الأقباط متحدون | جعلوني فلولا (مصر بين توابع الفلول والإخوان)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٠٢ | السبت ٢١ ابريل ٢٠١٢ | ١٣برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٣٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

جعلوني فلولا (مصر بين توابع الفلول والإخوان)

بقلم- رشا ممتاز | السبت ٢١ ابريل ٢٠١٢ - ٥٤: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

جمعة لم القاتل على المقتول جمعة لم خائن الوعد مع صادق العهد جمعة لم الحمل الوديع مع الذئب المتربص جمعة لم مصالح الجماعة مع أحلام الثوار!

هذا هو الاسم الحقيقي لجمعة لم الشمل التي تجمع بين الشرق والغرب وهما لا يجتمعان !

فبعدما باع الإخوان الثورة وشاركوا في تزييف الوعي وإخراج الاستفتاء وترقيع الدستور !

وبعدما تحالفوا مع العسكر فيما يعرف بصفقة عمر سليمان الذي انقلبوا عليه الآن ! ثم جعلوا من العسكر خط أحمر!! وانقلبوا عليه ألان أيضا !

وبعدما خرج شيخ السلف محمد حسان يقول في المجلس العسكري ما قاله مالك في الخمر!

وبعدما باعوا دماء الشهداء في محمد محمود وماسبيرو ومجلس الدولة ورفعوا شعار الانتخابات أولا!

وبعدما كان المتظاهرين يقتلون ويفقدون أعينهم بينما يتظاهر الإخوان من أجل القدس !

وبعدما خانوا الميدان وجعلوا الشرعية في البرلمان واتهموا من تحت القبة المتظاهرين والثوار بأنهم يتعاطون ترامادول وبلطجية وسوابق !

وشهدوا زورا ببراءة المجلس العسكري من دماء الشهداء براءة الذئب من دم بن يعقوب !

بعد هذا كله يقرر الثوار لم الشمل ووضع أيديهم مع من خان الثورة وخان دماء شهداءها الإبرار ؟؟؟ فهل حقا خرج الإخوان من أجل الثورة وهل حقا عادت لهم الذاكرة فجأة ليدركوا أن هناك ثوره وهناك قتلى ؟؟؟

طبعا لا ,فكما لا يمكن للندل أن يكون شهما والجبان أن يتحول إلى شجاع والانتهازي إلى ناكرا للذات بين ليلة وضحاها فلا يمكن أن نصدق أن الإخوان نزلوا من اجل نصرة الثورة وتحقيق اهدافها ولكن الإخوان نزلوا من أجل ان يحلوا محل العسكر ويستأثروا بالدستور ويزيحوا من تسميهم بالفلول من الساحة ويدعموا مرشحيهم ويسيطروا على البلاد !

انه سيناريو ايران قادم وبشده ويدعمه الثوار بسذاجتهم ومراهقتهم السياسية ونسوا أن الثورة لا ترحم ولا تحمى المغفلين !

هذا ان كان هناك ثورة او على الأدق مراكز قوه ثورية محركة للأحداث فأنا ازعم انه لم يعد هناك لا عب على الساحة المصرية إلا فريقا ن متصارعان ومتشابكي المصالح لا ثالث لهما وهما جماعات الإسلام السياسي متمثله فى إخوان وسلفيين و فريق الفلول متمثل فى العسكر وعناصر النظام السابق !
هاذين القوتين لهم مؤيدين وأنصار يعلنون دعمهم وتأيدهم لهم ومشاركتهم التوجهات بشكل معلن وصريح وكذلك مؤيدين توابع وهم إما متعاطفين او مرغمين !

فقد انقسم الشارع المصري رغما عنه لتأييد احد هاتين القوتين فظهر ما يسمى بتوابع الإخوان وهى كل التيارات والتنظيمات والأفراد التي تصب تصرفاتها في صالح الإخوان او التيار المتأسلم بشكل عام بقصد أو بدون قصد0

وهؤلاء التوابع لا ينتموا لجماعة الإخوان أو الجماعة السلفية بشكل مباشر فقد

 --يكونوا مجرد متعاطفين ومؤيدين لهم وفى الغالب يكون الدافع عن جهالة وخلط بين هذه التيارات الممتطيه الإسلام وبين الإسلام نفسه .

 ---وقد يكونوا على النقيض الفكري لهم ولكن تصرفاتهم وانعدام رؤيتهم وتنظيمهم يخدم التيار المتأسلم على وجه العموم و الإخوان على وجه الخصوص ! ونرى هذا جليا فى التنظيمات الثورية !

