ايهما في نظركم أكثر خطورة، المعتدين الذي يبرر اعتداءه بسبب عقيدته أم المعتدي عليه الذي يبرر سكوته بسبب عقيدته ؟ 

من وجهة نظري المتواضعة الاثنان لا يقلا خطورة عن بعضيهما البعض. 

وهل صنع السلام يستلزم في بعض الأحيان استخدام القوة أو أن حفظ السلام يجبر صانعي السلام استخدام القوة.

وما هي القوة في نظركم وهل يبرر الجزاء نوع  الرد  ام بسبب العقيدة قد يتعدى العقاب  مقدار الفعل ؟ 

وهل تجد عزيزي القارئ أي سبب أخر غير العقائد هو السبب المباشر لما وصل إليه حال البشرية اليوم ؟ 

أن فسد الملح فبماذا يملح و أن انطفأت الأنوار كيف سنري طريقنا و ان كسرت عجلة فكيف ستدور حركة العالم.

 

بما ان مصر منبع الحضارات وهي أيضا أصبحت منبع الظلام فعندما نأخذ أي مثال لكي نشرح به وجهة نظرنا من واقع الحال في مصر سنجد أننا إمام مصيبة وكارثة إنسانية لم يراها الإنسان إلي يومنا هذا منذ خليقته.  

قد يظن البعض في محاولتي لطرح الموضوع أنني سأقوم بمهاجمة فئة معينة من الشعب المصري أو أنني سألوم عقيدة معينة. للأسف لا أستطيع مهاجمة عقيدة او فئة معينة و السبب ان المصريين برمتهم زاغوا و أعوزهم مجد الرب. 

حتى ألان لم يصبح المصريين جميعهم علي نفس المستوي من الفساد و أصبح هناك فساد عام ولكنه نسبي بين فئة معينة و بقية الشعب. و الفارق بينهما هو أن هناك فساد بجح يتمادي في فساده مستخدما كل أساليب الغش و الخداع و العنف ويبرر كل هذا بأوامر عقيدته ويقابله فساد أخر يتماشى مع الفساد الأول مستترا مبررا فساده بضرورة استخدام أساليب الفساد العام لكي يتعايش مع الفاسدين تفاديا لعنفهم و الفارق البسيط جدا أن هذه الفئة لا تستخدم العنف حتى ألان.

 

هل يستطيع أحدكم أن ينكر ان الأسلوب العام للمصريين في مصر أصبح أن اللي تكسب به العب به وهو أسلوب مرفوض شكلا و معمم عمليا. منذ 3 أعوام قال لي احد المفكرين و الكتاب الأقباط " الشعب القبطي نصفه أصبح منحل بسبب عشرته لأخواته المسلمين ". بصراحة جن جنوني من هذا القول و أعدت عليه نفس ما قال  هل حقا تعني ما تقول  فرد بنفس الإجابة.  أنني للأسف لم أتفهم ما كان يقصد الرجل في ذلك الوقت.  وبعد أن ذهبت حالة الغضب و مرت أمامي الإحداث المتعاقبة من سقطات متتالية للشعب المصري من قمته إلي أخمص مواطنيه. وجدت أن الرجل لم يخطا في المفهوم بكل قد يكون سبب غضبي اللفظ الذي استخدمه فقط. اعتقد أنني لو لم اغضب من التعبير لطرحت عليه تغيير اللفظ من شعب منحل إلي شعب فاسد. و الفساد بوجه عام يشمل الانحلال و غيره من السلوكيات الغير سوية.  

 

ما علينا ماذا سيفعل شعب مصر في نفسه، لقد انتخب مجلسي شعب وشوري أعوجين شكلا وموضوعا. بل اخطر من السابقين لهما ،  لتذرعهم بأنهم يشرعون بالشريعة الإسلامية . مبررين فسادهم بما لا يدع لأحد حق انتقادهم لأنهم يرفعون شعار الإسلام هو الحل. وليس فقط الإسلام هو الحل بل إسلام من نوع خاص تفصيل مصنوع في شوارع مصر الفاسدة. 

