الدكتورة سارة الحديدي، طبيب أمراض صدرية بجامعة حلوان، تطوعت للعمل في مستشفى العزل بـ١٥ مايو لالتصاق تخصص عملها مع متضرري كورونا المستجد في مهاجمة الجهاز التنفسي والصدري، وتذكر سارة أن الموجة الأولى لعملها في العزل شهدت حالات بسيطة التأثر بكورونا، وأكثرها لم توضع على أجهزة تنفس صناعي ولا عانت ضيق التنفس فأصعب تأثرهم كان السعال الجاف الشديد وارتفاع درجة الحرارة المستمر.
وتتابع، لـ"الدستور"، أن الموجة الثانية التي دخلت فيها المشفى بعد أن قضت أول مدة إجازة لها بالمنزل، شهدت حالات بالغة التضرر بكورونا أشعرتها بخطورة المرض بشكل حقيقي، فلأول مرة لاحظت عدم استجابة المريض لأي شكل من أشكال العلاج والمداواة، وحالات أخرى تستجدي الموت ليهون عليهم الألم.
تذكر صاحبة الثلاثين عاما أنها تلقى داخل المستشفى كافة أشكال التقدير لدورها والاحترام الكامل لرأيها الطبي حتى من أطباء أكبر منها خبرة وعلما، كما أن إدارة المستشفى توفر لها كافة المتطلبات التي تحتاجها لعلاج المرضى وكافة مستلزمات الوقاية الشخصية من أقنعة وأڤورلات واقية تقوم بتبديلها بشكل يومي، وماسكات تستخدم لمرة واحدة، وتضمن أن كل النفايات الطبية يتم التخلص منها بشكل آمن دون أي تدخل بشري قد يؤدي لتحول المستشفى لقنبلة موقوتة قادرة على نقل العدوى لعدد هائل من المواطنين.
أما عن إجراءاتها الشخصية لحماية نفسها، تذكر سارة أنها تقضي فترة الإجازة في شقة منفصلة عن باقي أسرتها ولا تسمح بالاحتكاك معهم حماية لهم، وحينما زادت حالات الإصابة الإيجابية بين الأطقم الطبية بدأ إلحاح والديها عليها بالتنحي عن العمل في العزل، لكن كان ردها واضحًا: "إحنا في حالة وباء والمرض وارد يصيبنا كلنا، فَلَو هاجم أهلي وكل زمايلي مستقيلين يبقى هخسر عيلتي"، لذا تعتبر كل المرضى أسرتها لا بد من حمايتهم.