كتب - نعيم يوسف
بكلمات حاسمة، من رجل تخطى السبعين من عمره، قال المستشار عقيلة صالح، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمشير خليفة حفتر، أمس السبت، إنهم سيسرعون في عمل دستور، وتشكيل حكومة وعمل انتخابات، ولن يقصون أحد في ليبيا. فمن هو عقيلة صالح.
ولد عقيلة صالح عيسى، في منطقة القبة بليبيا، في 11 يناير عام 1944، وأكمل تعليمه حتى حصل على ليسانس القانون العام من جامعة بنغازي، عام 1970.
مسيرته في القضاء
بعد تخرجه، التحق "صالح" بالعمل في وزارة العدل، وعين مساعد نيابة في عام 1971، وفي عام 1974، أصبح رئيسا لنيابة دائرة الجبل الأخضر، بمديينة البيضاء، وبعدها بعامين عمل في محكمة استئناف الجبل الأخضر سنة 1976، حتى عام 1999، عندما أصبح رئيس فرع إدارة التفتيش القضائي في محكمة استئناف درنة.
خبرة 45 سنة
يمتلك السياسي المحنك في جعبته خبرة تمتد إلى 45 عامًا من العمل القضائي والقانوني، الأمر الذي أهله لكي يلعب دورًا مهما في الصراع السياسي والعسكري الذي اجتاح ليبيا بعد مقتل الزعيم الراحل العقيد معمر القذافي.
رئيس مجلس النواب
في عام 2014، انعقدت الجلسة الأولى لمجلس النواب الليبي، في مدينة طبرق، خلفاً للمؤتمر الوطني العام، وهو أول مجلس نواب في ليبيا منذ نهاية عهد المملكة الليبية عقب انقلاب 1 سبتمبر 1969، وتنافس "صالح" مع النائب أبو بكر بعيرة، وتفوق عليه بفارق ثلاثة أصوات، ليكون رئيسا للسلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا حاليا.
طرف في الراع
في ظل الصراع الإقليمي الذي يسود الأجواء الليبية، يعارض "صالح" الاستعمار التركي لليبيا بشدة، ويساند دائما محور مصر والإمارات والسعودية، ويرى أن الجيش المصري هو الضمانة الباقية للدول العربية في مواجهة طموح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأحلامه في استعادة الإمبراطورية العثمانية.
الاستغاثة بالجيش المصري
في شهر يناير الماضي، عندما كان عقيلة صالح في زيارة إلى مصر، حضر جلسة للبرلمان، وألقى كلمة قال فيها: "واستكمل رئيس البرلمان الليبى حديثة قائلًا: "أدعوكم أيها السادة إلى اتخاذ موقف شجاع وإلا قد نضطر إلى دعوة القوات المسلحة المصرية للتدخل إذا حصل تدخل أجنبى فى بلادنا، وأيضا مؤازرة الشعب المصرى الذى لم يتخل عنا من قبل فى شدة ولا نائبة، كما شهد التاريخ وهو شاهد العدل على موقف مصر معنا أيام الغزو الإيطالى ليبيا، تحية لشعب مصر".
المشاركة في إعلان القاهرة
شارك السياسي المحنك في مبادرة "إعلان القاهرة" التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مصر، وألقى كلمة قال فيها: "تحية لقائد مصر، وشعب مصر العظيم، جئنا للقاء فخامة الرئيس، بخصوص التطورات الأخيرة في ليبيا، وكان حقيقة منذ البداية منشغلا بالشأن الليبي، ويعلن دعمه للقوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر".
وشدد "صالح"، على أن الجيش الليبي عندما تحرك إلى العاصمة لم يتحرك لمحاربة الليبيين، أو سعيا للسلطة، ولكن محاربة الإرهابيين، الذين لم تستطع حكومة الوفاق السيطرة عليهم، وهي من مهام الجيش الليبي أن يحفظ الأمن.
ولفت رئيس مجلس النواب الليبي، إلى أنه عندما أوشك الجيش على تطهير العاصمة تدخلت تركيا وأرسلت نحو 10 آلاف إرهابي، والجيش أصبح الآن مضطرا لاستخدام قوة أكبر من اللازم، وبالتالي خشي الجيش أن تكون الأضرار أكثر من المنافع في تحريرها، ولذلك التزم الجيش الليبي بالهدنة، ولكن ميليشيات الوفاق لم تلتزم بها.
وأكد على أن الجيش يصر على طرد هذه المليشيات من العاصمة في ليبيا، حتى يتم تحرير المؤسسات وتوحيدها، وسوف نسرع في عمل دستور، يتم بموجبه عمل انتخابات جديدة، وكل الأقاليم سوف تشارك في السلطة كما هو معروض في المبادرة، ولا إقصاء لأحد، وأدعوا كل الليبيين الاستجابة إلى المبادرة، وأدعوا كل الأحزاب للرجوع خطوة إلى الوراء حتى تستقر الدولة، وأن يتعاون كل الليبيين في البناء.