الأقباط متحدون | سرقة سجل الملوك من معبدالكرنك
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٥٩ | الخميس ١٩ ابريل ٢٠١٢ | ١١برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٣٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

سرقة سجل الملوك من معبدالكرنك

الخميس ١٩ ابريل ٢٠١٢ - ٣٥: ٠٨ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

كتب : عبد المنعم عبد العظيم
التاريخ من اكثر ادوات بناء الامم اثرا ففى احداثه مايمكن ان يبعث فى النفوس الاعتزاز ومايمكن ان يجمع ابناء الوطن فى لحمة واحدة يمزجها تراث مشترك ومستقبل واحد وتكتسب النفوس منه عراقة واصالة وانتماءا وانتسابا خاصة اذا كانت الحضارة عريقة وممتدة وحافلة بالاحداث والاثار كالحضارة المصرية التى تمتد جذورها عبر الزمن فى ملحمة لاتتكرر
من اجل ذلك حرص الغزاة والمستعمرين على مر العصور على محو ذاكرة الامم وتحقير معتقداتها وفصل حاضرها عن ماضيها
وحرص القناصل والمغامرون على نهب الاثار فى طول مصر وزينت اثار مصر متاحف العالم وحرمت مصر من جزء غال من تاريخها وبدائا ناخذ تاريخنا من الاجانب الذين احتفظوا بجزء كبير من اثارة
من هذه الاثار الهامة حجر رشيد مفتاح اللغة المصرية القديمة الذى يقبع فى المتحف البريطانى
    اقف امام هذا الرجل اميل كونسات تيودور بريس دافين هذا الفنان والمعمارى والمستشرق الفرنسى واحد أولئك الذين بهرتهم مصر وعانقوا ثراها وسجدوا فى محراب تراثها الخالد وعاش تحت صفاء سمائها ينتقل بين ربوعها من أقصاها الى أدناها يرسم ويدرس ويسجل انطباعاته ويندمج مع الحياة بين دروبها وامتزج مع المصريون يحاكيهم زيا ويتقن لغتهم حتى اشتهر باسم عربى هو إدريس افندى 0
لقد كتب إدريس افندى مجلدات ضخمة عن الحضارة المصرية القديمة تضمنت البومات لروائع الفن الفرعونى والاسلامى ومذكرات نابضة عن الحياة والأحداث والناس لم يرى النور منها سوى شذرات 0
عاش إدريس افندى فى الأقصر خمس سنوات (1838-1843 ) دارسا وباحثا وكان يقيم بمنزل على ضفاف النيل مبنى من الطوب اللبن على أنقاض قصر امونوبوليس أقامه البحارة الفرنسيون الذين شاركوا فى نقل مسلة رمسيس الثانى من خدرها الامن بمعبد الأقصر لتقف شامخة فى ميدان الكونكورد بباريس عاصمة فرنسا اشتهر ببيت فرنسا0
لقد أثمرت إقامة إدريس افتدى بالأقصر اكتشافه لاثنتى عشر غرفة فى معبد خونسو وعثوره على البردية الهيراطيقية التى اشتهرت فى علم البرديات باسمه ( بردية بريس دافين)0
وكان لإدريس افندى فضلا لاينكر فى الدفاع عن أثار مصر وحمايتها من النهب والتخريب حيث اقنع الباشا محمد على فاصدر أول فرمان يمنع التصرف فى الآثار والذى صاغه رائد التنوير الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى وكانت الآثار أيامها نهبا لكل منتهب وفى دوامة الجهل تحولت المعابد التليدة والأعمدة الشامخة الى محاجر تنقل أحجارها الضخمة لبناء معامل السكر والبارود ومشروعات الباشا حتى أن معبدين من أهم معابد مصر معبد تحتمس الثالث بارمنت ومعبد زيوس ببوابة المجانين بارمنت فككا تماما لبناء معمل السكر وكانوا أحيانا يستخدمون الديناميت فى تفكيك هذه الأحجار 0