المصيبة الأكبر مُن مًن الشعب المصري بلا فساد حتى يتصدى لفسادهم ؟ 

في احدي حلقات الرغي ألتلفزيونيه و ما أكثرها في الفضائيات بدأ المتخلف رئيس حملة حازم ابو اسماعيل بأخراج وثيقة عليها صورة مقدمة البرنامج تفيد بأنها يهودية . بعد ان قال لها انتي مقدمة برامج ناجحة وممتازة فشكرته علي هذا فقال لها هل تعرفي ما هو السبب في أنك ناجحة ؟ قال السبب أنك يهودية ؟ 

فطردته مقدمة البرنامج من الاستديو و قالت له روح حل مشكلتك مع لجنة انتخابات الرئاسة. 

سواء طردته لأنه أهانها ووصفها أنها يهودية ام بسبب أنه زور الوثيقة او لسبب انه برر نجاحها بأنها يهودية و أن اليهود شطار ؟ 

لو كنت مكانها لسألته حتى ولو كنت يهودية فما علاقة هذا بتزوير السيد حازم أبو إسماعيل في الأوراق التي اقر فيها و اقسم انه والداه لم يحصلا علي أي جنسية أخري غير الجنسية المصرية. وتقول له أنا لم تتقدم لرئاسة الجمهورية و اليهودية في حد ذاتها لا تعد تهمة لان اليهودية ديانة سماوية تعترف بها الدولة المصرية كأحد 3 ديانات سماوية ولا يوجد شرط أن تكون مسلمة لكي تكون مقدمة برامج. ولكن لنلاحظ أن مجرد وصفها أنها يهودية جعلها تخرج عن معالجتها الأمر بهدوء و كأنه سبها. وهذا لا يعفيها ولا يعفي ضيف الحلقة من أنهما الاثنان من مستنقع عنصري واحد. أن قال لي احد آنت يهودي سيكون ردي فعلي سببه ما اعتقد في اليهود فأن كنت إنسان طبيعي متحضر ولا يوجد في قلبي غل و حقد وكراهية لليهود سأقول لا أنا لست يهوديا. ولكن أن كان في راسي الصغير أن معني يهودي هو تقبيح إلي حد السباب سيكون ردي متمشيا مع المعني الذي أري به اليهود. 

 

ما علينا في النهاية تأكيدا علي كلامي و الدليل علي أن شعب مصر غالبيته فاسدة و عديمة التحضر ومنعدمة  الخلق انزل إلي شوارع مصر لكي تري بعينك كيف يتعامل المصريين مع بعضهم البعض في شتي مناحي الحياة. هل حفظ السلام أو صنع السلام عنوان المقال بالله عليكم هل ممكن تحقيقه بأي وسيلة من الوسائل في مصر وشعبها أصبح فاسد فساد لا يصلح معه إلا تغيير الشعب بأكمله.

وكما يقال أن فسد العدل فسد الشعب وبما أن العدل فاسد بالدليل القاطع بعد تبرئة القضاء هذا الأسبوع لمن قطعوا أذن المسيحي وحرق ممتلكاته بسبب الادعاء الكاذب عليه بانه علي علاقة بمسلمة. و تأييد حكم السجن 3 شهور حسب قانون الغاب المسمي بالحسبة علي الفنان عادل أمام. 

 

 هل تنتظروا أن ينصلح حال شعب فسد بسبب قضاءه الفاسد.  كيف يحكم علي عمل فني وافقت عليه الرقابة و التي تمثل سلطة الدولة و يحكم القضاء بسجن الفنان ؟ أين هذا القضاء من شيوخ السلفيه وهم يهنون العقيدة المسيحية يوميا علي شاشات الفضائيات بكل وقاحة ؟ قضاء فاسد افسد شعب و افسد الدين و أضاع حضارة وتحضر شعب مصر و أصبحت غابة يحكمها الصعاليك.