|
تحالف غير مقدس في العاصمة الفرنسية ضد فاروق حسني
متي تتدخل قوة العرب الاقتصادية والسياسية لمساندة المرشح المصري
دول العالم تتحرك لدعم مرشحيها والعرب في موقف المتفرج!
.jpg) مع اقتراب موعد اختيار الامين العام الجديد لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو " ، تصاعدت حدة الحرب الشرسة بين المتنافسين الثمانية علي المنصب وهي حرب لم تعد تحكمها اخلاقيات أو قواعد باستثناء قاعدة الضرب تحت الحزام..
المؤسف ان الهدف الرئيسي لتجاوزات هذه الحرب هو المرشح المصري فاروق حسني الذي احتشدت ضده قوي الشر باعتباره يمثل مصر والعرب والعالم الثالث بوجه عام في هذه المنافسة التي كان يفترض ان تتم وفقا لقواعد المبارزة الشريفة علي طريقة نبلاء القرون الوسطي ولكنها تحولت الي ما يشبه صراعات المافيا
في مواجهة هذه المؤامرات والتحركات المشبوهة تتأكد حقيقة أن دعم المرشح المصري والعربي فاروق حسني يمثل مطلبا وطنيا وقوميا يفرض علي كل مصري وعربي الاستجابة له بشتي السبل والوسائل.
واذا كان الكثيرون من المواطنين العرب ، من المحيط الي الخليج، قد تحركوا كأفراد لمواجهة الحملة العنصرية المغرضة ضد فاروق حسني، إلا ان المهمة الاساسية تبقي مسئولية الحكومات والمؤسسات والمنظمات المصرية والعربية التي تستطيع بامكانياتها الهائلة واتصالاتها الدولية الواسعة ان تحبط كل المؤامرات . ولاشك ان فاروق حسني من أقوي المرشحين للفوز بالمنصب الدولي المهم ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب العديد من التحركات الفورية في جميع المجالات وفي مقدمتها المجال الاقتصادي. فقوة العرب الاقتصادية لا يستهان بها وهم قادرون علي اعلان زيادة مساهماتهم المالية في اليونسكو اذا فاز المرشح المصري والعربي بالمنصب، كما فعلت روسيا , علي سبيل المثال، وهي خطوة سيكون تأثيرها كبيراً بالنسبة لفرص فوز فاروق حسني بمنصب مدير عام اليونسكو . ومن شأن هذه الخطوة أن تدعم فرصه فاروق حسني في الفوز لأننا نعيش في عالم تحكمه المصالح وليس الشعارات. وما زال دور رجال الاعمال العرب بحاجة للمزيد من التطوير خاصة مع تزايد سخونة المنافسة كلما إقترب موعد إختيار الامين العام الجديد لليونسكو .
والي جانب الحملات المشبوهة ضد فاروق حسني والتي تستند علي الاكاذيب والاوهام , كانت هناك تحركات محمومة داخل الغرف المغلقة بين مختلف الدول التي تسعي لدعم مرشحيها المنافسين لفاروق حسني أو التي لا يهمها سوي حرمان المرشح المصري من فرصته الكبيرة هذه المرة في الفوز بالمنصب الدولي المرموق .
لقد وصلت شراسة الحملة ضد المرشح المصري الي درجة ان واحدة من أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية وأكثرها نفوذا دعت الرئيس حسني مبارك إلي سحب ترشيح فاروق حسني لرئاسة المنظمة الدولية، كما طالبت دول الاتحاد الأوروبي بمعارضة ترشيح الوزير المصري.
ووجهت رابطة مكافحة التشهير اليهودية الأمريكية، وهي واحدة من أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي الأمريكي، خطابا لدول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، يدعو إلي رفض ترشيح فاروق حسني لمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، مشيرة إلي ما وصفته بـ"معارضته الراسخة للتبادل الثقافي مع إسرائيل، ودعوته إلي حرق الكتب" الإسرائيلية.
وفصّلت المنظمة اليهودية في الخطاب، الذي بعثت به إلي دول الاتحاد الأوروبي الـ27ـ ما قالت إنه "تاريخ العداء الطويل" من جانب وزير الثقافة المصري تجاه إسرائيل، ومن بينها تصريحه العام الماضي الذي قال فيه: "سأحرق الكتب الإسرائيلية بنفسي إذا وجدت أيا منها في مكتبات في مصر"، وهو التصريح الذي كذبه ونفاه فيما بعد.
لكن المنظمة اعتبرت أن اعتذار حسني جاء "متأخرا وسياسيا بشكل واضح... في محاولة لإنقاذ سعيه للوصول للمنصب". وجاء في خطاب المنظمة اليهودية "إذا استمرت عملية الترشيح فإننا نطالب الدول الأعضاء في اليونسكو بالتحرك للمحافظة علي الغرض الأساسي الذي تأسست اليونسكو من أجله... من خلال اختيار مرشح آخر ليكون مديرا عاما" للمنظمة الدولية. كما أطلقت المنظمة حملة توقيعات علي الإنترنت وإعلانا في صحف نيويورك تايمز الأمريكية وإنترناشونال هيرالد تريبيون، تطالب فيه قيادات منظمة اليونسكو، ومقرها في باريس، بمعارضة ترشيح حسني للمنصب الدولي.
