباركة الأمريكية
في هذا السياق، قال محمد كلش، الكاتب والمحلل السياسي، إن السبب الرئيس وراء صمت المجتمع الدولي، على تفاقم الأوضاع في ليبيا، هو المباركة الأمريكية للتدخل العسكري التركي في ليبيا، لأن الاتحاد الأوروبي، وبالتحديد فرنسا، مستاءة جدا من استفزازات تركيا في البحر المتوسط.
وشدد "كلش"، في لقاء مع قناة "سكاي نيوز عربية"، على أن التصرفات التركية تقابل بصمت أمريكي، وأصبح الأمر أكثر وضوحا بالتعاون بين أنقرة وواشنطن، موضحا أن الدعم الأمريكي لمبادرة القاهرة لم يكن واضحا، وكان سطحيا، وكذلك أيضا الجزائر التي لم تكن متحمسة، وهي ضالعة في الحوار مع الجانبين،
من يردع تركيا؟
وأضاف الكاتب والمحلل السياسي، أن المنظمات الدولية لا ترغب في ردع تركيا، رغم أنها تستطيع ذلك، ومن هنا جاء تحرك الرئيس المصري، وهو جاد فيما يقوله، ولا يهول باستخدام القوة فقط، لأن حدود مصر أصبحت مهددة، ومصر مستعدة للمنازلة العسكرية حماية لحدودها من الإرهاب لأنها دفعت الثمن غاليا في سيناء، ولا تريد دفع ثمنا غاليا آخر في حدودها الغربية.
وأكد على أن تركيا تريد بسط نفوذ قوي ليس فقط في ليبيا، ولكن أيضا على القارة الأفريفية ككل، فهناك قواعد عسكرية، بالإضافة إلى مشاريعها التجارية في هذه البلاد، بالإضافة إلى النفط الليبي, موضحا أن بعض القوى الفاعلة مثل روسيا ومصر، والاتحاد الأوروبي، مستاؤون من تصرفات أنقرة.
روسيا واللعبة التركية
من جانبه، قال نزار بوش، الأستاذ في جامعة العلوم الإنسانية في روسيا، إن روسيا أدركت اللعبة التركية، ورغبتها في احتلال ليبيا، وهذا من خلال إلغاء الاجتماع المقرر مع المسؤولين الروس، وهناك خلافات جوهرية، مشيرا إلى أن روسيا تريد إشراك كل القوى الفاعلة في ليبيا بما فيها الوفاق، في العملية السياسية، ولكن تركيا ترفض وجود البرلمان الليبي، والجيش الوطني الليبي.
وتابع "بوش"، في لقاء مع نفس القناة، أن الوفاق تحارب الجيش الوطني الليبي، بمرتزقة جاء بهم الرئيس التركي أردوغان إلى ليبيا، ووصل عددهم أكثر من 20 ألف حاليا، موضحا أن تركيا ترغب في بناء قواعد عسكرية في ليبيا، ولكن يمكن وقف كل هذا إذا تحركت مصر بتسارع أكبر، وحاليا نشهد حديث السيسي، وربما تستطيع مصر بأن توقف التدخل التركي وهيمنتها على ليبيا، لأن أمن مصر مهدد بشكل كبير بسبب مليشيات أردوغان في ليبيا.
تركيا.. والمجتمع الدولي
أما فراس رضوان أوغلو، الكاتب والباحث السياسي التركي، إن نظرة مصر مختلفة تماما عن النظرة التركية، لأن أنقرة تتعامل مع حكومة الوفاق التي يعترف بها العالم، بالإضافة إلى أن الخلاف بين مصر وتركيا عميقا، وتصريحات السيسي تشير إلى إمكانية حدوث صدام بينهما في ليبيا.
وشدد "رضوان"، على أن ليبيا الآن أصبح به صراع للدول، وبالتالي لن يترك الحل لليبيين دون وجود من القوى الدولية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة، وبريطانيا، ودول أخرى تتحالف مع تركيا في ليبيا، ولكن الحلف الثاني لا يستطيع فرض عقوبات على تركيا، والمسألة أصبحت أكثر تعقيدا، ولا أحد سوف يتراجع.