بقلم: مينا نبيل فرنسيس
ينزفُ القلبُ وجعًا.. ينزفُ القلبُ حزنـًا
على مجتمع ٍ، بل على فكرٍ،
لا يحترمُ كِيانَ النساء
 
لا ينظرُ إليها
كما يقدسُها ربُّ السماء
لا يراها جمالَ طيرٍ
من حُسنِ منظرِهِ احتارَ الغِناء
أنتِ التي من قديمِ الأزلِ
تغنى بها المطربونَ والشعراء
أنتِ التي في وصفِها ارتقى
فنانو الوجودِ وأسمى الأدباء
 
أنتِ الأمُ.. أنتِ الأختُ
أنتِ حبيبة ُ الأحباء
أنتِ القيثار.. أنتِ النَّهار
أنتِ بالحقِ شمسُ البهاء
أنتِ التي حكى عنها
عبرَ الأجيالِ جميعُ الحكماء
أنتِ التي قديمًا كرَّمها
الأسلافُ والأجدادُ وكلُّ القدماء
كنتِ ولازلتِ في أزمنةِ الأخذِ
معنى البذلِ وروحَ العطاء
 
لا لستِ زهرة ً جميلة
لأنَّ الزهورَ الجميلاتِ يملأنَ الحدائق
لا لستِ يمامة ً زاهية
أو جدولَ ماءٍ صوتـُه رائق
بل فاكهة ُ العمرِ إذ لا سعادة
والعشقَ المستحيلَ لأجملَ عاشق
 
ضحكتـُكِ خُلقت..
لتكونَ عطرًا لطيفـًا وسطَ قسوةِ الأيام
بسمتـُكِ أيضًا..
طِيبُ عطر ٍ رونقـُهُ كسحر ِ الأحلام
عيونـُكِ الدافئاتُ ديوانُ شِعر ٍ
مكتوبٌ بينَ أسطرِهِ أرقى الأبيات
وحنينُ قلبِكِ نهرُ سلامٌ
استلهمت غِناه العذارى الفاتنات
 
أنتِ الألحانُ العذبة
أنتِ رفيقٌ في الغربة
وأملُ الأوقاتِ الصعبة
 
لكنكِ لستِ كائنـًا خُلقَ للمتعةِ والإشباع
لستِ ضعفـًا نفرِّغُ فيه أمراضَنا والأوجاع
لستِ مُلكًا للعرضِ يُشترى أو حتى يُباع
 
نعم... أنا لا أتحدثُ عن زمنِ الجاهلية
أو عصرٍ من عصورِ الظلامية
بل عن عقولٍ بيننا تحيا
لكن تراكِ، سيدتي، بنظراتٍ دونية
 
فالويلُ كلَّ الويلِ لنا يا رجال
إن لم نقمْ مِن غفلتِنا الآنَ في الحال
إن لم نعرفْ قدرَ المرأةِ الحقيقيَ
لآنَّ الجهلَ والتخلفَ حتمًا
سيكونانِ المصيرَ لا محال
 
الويلُ كلَّ الويلِ لنا يا رجال
لو اتحدَّ النساءُ مؤسسينَ وطنَ الأحرار
وهو ليسَ وطنـًا له حدودٌ أو أسوار
أو شعبًا يُحكمُ بالذلِ والقمعِ والنار
أو جيشًا له أسلحة ٌ وكثيرُ الأسرار
بل قرارٌ بالوحدةِ المُرة
يختبئنَ  فيه من عالمِ الاستعمار
قرارٌ بالانفصالِ النفسي
عن دنيا الرجالِ وهذا اختيار
سجنٌ انفراديٌ أوامرُه العرفية
يفرضُها حزنُ المرأة وجحيمُ الانكسار
سجنٌ حواجزُه النفسية ُ عالية ٌ
لكنها على وشكِ الانهيار
فالمشاعرُ في توقفٍ تام
والأحاسيسُ في توقفٍ تام
وجسورِ الودِ مقطوعة
وكذا التواصلُ والأفكار
 
فيا رجال...
نحن مسؤلونَ عن هؤلاء اللاتي
زرعنا بأعماقهن عقلياتِ الجواري
ومسؤلونَ عن جُرحِ مَن أدركنَ الحقَ
ويَعشنَ مغصوباتٍ على الوضعِ الساري
 
فأرجوكِ عزيزتي اقبلي
مني باسمِ جميعِ الرجالِ الصادقينا
انحنائي تقديرًا لكرامتِكِ العظيمة
تقبيلَ يديكِ عرفانـًا بمكانتِكِ الكريمة
ولا تأخذي الكلَّ بذنبِ أنصافِ الرجالِ الفارغين
فأنتِ درة ُ الأرضِ وجوهرُ الحبِّ الثمين
 
وهذا أنا