عبد المنعم بدوى
شاهدت أمس فيديو الفتاه الكويتيه ، وكم كنت حزين علي تلك الفتاه ، فأنا مصرى وأحب بالطبع مصر ، وحبى لمصر لن يكون بالصخب والزعيق وقلة الأدب ، ولكن بالأرتفاع سلوكا وخلقا الى مستوى البلد العظيم الذى أتشرف بالأنتساب اليه .
كل العالم المتحضر على مر التاريخ عرف قدر مصر ، ومدى تأثيرها على المسيره الحضاريه للأنسانيه ، أما العرب فعرفوا قدرها جيدا فمصرهى التى أوقفت زحف التتار والصليبيين ... ويندر أن يأتى ذكر عالم فى التاريخ أو الحضارات دون أن تجدوه يذكر أسم مصر .
فمصر بلد خصه الله بالذكر فى كتبه المقدسه : القرآن والأنجيل والتوراه ، وشهد الله له فى كتبه بالفضل والعزه والكرم والخصب وعظم المنزله ... وكفى بالله شهيدا .
مصر هى نبع العلم والأدب والفن ... فيها الأزهر ، والكاتدرائيه ، والحسين والسيده نفيسه ، وسانت تريزه ، فيها جامع عمرو بن العاص ودير سانت أنطونيو ، فيها الهرم أعظم ماخلف الملوك من آثار .
فى ربوع مصر عاش محمد عبده ، وطه حسين ، والأنبا شنوده ، ونجيب محفوظ ، ومحمد عبد الوهاب ، وأحمد شوقى ، وفاتن حمامه ، وأحمدزويل ، ومجدى يعقوب ... مصر فيها الورع والتقى والصلاح بجانب العبث واللهو .
أنا حزين عليكى وعلى أمثالك ، فالغنى هو غنى الأخلاق ، والدنيا دواره وعلى الباغى تدور الدوائر ، وأقول : إذا كنت غير محتاج لمصر الأن وأنت صاعد فلا تخسرها ، فسوف تحتاج اليها وأنت هابط .