كانت السلطات تساهم فى هذا التخريب ألاثم إذ فرض الباشا على فلاحى مصر توريد قنطار من الأحجار على كل فدان مزروع لبناء مشروعاته وكان رجال الإدارة يسوقون الفلاحين الى المعابد للحصول على هذه الأحجار المشذبة الصالحة للبناء والأقرب منالا من بطن الجبال 0
وكان التراث لايمثل بالنسبة لهؤلاء الأتراك سوى بقايا أصنام وثنية كافرة يجب أن تندثر 0
ولعل الصداقة التى ربطت بين إدريس افندى وصديق الباشا محمد على ورفيق سلاحه ماهو بك الذى قدم الى الأقصر للإشراف على نقل القمح وبناء معبد للبارود فى الكرنك استطاعت أن تجذب اهتمام هذا التركى الى معالم التراث المصرى والحضارة الفرعونية وبدأ فى استيعاب القيمة التاريخية لهذه الآثار الخالدة 0
ولما اصدر محمد على باشا أوامره بتفكيك بوابات معبد الكرنك لاستخدام أحجارها فى منشات معمل البارود بالكرنك استطاع إدريس افندى ان يقنع صديقه ماهو بك بان يحفظ لمصر هذا الأثر الغالى واستجاب البك لرجائه وأنقذ معبد الكرنك من تحطيم وشيك وحفظ للحضارة الإنسانية هذا الصرح التليد 0
ورغم هذا الانجاز الكبير الذى حققه إدريس افندى للحفاظ على هذا الأثر العظيم لم يتورع عن سرقة اثر من اهم اثار معبد الكرنك غرفة الملوك التى أقامها تحتمس الثالث بمعبد أمون بالكرنك وبخبرة الدارس المدقق اختار اثرا من اهم تراث معبد الكرنك ثبت يسجل ملوك مصر
ويضم سجلا لعدد 61 ملكا من ملوكها  بصورهم وخراطيشهم  ليقدمها هدية لبلاده لتحفظ بمتحف اللوفر بباريس 0
كان يخفى بدفاعه عن اثار مصر والمطالبة بحمايتها هدفا خبيثا ظل يخطط له لينفذه بدون تصريح كان بريس يعمل فى الليل حتى افلح فى تعبئة الاحجارفى ثمانية  عشر صندوقا قبل الابلاغ عنه لحاكم اسنا وكانت الاقصر تابعة اداريا لاسنا وقرر الحاكم فرض  الحراسة علي خيمة  بريس  وبعد شهر رشا برايس الحاكم نفسه فسهل له نقل الصناديق الى مركبه اثناء الليل وفى اثناء رحلته التقى بعالم الاثار الكبير بليبسوس الذى كان  فى طريقه الى الكرنك وجلس العالم على احد الصناديق يحتسى القهوة دون ان يدرى بسر الكنز  الثمين  الذى كانت تحويه الصناديق حتى القنصل الفرنسى تقاعس عن اتخاذ اى اجراء لانه كان  يعلم ان  الكنز فى طريقه لفرنسا
واستقر الكنز الثمين بمتحف اللوفر بباريس وكانت فرنسا تعتقد  انها امينة على التراث المصرى وانها صاحبة الفضل فى الكشف عنه
هذا السجل العظيم لملوك مصر خرج مسروقا على يد رجل اكرمته مصر ولايعفى مدينة النور انها تتجمل باثار الحضارة المصرية وتحرمنا من حقنا فى تاريحنا فليس من المنطقى ان نتسول تاريختا من متاحف العالم
انها دعوة لعودة كل ماسلب من اثارنا عنوة
وندعوا وزارة الاثار والخارجية فتح ملف سجل الملوك لاعادته الى معبد الكرنك وكذلك راس نفرتيتى ودائرة الابراج الفلكية وحجر رشيد لانها خرجت بطرق غير شرعية
سجل الملوك الذى سرق من الكرنك ليس مجرد اثر عادى ولكنه جزء من تاريخنا العظيم لايجب ان نفرط فيه
عبدالمنعـــــم عبدالعظ|ــــيم
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الاقصـــــر   مصــــر
Monemazim2007@yahoo.com
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :