يأتي العيد هذا العام في ظروف استثنائية وخاصة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد؛ ما دفع الأشخاص لقضاء أيامه داخل المنزل.
ومع الجلوس في المنزل، يمكننا التفكير في الألوان المناسبة للعيد داخله، لكي تشعرنا بالراحة النفسية أكثر ورفع الضغوط المصاحبة لحالتنا بسبب الخوف من الإصابة بالمرض.
وترصد "الشروق" في السطور التالية، وظيفة الألوان واستخدامها في ملابسنا؛ لتمنحنا شعورا بالراحة أكثر، خاصة أثناء فترة جلوسنا داخل المنزل في العيد.
قد تؤثر ملابسك ليس فقط على الطريقة التي يراك بها الآخرون، ولكن أيضًا على الطريقة التي تشعر بها، وهناك اهتمام متزايد بدراسة العلاقة المحتملة بين ما نرتديه وحالاتنا العاطفية، وتشير بعض الدراسات إلى أن الملابس التي تختارها لها تأثير نفسي على مزاجك ومواقفك.
نتخذ أحيانًا قرارات بشأن الملابس بناءً على مزاجنا، ولكن أيضًا بعض الملابس يمكن أن تجعلنا نشعر بالتحسن أو السوء، أو أكثر ثقة أو خجلًا، فإذا كنت تشعر بالسعادة والثقة فقد تعمل هذه العلاقة على دعمك، ولكن إذا كنت تشعر بالإحباط، من الأفضل السماح لملابسك أن تسعدك.
وهذا الكلام ليس خرافياً أو حالماً بل مبني على دراسات وأبحاث مختلفة، بل وعلم كامل مرتبط بالألوان، ومن أمثلة ما كتب في هذا المجال، كتاب الألوان والاستجابات النفسية لفيبر بيرين.
يقول براين: "أمزجة الناس تتغير بسبب البيئة بفعل القبح والجمال والطقس المشمس والممطر، وبالمثل هي الاستجابات للألوان، فهي إما محبطة وإما ملهمة، فإذا وضعنا الناس في مكان ساطع ومتناغم فإن معظم الأشخاص سيجدون أن حالتهم المزاجية تحسنت، ومع تحسنها، فإن الجهاز الدوري والنبض وضغط الدم والتوتر العصبي والعضلي قد تتأثر على نحو مبشر".
وعن تأثير الألوان والاستجابة لها، قال: "تؤدي الألوان إلى حدوث رد فعل منعكس في الجهاز الدوري، وتسبب ذلك من خلال الأحاسيس والمشاعر، والتأثير الذي يحدث ليس خاصاً بأي لون، فالألوان الدافئة قد تهدئ شخصاً وتثير آخر، والباردة بالمثل، فالإثارات العاطفية التي نتعرف عليها من خلال التغيرات في مستوى ضغط الدم وصور جسدية أخرى، تعتمد على التكوين النفسي الخاص بكل شخص".
تقول نانسي ستون، أستاذة علم النفس في جامعة كريتون والباحثة في علم الألوان، إنه من الصعب تغيير لون الحوائط إذا كانت كاتمة بشكل مبالغ فيه، أما الملابس فيسهل فعل ذلك معها وتنسيقها بالشكل الذي يزيد من طاقة الجسم الإيجابية.
وأضافت أنه يجب أولًا الابتعاد عن اللون الأسود أو الأزرق الكاتم في الملابس، خلال الشعور بالاكتئاب أو الحزن أو الإرهاق الشديد؛ لأن تلك الدرجات تزيد من الحالة المزاجية السيئة وتساعد المشاعر الحزينة على الاستمرار فترة أطول، وفقًا لمجلة "هيلث".
وأوضحت أن هناك عدة ألوان تمنح طاقة إيجابية وسعادة وهدوء للنفس، مضيفة أن كل لون يقوم بمهمة معينة للإنسان، ولذلك يجب معرفة أهمية الألوان قبل اختيار الملابس.
وعن وظيفة كل لون، قالت إن الألوان التي تمنح الطاقة هي الأحمر والبنفسجي؛ لأنهما يحفزان مستوى الطاقة نتيجة لدفعهما الجسم لزيادة ضخ الأدرينالين الذي يجعل الإنسان قادرا على فعل الأشياء التي يشعر بالكسل اتجاهها، ناصحة كل من يعمل في وظيفة تحتاج إلى الإبداع والإلهام بارتداء اللون الأحمر كثيرًا أو دهان جزء من حائط المكتب أو الغرفة به أو الحرص على النظر إلى الورد الأحمر الطبيعي.
ويقول علماء من جامعة أمستردام، إن اللون الأخضر على سبيل المثال يحافظ على مزاج جيد داخل الشخص وفي محيطه، وذلك شيء مفيد لبث ذلك الشعور لمن حولك، وتضيف لياتريس أيسمان، المديرة التنفيذية لمعهد بانتون للألوان ومؤلفة كتاب "الحياة أكثر مع اللون" أن اللذة في اللون الأخضر تأتي من قربه مع الطبيعة، مما يسبب شعورًا بالسلام والرضا.