وكذلك ظهر ما يسمى بتوابع الفلول وكلمة فلول تطلق على القادة اللذين اعتمد عليهم نظام مبارك فى تنفيذ سياساته وتلك الصفة تنطبق فى المقام الأول على المشير طنطاوي وتشمل كل من شفيق و عمرو موسى وعمر سليمان وغيرهم وعلى الرغم من معارضة قطاع كبير من توابع الفلول لسياسات مبارك طوال حياتهم ونضالهم من اجل التغيير وأنا منهم إلا أننا وجدنا أنفسنا أمام خيارين لا ثالث لهما احدهما حنظل و الآخر اقل مرارة وجدنا أنفسنا ويا للآسف مضطرين ان نختار بين التيارات الظلامية الانتهازية التى ركبت الثورة باسم الدين والتي تدعى امتلاكها للحق المطلق والتى ان خالفناها كفرونا واستباحوا دماءنا وبين حكم العسكر أو ما يسمى بالفلول وهو حكم فاسد عانت مصر منه طوال 60 عاما مضت من التجريف ! ولكنه الجنة مقارنة بحكم التيارات الدينية الذي يصنفه الساسة والمؤرخين بأنه الاسؤ على الإطلاق !

ولكن للأسف وصلنا إلى هذه الحالة المأساوية ولم يعد أمامنا اختيار فأما ان نختار بين نظام شاه إيران أو نظام الملالى !

سيرتفع صوت معترضا وقائلا لى لماذا هذا التشاؤم ولماذا لا تختاري الثورة ؟ ولكن اين هى الثورة ؟ ؟
من ابرز القوى الثورية حاليا التي تلعب على الساحة هما حركتي 6 ابريل وائتلاف شباب الثورة هما القوتين الوحيدتين القادرتين على الحشد ولكن اين يقع موقعهم من الإعراب ؟؟ والى أي الفريقين ينتموا؟؟

لعل المتصفح للموقع الرسمى لحركة 6 ابريل على الفيس بوك والمتابع لبيانتهم يدرك تماما أنهم إما انه تم اختراقهم من الإخوان وإما انهم من توابع الإخوان أى من يعمل دون وعى او ادراك منه لخدمة مصالح الاخوان !!

فغياب الرؤيا وعدم وضوح وعلانية المبادئ وانعدام المشروع السياسي يجعل منهم مجموعة مهيأة بامتياز للعب دور المواسعاتى الذى يفسح المجال لغيره ممن يمتلك الرؤيا والتنظيم !!

تحركهم مجرد شعارات فضفاضة حول مدنية الدوله وحقوق الشهداء ولا للعسكر ولا للفلول ولم الشمل وكلنا ايد واحده شعارات جميله ولكنها شعارات رومانسيه لا تصنع تغيير ولا تحدد معالم واضحة للطريق !!

شعارات تناسب الأدباء والشعراء لا الساسة شعارات تصلح لأن تركب على اى تيار يميني كان أو يساري وسطى كان أو متطرف ولا تتعجب إذا وجدتها هي نفسها الشعارات التي يرفعها الإخوان المسلمين بل والسلف أيضا !!!

تصرفات الحركة مريبة وضعهم أيديهم فى يد الإخوان فى جمعة تقرير المصير وتخليهم عن منصتهم فى الميدان!! لصالح تيارات الإسلام السياسي !! مطالبتهم بسقوط العسكر وهو شئ جميل ورائع ولكن دون تقديم بديل آخر !!! سوى الإخوان طبعا مطالبتهم بتنحي الفلول من الترشح للرئاسة ويقصدون عمرو موسى وشفيق دون تقديم بديل ثورى قوى!! لتخلوا الساحة تماما لمرشحي المتأسلمين !!

مطالبتهم بكتابة الدستور بعد الرئاسة على الرغم من ان الدستور هو المحدد لصلاحيات الرئيس وسلطاته والعسكر كانوا الضامن الوحيد فى وجه البرلمان لمدنية الدولة!!!
ودعمهم غير المباشر للمرشح الحقيقي للإخوان عبد المنعم أبو الفتوح !!!

كل هذا يضعك إمام تساؤلات وعلامات استفهام تنتهي بك إلى أن 6 ابريل مخترقه من الإخوان أو على اقل تقدير تعمل بسذاجة لصالحهم أي من توابع الإخوان !!

هذه هى القوى الثورية الآن مشتتة تائهة دون رؤيا دون ملامح تصرفاتهم تصب بقصد او بدون لصالح المتأسلمين بتبعهم الشباب الفاقد للخبرة والوعي والحنكة السياسية الشباب الذي يحركه اليأس و البطالة والفقر والحلم بغد أفضل ليسيروا به في خطى سريعة نحو الهاوية المتمثلة فى نظام الحكم الثيوقراطى المخيف!!

مما يدفع بالتيارات الليبرالية الوطنية او التيارات المدنية الرافضة لحكم الملالى بشكل عام للتكتل معا برغبتها او رغما عنها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خلف مرشح للعسكر لنتحول رغم نضالنا السياسي ضد العسكر طوال أعوام طويلة مضت ورغم عدم رضانا عن النظام العسكري وبسبب الجماعات الانتهازية الشيطانية المتاجرة بالدين وبسبب غياب الرؤيا والتنظيم الثوري البديل إلى توابع للفلول فالبحر أمامكم والعدو من خلفكم ولن نترك مصر لتسقط في براثن المرشد !
نقلاً عن الحوار المتمدن




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :