كتب – روماني صبري
تسلك مخاوف الأقليات الدينية في تركيا مسارا مزدوجا، فمن جهة تزداد الاعتداءات على الأماكن الدينية المسيحية واليهودية، وسط مطالب هذه الأقليات للحكومة بحمايتها، ومن جهة أخرى تشير تقارير غربية إلى استمرار الانتهاكات بحق الأقليات الدينية، وأخطرها اتهام بعض هذه الأقليات بالارتباط بالداعية فتح الله جولن، وسط هذه التقاريرلا تزال قضية تعاطي أنقرة مع الأقليات تشكل مطبا في طريقها نحو الاتحاد الأوروبي...في مطلق الأحوال ماذا وراء التضييق على الأقليات الدينية في تركيا وإقحامهم في الأجندات السياسية.
التقارير لم تبالغ
وفي إطار القضية، قال "خورشيد دلي" الخبير في الشؤون التركية، عبر "الفيديو" لفضائية "سكاي نيوز عربية"، انه لا يمكن الحديث عن المبالغة حول هذه التقارير، لافتا :" هذه التقارير الغربية بدأت تتحدث بشكل واضح عن ما تعانيه الأقليات الدينية في تركيا."
يضطهدون الأقليات بسبب الايدولوجيا الإسلامية
وأردف :" الجمهورية التركية عندما تأسست في عهد كمال أتاتورك، قامت على دعامتين أساسيتين، الدعامة الأولى هي إقصاء الشعوب والأقليات القومية العرقية، البعد الأخر كان الهوية الإسلامية، والآن مع وصول حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب اردوغان للحكم تم قلب المعادلة بمعنى الايدولوجيا الإسلامية أصبحت هي الرسمية لهوية الدولة وتم بالتالي ممارسة تحت هذه الهوية إجراءات وإقصاءات ضد الأقليات القومية والدينية."
من يشتكي يواجه بالقمع
موضحا :" ما نشهده في الفترة الأخيرة، هو أن معظم الأقليات في تركيا بدأت تحاول طرح مطالبها ولكن تواجه بالقمع والقوة والتدخل، والحكومة التركية الحالية تتدخل حتى في القرارات الكنيسة، والسريان في منطقة جنوب شرق تركيا يتعرضون للاعتقال من قبل رجال الأمن، ولم يقف الأمر على ذلك حيث تم اعتقال بطاركة ورجال دين هناك."
لا توجد اعتداءات على الأقليات
وبدوره علق إسماعيل كايا، الكاتب والباحث السياسي، عبر تقنية الفيديو، على مقطع الفيديو المنتشر للحظة بث أنظمة مكبرات الصوت في العديد من مساجد مدينة أزمير التركية أغنية "بيلا تشاو" الإيطالية الشهيرة في وقت واحد بدلا من الأذان، ما جعل السلطات تفتح تحقيق باحتمال حدوث اختراق للمساجد بمدينة أزمير التركية جعل مكبراتها تذيع الأغنية الايطالية بدلا من الأذان.
وقال :" الجميع أدان هذه الواقعة .. الحزب الحاكم، وحزب الشعوب الديمقراطي المعارض، وزارة الداخلية تحقق حاليا لكشف ملابسات الواقعة."
وتابع :" بخصوص الاعتداءات على الكنائس في تركيا، فانا انفي صحة هذه الأخبار تماما، والتقارير التي أشارت لها، لا يوجد اعتداءات على كنائس أو على أي أقلية دينية في تركيا."
توجد اعتداءات وبالدليل
وشدد "خورشيد دلي" الخبير في الشؤون التركية، على أن ثمة تقارير تقول انه كانت في تركيا 1400 كنيسة أرمينية، والآن لا يوجد إلا 80 كنيسة فقط."
كما شدد :" النظام التركي يتهم الأقليات الدينية وأي معارض بدعم الإرهاب والعمل مع عبد لله جولن وجهات خارجية لإسقاطه، وفي الحقيقة هذه القضية تقسم المجتمع التركي وتعرضه لمشاكل داخلية كثيرة ."