إعداد وتقديم : بيتر عاطف
هل ممكن ان تصدق ان ممكن يكون فيه مجرمين حرب وسفاحين عملوا جرايم كبيرة عايشن معانة وفي وسطنا واحنا مش عارفين انهم مجرمين حرب
طبعا صعب تصدق الكلام ده
واكيد هتقول ان مجرم الحرب والسفاحين هيكون باين عليهم انهم مجرمين
احب أقولك ان الكلام ده مش صحيح
لان في القاهرة كان عايش مجرم حرب نازي خطير جدا اسمه "أربيرت هايم"
وده مكنش مجرم حرب عادي لكنه كان من اكتر مجرمين الحرب والسفاحين الي عملوا حجات متوحشة جدا في الحرب العالمية الثانية
ولما بقى مطلوب القبض عليه هرب وجه عاش في مصر
وكان عايش وسط الناس عادي والناس بتحبه جدا وكانوا مسمينوه الخواجة الطيب أبو ضحكة هادية ومكنش حد عارف ايه هي الحقيقة بتاعته
هنوضح في الحلقة دي مين هو مجرم الحرب النازي "أربيرت هايم" الي كان عايش في القاهرة وسط المصريين وكان كل الي يعرفوه كانوا بيحبوه جدا
"أربيرت هايم" هو ظابط وطبيب في الجيش الألماني النازي وقت الحرب العالمية الثانية
وكان هو المسئول عن معسكر اعتقال وتعذيب اسمه "ماوتهاوزن "
وكان بيعذب ويموت المتهمين والمعارضين لهتلر بطرق متوحشة جدا وكان بيعمل تجارب وحشية عليهم
زي استخراج اعضائهم وهما عايشين
او حقن قلوبهم بالبنزين
وحجات تانية كتير
وكان المتسبب في موت اكتر من 300 شخص موتهم بأيده
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 وهزيمة المانيا وهتلر
قبضت السلطات الامريكية على "أربيرت هايم" وسجنوه واتوجهتلوا تهم كتير بارتكاب جرائم حرب
لكن مقدروش وقتها يلاقوا أي دليل ضده فافرجوا عنه
ورجع المانيا وفضل هناك لفترة ولما عرف ان السلطات عاوزة تقبض عليه تاني هرب من المانيا بس مفيش معلومة اكيدة بتقول ايه هي الدولة الي هرب ليها واكبر احتمال بيقول انه هرب من المانيا وراح تشيلي في أمريكا الجنوبية
لكن ده احتمال مش اكيد
لكن الأكيد انه في يوم 23/ نوفمبر/ 1963 جه مصر باسم مستعار غير اسمه الحقيقي
وسكن في فندق صغير في العتبة اسمه "قصر المدينة"
وفضل مستخبي في القاهرة والسلطات الامريكية مش عارفين يلاقوه
وكان هو من اكتر الأشخاص النازيين الي بتطلب السلطان الامريكية انها تقبض عليه
لكن مكنوش عارفين انه في مصر وكانوا بيدورا عليه في أمريكا الجنوبية
وفضل "أربيرت هايم" عايش في مصر حوالي 30 سنة
وكل الي تعاملوا معاه بيوصفوه بانه كان مثال في الاخلاق
الطيبة والحنية مليانة في عينيه
وكان بيحب التصوير جدا مكنش بيطلع من الفندق غير والكاميرا معاه
وكان كل شوية يروح يشتري شيكولاته وجاتوه ويوزعهم على الي يعرفهم وعلى الأطفال في الشارع
وفي الثمانينات اعلن اسلامه وغير اسمه وخلاه " طارق حسين فريد "
وبقى معروف في المنطقة باسم الخواجة طارق او عم طارق
وكان أصحاب الفندق الي عايش فيه بيحبوه جدا وبيعاملوه زي والدهم
وفي يوم 10 / أغسطس / 1992 اتوفى الخواجة طارق بعد اصابته بالسرطان وكان عمره 78 سنة لما اتوفى
ومن كتر حب صاحب الفندق لعم طارق كان عاوز يدفنه في مدافن اسرته جنب قبر والد صاحب الفندق
لكن فيه حجات منعته انه يعمل كدة وقامت السلطات ودفنته في مدافن جماعية
وفضلوا مش عارفين حقيقة الشخص ده
لغاية يوم 4/ فبراير / 2009 لما نشرت جريدة نيويورك تايمز new york times الامريكية
مقالة بعنوان " الكشف عن مكان اكثر النازيين المطلوبين "
لما قدر المحققين في قضايا مطاردة مجرمين الحرب العالمية الثانية
انهم يثبتوا ان اكتر السفاحين المطلوبين "أربيرت هايم" هو نفسه " طارق حسين فريد " وحاولوا انهم ياخدو عينة من الحمض النووي بتاعه من طبيب الاسنان الخاص بيه في مصر " الدكتور عبد المنعم الرفاعي " علشان يتأكدوا من ان "أربيرت هايم" هو نفسه عم طارق
وكان الدليل القاطع الي بيثبت شخصية "أربيرت هايم" هي الشنطة بتاعته الي لقوها في الفندق الي كان عايش فيه الي كان أصحاب الفندق محتفظين بيها ومحدش فتحها قبل كدة
ولما المحققين قدروا يوصلوا لشنطة "أربيرت هايم" لقوا فيها جوازات سفر بأسماء مختلفة وصحف المانية بتتكلم عن مطاردة "أربيرت هايم"
وجوابات مكتوبة بخط هتلر نفسه
وجوابات من اخته الي كانت عايشة في المانيا الي كانت بتبعتله فلوس كل فترة
وجوابات من ابنه الي عايش في المانيا الي كان عارف انه والده عايش في مصر
وبعد استجواب ابن "أربيرت هايم" اكد انه كان عارف مكانه
وقال انه والده مرة قاله في جواب انه عارف ضباط نازيين تانيين عايشين في مصر لكنه مش بيتعامل معاهم خالص
لكن لحد دلوقتي محدش قدر انه يلاقي أي حد منهم في مصر
ومن المفارقات الكوميدية ان كان فيه جائزة مالية 400 الف دولار لاي حد يساعد في القبض على "أربيرت هايم"
وقبل اكتشاف مكانه وخبر وفاته كانت الجهات المسئولة عن المكافئة دي كانت بتفكر تزود المكافئة وتخليها مليون و 300 الف دولار
سفاح ومجرم حرب كبير عاش وسط الغلابة في مصر ومحدش كان عارف عنه حاجة
وقدر يكسب حب الناس ليه وكانوا بيندهوه الخواجة الطيب أبو ضحكة هادية
مراجع المعلومات
Uncovering Lost Path of the Most Wanted Nazi - The New York Times
نازي في القاهرة – محمد ثروت