كتب – روماني صبري
ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم الاثنين، القداس الإلهي الاحتفالي بمناسبة عيد دخول السيد المسيح ارض مصر، وذلك بكنيسة القديسة العذراء مريم بالمعادي، فعندما ولد الطفل يسوع، في بيت لحم اليهودية، كما ذكرت نبوات العهد القديم، أشتد انزعاج هيرودس بسبب سؤال المجوس الذين أتوا من المشرق سائلين أين هو المولود ملك اليهود، لأنهم رأوا نجمة، وكان هذا هو الدافع لهم للقيام برحلة طويلة كهذه، إذ كانوا متحمسين للسجود للطفل كإله، توهم هيرودس أن مملكته ستتعرض للخطر وإذا كبر الطفل يسوع سيخطف حكم المملكة، لذلك سأل علماء الناموس في الأمة اليهودية أين توقعوا أن يولد المسيح؟ وعندما علم أن نبوة (ميخا ومتى 2) أعلنت بأن بيت لحم كان يجب أن تكون محل ميلاده أصدر مرسوما بقتل جميع أطفال بيت لحم وما حولها الذكور من أبن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس، ظنا منه بأن يسوع كان محتملا فعلا، سوف يشترك مع سائر الأطفال الذين في سنة في نفس المصير.
اهرب إلى أرض مصر
وفي هذا اليوم يحتفل الشعب المسيحي بامتثال القديس يوسف لأمر الملاك الذي اختصه قائلا :" قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى أرض مصر لان هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه" وذكرت الآية في إنجيل متى 2:13.
تمت النبوات
بعدها اصطحب يوسف النجار الطفل يسوع ووالدته السيدة مريم العذراء، وجاء بهما إلى ارض مصر، وكان عمر يسوع وقتها سنتين، وكان مرد ذلك يرجع لسببين أحدهما لئلا يقع الطفل في يد هيرودس الملك ، والسبب الثاني ليبارك أهل مصر بوجوده بينهم فتتم النبوة القائلة " من مصر دعوت ابني" (هو 11: 1) وتتم أيضا النبوة القائلة " هوذا الرب راكب علي سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" (اش 19: 1).
ويقال أن أوثان مصر انكفأت عندما حل بها كلمة الله المتجسد كما انكفأ داجون أمام تابوت العهد (1 صم 5: 3.)
معجزات العائلة المقدسة في مصر
حين جاء السيد المسيح مع يوسف ووالدته العذراء وسالومي وكان مرورهم أولا بضيعة تسمي بسطة وهناك شربوا من عين ماء فصار ماؤها شافيا لكل مرض ومن هناك ذهبوا إلى منية سمنود وعبروا النهر إلى الجهة الغربية، وقد حدث في تلك الجهة أن وضع السيد المسيح قدمه علي حجر فظهر فيه أثر قدمه فسمي المكان الذي فيه الحجر بالقبطي " بيخا ايسوس " أي (كعب يسوع) ومن هناك اجتازوا غربا مقابل وادي النطرون فباركته السيدة لعلمها بما سيقام فيه متن الأديرة المسيحية ثم انتهوا إلى الأشمونين وأقاموا هناك أياما قليلة ثم قصدوا جبل قسقام،وفي المكان الذي حلوا فيه من هذا الجبل شيد دير السيدة العذراء وهو المعروف بدير المحرق.
مات هيردوس فلتعودو إلى إسرائيل
بعدما عرف الموت هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم أيضا قائلا " قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل، لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي" مت 2: 20 و21.
بالفعل عادوا إلى مصر ونزلوا في المغارة التي هي اليوم بكنيسة أبي سرجة بمصر القديمة ثم اجتازوا المطرية واغتسلوا هناك من عين ماء فصارت مباركة ومقدسة من تلك الساعة، ونمت بقربها شجرة بلسم وهي التي من دهنها يصنع الميرون المقدس لتكريس الكنائس وأوانيها.
المخلص شرف أرضهم
ومن هناك سارت العائلة المقدسة إلى المحمة (مسطرد) ثم إلى أرض إسرائيل، ويعد هذا اليوم عيدا روحيا هاما للأقباط حيث تنزل بهم الغبطة والسرور لان المخلص قد شرف أرضهم في مثل هذا اليوم المبارك ، وعيد دخول السيد المسيح ارض مصر عيد سيدي صغير، ويصلى بالطقس الفرايحي، وإذا وقع في أيام الخماسين يفضل قراءة فصوله حتى يشعر الشعب بروحانية العيد.