عبد المنعم بدوي
منذ سنوات خرجت فى فرنسا مظاهرات عرفت بالسترات الصفرا ، أحتجاجا على قرار رفع أسعار الوقود ، أدت الى تراجع حكومة ماكرون عن هذه القرارات .
والأن نشاهد خروج الشعب الأمريكى فى كل الولايات أحتجاجا على عنصرية الشرطه والتى تسببت فى مقتل مواطن ملون .
تعالت عندنا بعض الأصوات مندده بالديمقراطيه الأمريكيه التى يعملون على تصديرها ألينا ، وأقول لهؤلاء ، أنظروا الى المشهد جيدا ، وأرجعوا الى ماكتبه " جمال حمدان " فى موسوعته " شخصية مصر " حيث كتب بالحرف الواحد " الحقيقه بعد هذا أن مسئولية طغيان الحاكم ، تتضائل بدورها أمام مسئوليه الشعب نفسه ، فإذا كان الحاكم كارثه أو مهزله ، مأساه أو ملهاه ، فإن سببها الشعب ، وهو المسئول الأول والأخير .
ويقول عبد الرحمن الكواكبى " إن مبعث الأستبداد هو غفلة الأمه ، فالطغيان لا يصنعه الطاغيه ، وإنما الشعب هو الذى يصنع الطاغيه والطغيان معا ، والشعب مسئول عن الطغيان بنفس مسئولية الطاغيه نفسه .
لذلك هب الشعب الأمريكى ضد هذه العنصريه مثلما هب قبل ذلك لذات الأسباب فى عدة مرات سابقه ، فهو شعب لايرضى بالخطأ والسكوت عليه ، حتى ولو كان خطأ فردى من فرد من أفرد الشرطه ، فالشعب الأمريكى يعلم جيدا أنه لو سكت فليس له أن يلوم إلا نفسه لأنه فرط فى حقه وتهاون فى الدفاع عن حريته وكرامته ، ومن يفرط فى حقه ولو مرة واحده .. يعيش أبد الدهر مزعزع العقيده ، سقيم الوجدان .