تتعدد الأبحاث والدراسات العلمية التي تكشف عن ضرورة تحفيز الآخرين عبر نقل المشاعر الإيجابية إليهم، إلا أن بعض العلماء قد توصلوا إلى إمكانية الوصول لأفضل النتائج مع البشر من خلال المشاعر السلبية، فكيف يحدث ذلك؟
المشاعر السلبية المفيدة
نحتاج جميعا إلى الاستماع إلى كلمات الإشادة والتشجيع، التي تزيد من الرغبة الداخلية في النجاح والتقدم، إلا أننا أحيانا ما نحتاج لكلمات تحفز بعض المشاعر السلبية بداخلنا أيضا وفقا لبعض العلماء.
يؤكد الباحثون من جامعة بليموث الإنجليزية، أنه أحيانا ما يصبح السبيل لدفع الشخص إلى القيام بدوره، هو نقل بعض المشاعر السلبية إليه، من خلال كلمة أو تصرف ما، حيث يأتي ذلك بنتائج إيجابية غير متوقعة.
تقول خبيرة علم النفس والباحثة المسؤولة عن الدراسة الأخيرة، بيلين لوبيز بيريز: “تتعدد المواقف التي يصبح خلالها نقل المشاعر السلبية إلى الشخص، طريقة لتحفيزه على القيام بما يفيده، مثلما يحدث عند تخويف شخص مقرب من الفشل الدراسي، نظرا لأنه يؤجل الاستذكار للامتحانات”.
لا للخبث
على الجانب الآخر، يحذر الباحثون من المبالغة عند محاولة نقل مشاعر سلبية لشخص ما من أجل تشجيعه، حيث يمكن للأمر أن يصل إلى حد استخدام عبارات خبيثة أو مهينة، لا تؤدي إلى استقبال نتائج إيجابية، بل يمكنها أن تزيد الموقف سوءا، وتؤثر بالسلب على العلاقة الشخصية.
تقول بيلين: “من الوارد أن يؤدي إحساس الشخص بالحزن أو الغضب، إلى خلق دافع قوي من أجل تحقيق النجاح، ما يجب أن يدركه الجميع ولكن دون المبالغة في الاستعانة بتلك الحيل”.
يشير الخبراء إلى أن استخدام تلك الحيل قد يبدو قاسيا على الأطفال الصغار، حيث ينبهون دائما إلى ضرورة استخدام أسس التربية الإيجابية مع الطفل في سنوات عمره الأولى، بما يشمل ذلك من زرع الثقة بداخله والسماح له بالتحدث عن مشاكله الخاصة دون تخويف، مع الوضع في الاعتبار ضرورة عدم ذكر أوصاف مسيئة بحق الطفل، نظرا لأن تلك الكلمات التي تبدو بسيطة من وجهة نظر بعض الآباء، قد تتسبب في معاناة الطفل لاحقا من فقدان الثقة في النفس لسنوات طويلة.