الأقباط متحدون | شــــئ مــن الخـــوف
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٣ | الثلاثاء ١٧ ابريل ٢٠١٢ | ٩ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٣٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

شــــئ مــن الخـــوف

الثلاثاء ١٧ ابريل ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مجدي جورج
قال لي محدثي لماذا لا زلت تدافع عن ثورة يناير ؟
قلت له لانها خلصتنا من الديكتاتور السابق الذي ارتكبت في عهده العديد من جرائم القتل الجماعي دون ان يهتز له رمش او يحرك ساكنا ، الا تذكر حادثة العبارة التي راح ضحيتها الف مصري وحادثة قطار الصعيد الذي احترق بمن فيه ومسرح بني سويف الذي احترق أيضاً بممثليه ورواده  وغيرها الكثير والكثير ، ثم الا تذكر ياصديقي  ١٦٠ حادثة ارتكبت ضد الاقباط قتل فيها الاقباط بدم بارد منها الكشح وابو قرقاص ونجع حمادي وغيرها والا تذكر كم من كنائس هدمت وكم من فتيات خطفن وكم من اسر شردت . 
 
فقال لي وهل تظن اننا بعد الثورة تخلصنا من  كل هذا ؟ فقد هللتم وفرحتم سابقا بثورة يوليو وقلتم انها خلصتنا من ملك فاسد فإذ بها تأتينا بعدة ملوك افسد منه ، والخوف كل الخوف ان نكون قد تخلصنا  بثورة يناير فعلا من ديكتاتور عسكري لنمكن عدة ديكتاتورين متمسحين بالدين ليأخذوا البلاد عدة قرون للخلف . وأضاف صديقي قائلا : أتعاير مبارك بحوادث القتل التي ارتكبت في عهده الذي امتد لثلاثين عاما وتتناسى انه علي مدي سنة وبضع اشهر فقط ارتكبت جرائم ربما أبشع من التي ارتكبت في عهد مبارك ، الا تذكر  حوادث محمد محمود ومجلس الوزراء وكيف تم التصويب مباشرة  وبالذخيرة الحية علي  العيون والصدور العارية ، الا تتذكر استخدام العسكر للذخيرة الحية ضد الأقباط بالمقطم وقتلهم بمشاركة الرعاع لثلاثة عشر قبطيا وأيضا دهسهم بالدبابات والعربات المدرعة للأقباط بماسبيرو وقتلهم للعشرات وإصابتهم للمئات. ثم انظر الى كم الكنائس التى هدمت فى هذه الفترة القصيرة وعلى رأسها اطفيح والماريناب وكم الفتيات اللاتي خطفن وكم الأقباط الذين هجروا من منازلهم .
 
فقلت له ياصديقي من حسنات الثورة أنها خلصتنا من جهاز امن الدولة السيئ السمعة. 
فرد علي قائلا: ومن قال لك ان الخلاص منه شي جيد ، فقد كان هذا الجهاز يكفينا شر السلفيين الأشقياء والإخوان الكاذبون خائني العهود . 
فقلت له: اولا مبارك هو السبب فى ظهور هؤلاء لانهم كلهم اولاد مبارك . فمبارك جاء للحكم بعد قتل السادات على ايدى هؤلاء ولكنه بدل من تنظيف العقول من سيطرة الجهل عليها بتغيير المناهج الدراسية والتغيير الثقافي والاعلامى نجده عمق من سيطرة هؤلاء على عقول الناس .فمبارك بالنسبة لى كان مثل الحاوى الذى ملأ بيته بالثعابين السامة التى يتحكم فيها كيفما شاء فالسلفيين صنيعة امن الدولة والاخوان لم يجدوا صدر حاني الا فى المخابرات العامة باعتراف عمر سليمان نفسه فى حديثه مع جريدة اليوم السابع .وقد استخدم مبارك هؤلاء وهؤلاء لضرب بعضهم بعض وضرب الاقباط وسب قداسة البابا نيح الله روحه وضرب الاحزاب ذات التوجهات المدنية . ولكن هذا الحاوى تناسى ان هذه الثعابين السامة التي آواها ببيته تتحين الفرصة المناسبة للدغه والتخلص منه  وهو ماحدث فى ثورة 25 يناير فقد تخفت هذه الثعابين وشاركت من خلف الستار فى الثورة ضده فان نجحت الثورة فهم اول من سيمتطيها وان فشلت فسيكونوا أداته لضرب الثوار . والان اجدك ياصديقى تندم على هذا الحاوى اللعين الذى ادخل الى حارتنا الامنة هذه الثعابين  .
 
فقال لى : رغم كل هذه الفوضى التى حولنا تريد ان تقنعنى بان الثورة كانت على حق .
فقلت له ياصديقى مشكلتك انت واخرين انكم لاتدركون اننا فى فترة انتقالية وستنتهى على خير وتستقر الاوضاع ولابد لنا من دفع ثمن هذا التغيير . ومشكلتكم ياصديقى إنكم تحاولون تجريد الثورة من  أشياء جميلة لعل اولها  كسر حاجز الخوف .
فرد على صديقي مستنكرا : انت تقول ان الثورة خلصتنا من الخوف ؟!!! 
قلت له نعم لقد تخلصنا من الخوف من الحاكم ومن جهاز امن الدولة الذى بطش بنا لثلاثين عاما . 
 
فقال مندهشا : العكس ياصديقى هو ما حدث فقد حل الخوف محل الأمان . ربما نكون قد تخلصنا من الخوف من جهاز امن الدولة الذى لم يكن سئ على اطلاقه  ولكننا اصبحنا اسرى للخوف من البلطجية .اسرى للخوف من  السلفيين .اسرى للخوف من الاخوان . اصبح الواحد منا يخاف على عرضه وعلى ماله . يخاف ان يترك ابنائه يلهون امام الدار .يخاف ان يترك ابنته تذهب الى الكنيسة او المدرسة وحدها .يخاف ان يترك زوجته تخرج من البيت لتزور امها المريضه بعد السادسة مساء . ابنى الذى تزوج حديثا يخاف من الانجاب لانه يقول لن انجب اطفال سيخطفهم البلطجية ويحرقوا قلبى عليهم .
 اصدقك القول اننى انا الرجل الذى اقترب من الخمسين اخاف على نفسى من الخروج ليلا لاى سبب لاننى خائف من ان يختطفنى احد البلطجية مطالبا الاسرة بفدية ونحن لا نملك من حطام الدنيا شئ فربما يقتلوننى .
 
ثم اضاف صاحبى انا كنت مثلك وكنت اقول اجمل ما فعلته هذه الثورة انها خلصتنا من الخوف ولكن مع مرور الوقت تغيرت نظرتى فقد اصبح الخوف يعشش فى داخلنا . واصبحت اقول ان وجود  شئ من الخوف امر ضرورى لتستمر الحياة ولا نصبح فى غابة فالخوف من القانون شئ ايجابى .الخوف من اجهزة الدولة لدى البلطجية ومخالفى القانون شئ ممتاز .
هنا صمت ولم افتح فمي  فهنا في أوروبا احترام القانون لا يرجع فقط الى ضمير المواطن ولكن راجع ايضا  لخوفه من العقاب فهناك غرامة او سحب للرخصة عند كسر إشارة المرور . وهناك عقوبة ربما تصل للإعدام لهتك عرض انثى قاصر . وهناك غرامة ضخمة للتهرب من الضرائب وهكذا ...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :