قبل حوالي 3 أعوام، بعد أن أنهى 26 جنديا صلاة الفجر، واستعدوا لاستقبال يوم جديد بشهر رمضان الكريم، هاجمهم أفراد جماعات إرهابية، انتزعت من قلوبهم الإنسانية والوطنية، بعربات ملغومة، لتشن انفجار قوي على كمين "مربع البرث"، في وسط الصحراء بشمال سيناء.
مشاهد ورسالة صوتية مازالت تاركة أثارها البارزة في أذهان الجميع، التي ارتبطت بالشهيد أحمد منسي، وغيره من الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في تلك الملحمة، التي أعادت الحلقة السابعة والعشرون من مسلسل الإختيار، أمس، تسليط الضوء عليها، حيث شهدت بنهايتها بداية ملحمة البرث، التي هزت مصر بأكملها، بينما خطفت الحلقة القلوب، لذلك تستعرض "الوطن" أبرز المشاهد منها.
بداية الملحمة
بدأت تلك العملية في الرابعة فجرا، بدخول إحدى السيارات المفخخة لمربع الكمين، ليتمكن أبطال الكتيبة 103 من التعامل معها، ثم دفع التكفريين بسيارات أخرى محملة بالمتفجرات والأسلحة والإرهابيين، ليتصدى لها المنسي ورجاله بقوة وبسالة منقطعة النظير، قبل أن يتحرك لمساعدتهم من الناحية الأخرى النقيب خالد مغربي، لدعم رفقائه بسيناء، وينضم لصفحة الشهداء البيضاء أيضا.
في صباح يوم 7 يوليو 2017، أعلن المتحدث العسكري، استشهاد وإصابة 26 من أبطال القوات المسلحة في شمال سيناء، إثر انفجار عربات ملغومة في إحدى النقاط الأمنية، التي كان فيها الشهيد العقيد أحمد منسي قائد الكتيبة 103 صاعقة، عقب اشتباكات عنيفة مع مجموعة من الإرهابيين.
وكانت تلك المحاولة الإرهابية، من التنظيمات التكفيرية لصد الحرب عليها من جانب الجيش المصري، من خلال ضرب نقطة أمنية هامة، التي تمثل عائق أمام تسلل الإرهابيين، كون منطقة البرث مهمة بالنسبة لهم، وفشلت جميع المحاولات السابقة لاستهدافه، حيث يعتبر مربع البرث مركزا لقبيلة الترابين، وله أهمية لوجستية وأمنية، ومن النقاط التي تربط بين وسط سيناء من جهة ورفح والشيخ زويد من جهة أخرى.
القصاص
وسرعان ما اقتصت القوات المسلحة لأرواح شهداء الوطن، حيث أعلن المتحدث العسكري استمرار قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء في تمشيط منطقة جنوب رفح ومطاردة العناصر الإرهابية التي هاجمت نقاطا لتمركز القوات بسيناء، وأحبطوا هجوما إرهابيا على بعض نقاط التمركز جنوب رفح، وقُتل ما لا يقل عن 40 إرهابيا وتدمير 6 عربات، خلال الهجوم.
واستمرت عمليات القوات المسلحة لليوم الثاني، في تنفيذ عملياتها الأمنية لملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة فى استهداف بعض التمركزات الأمنية جنوب مدينة رفح.
وفرضت قوات إنفاذ القانون، بالتعاون مع القوات الجوية، طوق أمني لمحاصرة العناصر الإرهابية الفارة، ورصد وتتبع تلك العناصر بالمناطق المتاخمة لمحيط الهجوم، وتنفيذ عدد من الضربات الناجحة، استهدفت تجمعا للعناصر الإرهابية المسلحة داخل المبانى وتدمير عدد من سيارات الدفع الرباعى، التى تستخدمها تلك العناصر، فيما تواصل القوات تمشيط المنطقة لملاحقة باقى العناصر الإرهابية.
بينما أعلنت وزارة الداخلية مصرع 14 عنصرا مشاركا فى العملية الإرهابية بشمال سيناء أثناء عملية مداهمة لأحد المعسكرات التابعة لهم فى محافظة الإسماعيلية بعد تمكنهم من الفرار عقب الحادث، حيث توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطنى تتضمن إضطلاع مجموعة من الكوادر الإرهابية بمحافظة شمال سيناء بإعداد معسكر تنظيمى لاستقبال العناصر المستقطبة حديثا.
الوداع
على هتافات منددة بالإرهاب، وأخرى معادية للدول الداعمة للإرهاب والإخوان، ودعت المحافظات المصرية، في اليوم التالي، شهداء الهجوم الإرهابى على كمين مربع البرث فى رفح، بعد تسلم الأسر لجثامين أبطالها، في مشاهد متباينة جمعت بين الزغاريد والحزن الشديد، فمنهم سقوط زوجة الشهيد أحمد شبرواي مغشيا عليها لصدمتها البالغة.
وتنفيذا لوصيته، دفن العقيد أحمد منسي بأفرول نظيف معه في القبر، وأن يواري جسده الثرى بجوار والده الراحل.