قال علماء آثار إنهم اكتشفوا على الأرجح أقدم مسرح في العاصمة البريطانية لندن في موقع يشهد أعمال إعادة تطوير سكنية في منطقة وايت تشابل.
ويُعتقد أن مسرح "الأسد الأحمر" هو أول مسرح يجريبناؤه لهذا الغرض في العصر الإليزابيثي، بعد أن كان موقعه محل جدل لفترة طويلة.
وعثر العلماء على هياكل خشبية ومصنوعات يدوية وأبنية خلال أعمال الحفر في منطقة ستيبني واي، شرقي لندن، العام الماضي.
ووصف عالم الآثار، ستيفن هوايت، الكشف بأنه "مذهل".
ويُعتقد أن جون برايان، عضو فرقة تمثيل مسرحية، بنى مسرح "الأسد الأحمر" في عام 1567 تقريبا، قبل بناء مسرح آخر أطلق عليه "المسرح" في شورديتش، والذي أكمله مع جيمس باربيج في عام 1576.
وكان باربيج عضوا في فرقة "رجال اللورد تشامبيرلين" التمثيلية، وكان "المسرح" أول مقر دائم لفرق التمثيل، حيث قدمت عليه مسرحيات ويليام شكسبير في أواخر القرن السادس عشر.
ولا يُعرف الكثير عن مسرح "الأسد الأحمر"، وتقتصر التفاصيل التاريخية الحديثة المعروفة بشأنه على دعويين أمام القضاء في عامي 1567 و1569 تشيران إلى "الأسد الأحمر" و "بيت الريف"، الذي كان يضم مسرحا خارجيا ومقاعد.
وكان علماء الآثار قد بدأوا، في يناير/كانون الثاني 2019، الكشف عن هيكل خشبي مستطيل يتكون من 144 قطعة من بقايا الأخشاب، تحيطه فتحات، يعتقد أنها "سقالات" أو أروقة عرض.
وقال الخبراء إن الموقع، الذي تبلغ مساحته 12.3 مترافي 9.3أمتار، يطابق بشكل وثيق الأبعاد القياسية المذكورة في الدعويين.
أشرف على أعمال الحفر قسم "آثار جنوب شرقي" المدينة، التابع لمعهد آثار جامعة كوليدج لندن.
وقال هوايت، المشرف على العمل: "بعد نحو 500 عام، ربما عثرنا على أطلال مسرح "الأسد الأحمر"، الذي ميز فجر المسرح الإليزابيثي.
وأضاف: "قوة الأدلة المجمعة، والبقايا الأثرية للأبنية الموجودة في الموقع الصحيح في تلك الفترة، تتفق مع خصائص المسرح المسجلة في الوثائق القديمة".
كما عُثر على أبنية في الركن الشمالي الشرقي من الموقع، تعود إلى القرن الخامس عشر والسادس عشر، وبُنيت عموما خلال مئة عام لاحقة.
وقال الخبراء إنهم يعتقدون أن هذا قد يعد جزءا من "استراحة الأسد الأحمر"، التي يُعتقد تطويرها من مزرعة في الموقع.
كما عثر العلماء على سردابين للجعة، وعدد من الأكواب والزجاجات والأباريق.
وكانت أعمال الحفر في منطقة شورديتش قد كشفت، خلال العقد الماضي، عن مسرحي "المسرح" و "الستار"، بينما اكتُشف مسرح يعرف باسم "رأس الخنزير" في منطقة ألدغيت.
وقالت إميلي جي، من هيئة الأبنية التاريخية والآثار في إنجلترا، إن الاكتشاف الأخير "محير".
وأضافت أن الهيئة "ستواصل التعاون لتفسير هذه البقايا الأثرية وطريقة عرضها".