وجاء في الإعلان، الذي تعتزم المنظمة نشره في صحف أوروبية كبري: "هل تتخيلون رجلا يؤيد حرق الكتب يترأس منظمة دولية موجودة لحماية تراث الحضارة العالمية؟ لكن هذه هي الآراء المخزية لفاروق حسني، الرجل الذي تريده مصر أن يترأس اليونسكو إن اختياره سيمثل انتهاكا".
وربط إعلان المنظمة تصريح حسني عن حرق الكتب بممارسات النازية التي تمثلت في "إحراق النصوص المقدسة والكتب المقدسة.. لأنهم علموا أنهم إذا دمروا الثقافة فإنهم يستطيعون تجريد الشعوب كلها من الإنسانية وتدميرهم" بحسب الإعلان.
وأضاف الإعلان متهما حسني بتأييد هذه الممارسات: "إن رجلا يؤيد واحدة من أفظع الجرائم ضد الثقافة والحضارة ينبغي ألا يكون قائدا لليونسكو". ورصدت المنظمة، التي تراقب الانتقادات الموجهة لإسرائيل في الإعلام العربي، أيضا العديد من تصريحات الوزير المصري لصحف ووسائل إعلام مصرية وعربية، يعود بعضها إلي عام 2000ـ اعتبرتها تعبر عن "العداء لإسرائيل والثقافة الإسرائيلية". وقال جلين ليوي، رئيس الرابطة، وأبراهام فوكسمان، مدير الرابطة في بيان "لقد عزز فاروق حسني طوال توليه لمنصبه بشكل مستمر السياسات التي تتنافي مع المبادئ المؤسسة لليونسكو من خلال معارضته الراسخة للتبادل الثقافي مع إسرائيل وعدائه للثقافة الإسرائيلية".
وأضاف البيان: "رغم أن إسرائيل ومصر في سلام منذ عام 1979ـ ورغم أن اتفاق السلام يطالب بعلاقات ثقافية طبيعية فإن السيد حسني رفض السماح بأي مشاركة إسرائيلية في الأحداث الثقافية الرئيسية في مصر مثل معرض القاهرة السنوي للكتاب ومهرجان الأفلام".
وتبذل جميع الاطراف جهودا محمومة لنيل تأييد فرنسا " دولة المقر " والتي كان تأييدها حاسما لفوز الياباني كويشيرو ماتسورا الامين العام الحالي لليونسكو .
والمعروف أن اليابان وامريكا هما الاعلي مساهمة في ميزانية اليونسكو وبالتالي فإن نفوذهما كبير في التأثير علي قرار اختيار الامين العام للمنظمة وقد نسبت تصريحات لسفير اليابان في فرنسا نوريو هاتوري يؤكد فيها ان بلاده ستعطي صوتها للمرشحة النمساوية بنيتا فيريرو وهو ما يشكل ضوءا احمر بالنسبة للمرشح المصري . ويتردد في مقر اليونسكو بباريس ان امريكا لم تحدد موقفها بعد ولم تحسم اسم المرشح الذي ستعطيه صوتها .
وأعلنت روسيا أنها ستقدم لمنظمة اليونسكو 20 مليون دولار اذا فاز مرشحها نائب وزير الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو بمنصب رئيس المنظمة . ويعد ياكوفينكو , البالغ من العمر 54 عاما، أحد المتسابقين المتقدمين في قائمة المرشحين لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة(اليونسكو), والتي يتصدرها المرشح المصري فاروق حسني.
وانضم الاتحاد السوفيتي في المنظمة عام 1954، ولكن لم يسبق لروسي أن إحتل هذا المنصب الرفيع في المنظمة أو أي هيئة أخري في الأمم المتحدة . وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن روسيا، من خلال تعليمات من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، تتخذ خطوات نشطة لتعزيز مرشحها. وقال لافروف "ان فوز ياكوفينكو بهذا المنصب يعد مسألة هامة بالنسبة لروسيا". وقال مصدر دبلوماسي روسي رفيع المستوي " أننا نعمل مع 192 دولة، وان جميع منظماتنا وسفاراتنا بالخارج تساهم من خلال القنوات الدبلوماسية في دعم المرشح الروسي . وهناك قائمة كبيرة من الدول علي استعداد لتقديم هذا الدعم، لتعزيز فرص المرشح الروسي للفوز بهذا المنصب الرفيع الذي سيصبح شاغرا عندما يتركه المدير الياباني الحالي كويشيرو ماتسورا بعد نهاية ولايته الثانية والاخيرة، حيث رأس المنظمة لعشر سنوات . |
أخبار مصرية 
الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت
عدد التعليقات: ١ تعليق
