كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم الثلاثاء بعيد تذكار القديس فيليبو نيري وجه السماء، والذي يحل في 26 مايو، وفي إطار المناسبة نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة سيرة حياة القديس، وجاءت :
ولد في 22 يوليو 1515 بإقليم فلورنسا بإيطاليا لأب يعمل محامياً و أم تنتمي لفئة النبلاء في الإقليم (عائلة موشيانو.. تلقّى تعليمه الأساسي في دير سان ماركو للدومنيكان و هو الدير الأشهر في فلورنسا ، و يُرجِع نيري الكثير من نجاحه و تقدمه روحياً و خدمياً لراهبين تعلم على يديهما في هذا الدير و هما الأبوين "زينوبيو دي ميدتشي" و "سيرفانزيو ميني".
عندما بلغ فيليپ 18 عام من عمره سافر إلى عمّه "رومولو" و كان تاجراً ثرياً في مدينة سان جرمانو ليساعده في أعماله التجارية على أمل أن يرث ثروته، و قد اكتسب ثقة عمّه و محبته ، إلا أن تفكيره تحول بعد فترة قصيرة عن هدف الثروة و انصرف عن الإهتمام بأمور العالم تماماً ((الأشياء التي في العالم)) و كانت هذه الفترة هي بداية إحساسه بالدعوة التكريسية .
فيليبو نيري الذي اعتبر من الأشخاص الذين ساهموا الى جانب عددٍ من الكرادلة بنهضة الكنيسة الكاثوليكية في روما ،رسالته : في العام 1500 كانت روما خالية من المدارس وكان البؤس مستشري وجحافل من الاطفال متروكين عند حافة الطريق، لصوص صغار يرتدون ثيابا رثة جائعين دائما. كانوا يحتشدون في الشوارع ويحاولون نشل أحد المارة أو سرقة بعض المواد الغذائية من على طاولات السوق .
وكان في المدينة شاب اسمه فيليبو نيري في ربيع عمره، مثقّف ومتحمّس لله. يعشق الأطفال ويسعى إلى مساعدتهم. كان معروف باسم "بيبو الطّيب". قدّم لهؤلاء المأوى والأسرة لاسيما المعرفة عن طريق التّعليم المسيحي.
تميّز فيليبو بروحٍ طيّبة وببسمة لم تفارق وجهه. عاشَ قداسته على الأرض، وقدّس كلّ من عَبَرَ سبيله،تسوّل فيليبو أو "بيبو الطييّب" من أجل الحبّ. تسوّل من أجل تأمين لقمة عيشٍ للأطفال الذي سعى إلى رعايتهم. فلم يكن يتردد لحظةً في الدق على أبواب قصور الأغنياء للحصول على بعض المساعدة.
ثابر فيليبو نيري على خدمة الأطفال متّخذها رسالةً له. ففضّل الجّنة على ماديات الحياة وملذاتها. حتّى أنه لم يشأ أن يُعيَّن كاردينالاً لألا يُحَدّ عن خدمة أولئك الصّغار. أحبَّ المحتاج من كلِّ قلبه مكرّسًا ذاته بكلّيتها إلى خدمته.
وبعد أكثر من 500 عامًا على ميلاده بقيت صدى ضحكات فيليبو مدوية، هو المهرّج القدّيس الذي كان يسعى إلى حمل قلوب الصّغار والكبار إلى الله عن طريق الفرح والمرح. فكان يعز أطفاله بشكلٍ دائم مردّدًا: "أطفالي الصغار كونوا مرحين: أنا لا أريد تردد ولا حزن، يكفيني أن تبتعدوا عن الخطيئة".
أن القديس فيليبو نيري كان مرشدًا لكثيرين من خلال إعلانه للإنجيل ومنحه للأسرار وقد كرّس نفسه بشكل خاص لسرّ الاعتراف حتى آخر يوم من حياته، كما واهتم خصوصا بمتابعة النمو الروحي لتلاميذه باستمرار ومرافقتهم في صعوبات الحياة ليفتحهم على رجاء الحياة المسيحيّة.
إلى أن القديس فيليبو نيري يبقى مثالاً منيرًا للرسالة الدائمة للكنيسة في العالم.: يمكن لأسلوبه في الاقتراب من الآخر ليقدّم للجميع شهادة لمحبة الرب ورحمته، أن يشكّل مثالاً فعالاً للأساقفة والكهنة والأشخاص المكرّسين والعلمانيين المؤمنين. لقد عاش منذ بدايات حياته في روما رسالة العلاقة الشخصيّة والصداقة كالطريق المفضل ليفتح الأشخاص على اللقاء بيسوع والإنجيل. لقد كان مقتنعًا بأن مسيرة القداسة تقوم على نعمة اللقاء بالرب.