ألم يعلم بأن الله يرى؟
بقلم: مصطفى عبيد
فى يوم ما، نخلع ألقابنا وأقنعتنا وأكاذيبنا وملابسنا لنقف أمام الله يحاسبنا عن رحلتنا على الارض. فمن يعمل مثقال ذرة شراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره.
سيقف الخلق جميعا لينبئهم الله بما كسبت أيديهم.. أحصاه الله ونسوه.
يومئذ.... أتخيله واقفا بلحيته الكثة، ووقاره المصطنع، وصوته الرصين، ونظراته الصادمة، وياله من موقف!
لقد أطل علينا حازم صلاح أبوإسماعيل كولى من أولياء الله. نصب نفسه متحدثا باسم السماء، ورافعاً دعوة تطبيق الشريعة ليجذب الملايين المتوقين لهدى الله. وعد بالخير، وعاهد الناس على الاخلاق فرضوا عنه وساروا خلفه مغيبين مخدرين.
تعاملوا معه كهادٍ لا يضل، وصالح لا يخطئ، ومستقيم لا ينحرف. حولوه لمقدس فلم يقبلوا فيه طعنا، ولم يرتضوا له نقداً فتاه فخراً وكبراً.
تصوروه معصوماً لا يكذب، وأميناً لا يخدع، ونزيهاً لا يدعى، وكانت المفاجأة أنه يجيد ألاعيب السياسة ويكذب ويخدع ويدعى ويختلق ويغدر. كذب الرجل لا شك فى ذلك عندما أصر أن والدته لم تحصل على أى جنسية غير مصرية واتضح غير ذلك. وكان من الواضح أنه لم ينكر عن جهل - كما شهد بذلك بعض أفراد أسرته - فهو يعلم أن والدته حصلت على الجنسية الأمريكية ومع ذلك حوّل الأمر كما لو أنه مؤامرة أمريكية ضد الإسلام. كبرت كلمة تخرج من فيه إن يقول إلا كذباً.
اشترى بآيات الله ثمناً قليلاً.. قال إن الملأ يأتمرون عليه ليخرجوه من سباق الانتخابات وهو يعلم يقيناً بأنه فى الطريق الغلط. وعندما خرج من السباق على الدنيا هدد وتوعد بهدم المعبد وإطلاق الفوضى.
بايعوه على الدم، ولتذهب مصر وأهلوها الى القاع. إما أن يحكم، أو لا يحكم أحد. وإما أن يصبح أميراً للمؤمنين أو لا تبقى للمؤمنين إمارة.
طالب الولاية لا يولى، وطالب الدنيا بالدين يضر بكليهما... قلنا مرارا أن الاسلام لا يجوز اختطافه لشخص أو فئة لتضعه لافتة حصرية لتجذب المريدين والبسطاء. وكتبنا كثيرا أن إعزازنا وتنزيهنا للدين تدفعنا دفعا لتوقيره وتشريفه أن يصبح سيارة للوصول لسدة الحكم.
بإيمانهم تحول الدين الى سكين، وانقلبت السماحة الى استباحة، والبر الى شر، والصحوة الى سطوة، واليد التى تزرع وتعطى الى يد تبطش وتؤذى.
إن الجبين الساجد لله لا يسجد لمنصب أو مقعد، واللسان الذاكر لخالقه لا يلوثه الكذب والافتراء.
فليهتف ما شاء، وليكابر، ويعاند، ويكذب، ويخدع، فلن يبقى إلا ما ينفع الناس وسيذهب زبده جفاء. وسيمكرون، ويمكر الله، والله خير الماكرين.
mostafawfd@hotmail.com
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :