مع اقترابنا من نهاية العام الدراسي 2019-2020، يمكن وصفه أنه عام دراسي لم يسبق له مثيل، وتحديًا في العصر الحديث - فإن السؤال الذي يدور في أذهان معظم الآباء والطلاب هو ما الذي سيأتي للعام الدراسي القادم؟

لقد أدى ظهور فيروس كورونا إلى تغيير جذري في مشهد الحياة الأمريكية وغيرها من البلدان، وقد تأثرت النظم التعيلمية، أغلقت الفصول الدراسية والمدارس والجامعات الجامعية فجأة وبشكل غير متوقع، ولكن بدأت بعض الدول حالياً في العودة تدريجياً للحياة الطبيعية، وهذا الأمر سيزيد الأسئلة لدى الآباء حول وضع أبناءهم التعليمي وهل من الآمن ذهابهم للمدرسة مرة أخرى؟
وقد ناقشت كارلين برانز، طبيبة نفسية أمريكية، في تقرير نشر بموقع "سيكولوجي توداي"، هذه الأسئلة وبعض النصائح إلى أولياء الأمور..

في البداية يجب أن تكون مطلعاً وعلى دراية بالمعلومات المتعلقة بفيروس كورونا، ليست المعلومات العامة فقط، بل الخاصة بالمنطقة أو المدينة التي تعييش فيها، ومدى انتشاره فيها وعدد الحالات.

كما يجب أن تكون على إطلاع بشأن أحدث الإعلانات والخطط لمدرسة طفلك، مع مراقبة بانتظام الاتصالات من مدرسة طفلك فيما يتعلق بالخطط القادمة للعام الدراسي الجديد، (وبرامج الفصل الصيفي)، لأنه من المهم معرفة الإجراءات التي تتخذها المدرسة لحماية الأطفال.

أما بالنسبة للأطفال، فالتحلي بالصبر والمرونة، وصياغة هذه الصفات للطفل، في كثير من الأحيان تكون شيء هام، واطلاعهم على معلومات مفيدة لأن القلق حول المجهول يخلق المزيد من التوتر والقلق.

وقالت برانز إنه من المهم التأكيد على أهمية تدابير السلامة في جميع الأوقات، سواء في المنزل أو في المدرسة، من المرجح أن يُطلب من الطلاب العائدين إلى الفصل ارتداء أقنعة والحفاظ على التباعد الاجتماعي وممارسة النظافة الجيدة وأخذ درجة حرارتهم يوميًا، ولذلك من المفيد تنفيذ هذه الإجراءات مع طفلك أثناء تواجده في المنزل على الاستمرار في استخدامها عند عودته إلى الدراسة.

من الأمور التي قد تكون صعبة في هذه الفترة، هي مشاعر الآباء الذين بالتأكيد سوف يكونوا قلقين على أبناءهم، وربما رغبة داخلية لإبقاء الابن في ملاذ آمن حتى وجود لقاح مضاد للفيروسات التاجية الجديدة، أو حتى يكون هناك علاجات فعالة.

وهناك آباء ربما أقل شعوراً بالخطر والقلق من هؤلاء، وكلاهما استجابات نفسي طبيعية للغاية في هذا الموقف، الصحة والسلامة مهمان، ومن المفيد أيضًا التفكير في جميع العوامل الرئيسية واستكشافها - إجراءات السلامة التي سيتم تنفيذها في المدرسة.

وذكرت برانز أنه من المهم التعرف على مدى استعداد طفلك للعودة للمدرسة، يجب على الآباء استكشاف أفكار الأبناء، وما يدور في عقلهم من أسئلة أو تصورات حول الموضوع، وإن ظهر المزيد من القلق المبالغ فيه على الطفل نتيجة تفكيره يجب أن تتوجه به إلى متخصص في السلوك.

ومن المهم أيضاً ممارسة الرعاية الذاتية مثل (اليقظة، التأمل، اليوجا، التمرين، النوم الكافي)، وإدراك الفرق بين القلق والمخاوف الطبيعية مقابل القلق الذي يمثل مشكلة. وإذا كنت تقلق بشكل مفرط أو غير قادر على التحكم في مخاوفك بشأن عودة طفلك إلى المدرسة، نوصيك بطلب المساعدة من أخصائي طبي، لأن كيفية إدارة قلقك تؤثر على الصحة العاطفية لطفلك وعافيته.