التباعد الاجتماعي الذي فرض على الكثير لاحتواء انتشار فيروس كورونا، تسبب في شعور البعض بالوحدة لعدم رؤية الأصدقاء والأقارب، فكيف يمكن التخلص من الوحدة؟

يقول عالم النفس المجري، ميهالي زيكساس، إن الوحدة تأتي من تلاشئ إحساس المرء بالوقت والذات ومع استمرار أزمة فيروس كورونا وتطبيق قاعدة التباعد الاجتماعي ورؤية العديد من الأخبار والتعليقات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي يفقد الكثير القدرة على التأقلم ويصبح فريسة لشعور الوحدة.

وأضاف أن التغلب على هذا الشعور يمكن أن يحدث من خلال اتباع عدة نقاط، منها ممارسة الهوايات المفضلة كالحياكة أو الرسم أو التصوير الفوتوغرافي أو القراءة أو الكتابة أو الاتجاه نحو الرياضة التي تحفز على الاسترخاء كاليوجا- وفقًا لموقع "انترمونتين هيلث كير" وهو نظام رعاية صحية للاستشارات عن بعد في الولايات المتحدة.

وأوضح أن الأنشطة التي يكون لها إنتاج جيد تمنح شعورًا بالراحة يحارب الوحدة ولذلك هذه الأنشطة أفضل من مشاهدة الأفلام طول الوقت لأن ذلك مجرد تضيعة للوقت دون استفادة.

وأكد أن تجديد محتوى التواصل مع الأصدقاء والأقارب له مفعول أيضًا في التخلص على شعور الوحدة، كاللعب بشكل جماعي على "فيسبوك" أو عمل مسابقات عن بعد أو الاستماع لقصص حياتهم الكوميدية لأن ذلك يجدد الحوار بدلًا من أن يكون الحوار مسلط فقط على معرفة الأخبار الجديدة.

وعن الحلول الأخرى، قال إن تناول الطعام وعمل جدول نوم ثابت والحصول على حمام للاسترخاء وممارسة تمارين التأمل يقلل من شعور الوحدة لأن كل هذه الأنشطة يكون لها نتائج جيدة وتزيد من التعاطف مع النفس وتغير من مفهوم التباعد الاجتماعي.

وأوضح الدكتور داتشر كيلتنر، الباحث وعالم النفس، أنه عمل بحث على عينة مكونة من 2600 شخص من 26 دولة مختلفة حول طريقة التخلص من الوحدة، مؤكدًا أن النتائج أثبتت وجود بعض الأمور التي تقلل من شعور الوحدة بمجرد التفكير فيها، مثل التفكير في ولادة الأطفال والعطف على الآخرين وقراءة قصص إخبارية حول الشجاعة والتعاطف ورؤية المناظر الطبيعية المذهلة وأنظمة النجوم التي تساعد على رؤية صورة أكبر للعالم والكون.

وأشار إلى أن الأشياء الأخرى هي: التأمل والصلاة وإقامة الطقوس الدينية ومشاهدة الأعمال الفنية الهادفة والقراءة في حياة الأبطال المشهورين أو من كان لهم دورًا في تحسين الحياة.