كتبت – أماني موسى
كثيرون يبحثون عن حلم الثراء ويبحثون معه عن معرفة قصص الطريق إلى الثروة وكيف وصل الأثرياء إلى هذه الثروات، كيف تكوّنت هذه الثروات، علّ أحد هذه القصص تلهم أحدهم، ومن بين هذه القصص قصة السيدة الأمريكية السمراء "سي جي ووكر"، أول مليونيرة أمريكية من ذوات البشرة السمراء، وأول امرأة أصبحت مليونيرة بطريقة عصامية.. سي جاي ووكر التي أسست إمبراطوريتها للعناية بالشعر والمستحضرات التجميلية في الوقت الذي لم تكن النساء تتجرأ على امتلاك شركة أعمال، وكان معظم الأمريكيين الأفارقة عبيد محرومين من دخول الجامعات وإدارة الشركات، حوّلت السيدة ووكر نفسها من غسالة ثياب غير متعلمة الى مسؤولة تدير شركة أعمال ومليونيرة عصامية.. نورد بالسطور المقبلة قصة حياتها ونجاحها وكيف تحولت من "غسالة" إلى مليونيرة.
نشأت في أسرة فقيرة
ولدت سي جي ووكر في قرية بولاية لويزيانا في عام 1867، اسمها الحقيقي هو سارة بريدلوف Sarah Breedlove، وكان لديها خمسة أخوة، وجميع أفراد عائلتها عبيدًا يعملون في مزرعة في لويزيانا، ويعتقد أن والدتها توفيت بسبب الكوليرا خلال العام 1872 ووالدها بعدها بفترة.
العمل كغسالة للملابس بدولار في اليوم
انتقلت سارة إلى سانت لويس St. Louis حيث كان يعيش اثنين من أخوتها، وحصلت على عمل كعاملة في غسل الملابس حتى تستطيع الحصول على المال الكافي لوجبة في نهاية اليوم حيث كانت بالكاد تحصل على دولار واحد يوميًا، وتذهب ليلاً للتعلم في مدرسة ليلية.
كانت تتلقى مبلغًا ضئيلاً لا يكفي وجبة لها ولابنتها، حيث أصبحت أرملة وهي في سن العشرين.
فقدانها لشعرها بسبب عدم الاستحمام وعلاجات منزلية تتحول إلى ماركة مسجلة
وكانت تعاني نظرة احتقار الناس لها ولابنتها، لفقرها ولبشرتها السمراء، وزاد الأمر سوءًا، بعدما أصيبت بالصلع إثر إصابتها عام 1890 من اضطراب فروة الرأس الذي أسفر عن فقدانها الشعر بصورة هائلة، وكان تساقط الشعر مشكلة شائعة جدًا آنذاك، حيث لم يكن متاحًا لمعظم الناس أن يغتسلوا بسبب عدم توافر المياه وكان الاستحمام في ذلك الوقت ترفًا يختص به الطبقات الغنية، فكان بيت سارة بيئة خصبة للبكتيريا والحشرات والجراثيم والقمل، وفي محاولة منها لعلاج الأمر بشكل منزلي، بدأت سارة في تجريب العلاجات المنزلية المختلفة، وبدأت في مزج المكونات المختلفة وفي النهاية حولت كل ذلك إلى شامبو محلي الصنع يساعد في علاج الشعر.
لم تكن سارة تعرف أن هذا المنتج الذي صنعته لعلاج شعرها سيصبح الدفعة الكبرى في حياتها المهنية.
زواجها بتشارلز الذي دعمها في التسويق لمنتجها
في خلال هذه الرحلة قابلت تشارلز جوزيف ووكر الذي كان يعمل في بيع الصحف، وتزوجها وقدم لها الدعم والمساعدة في تسويق منتجاتها والإعلان عنها ثم اطلقت على نفسها اسم مدام سي جاي ووكر.
يعطي للشعر المجعد ملمسًا حريريًا
وبالفعل نجح منتجها وحقق نسبة مبيعات هائلة، وبمساعدة زوجها الجديد تشارلز جي ووكر الذي كان يملك خبرة في الدعاية والإعلان عززت شامبو الشعر بإعلانات الصحف إلى جانب منتجات الشعر الأخرى للأمريكيين الأفارقة تحت عنوان يعطي للشعر المجعد ملمسًا حريريًا.
ابتكار فكرة الأمشاط الساخنة لتنشيط فروة الرأس
كما ابتكرت سارة منتجات صنعت خصيصًا للنساء ذوي البشرة السمراء، ومنتجات أخرى للعناية بالشعر وأبتكرت فكرة الأمشاط الساخنة لتنشيط فروة الرأس.
استمرت المبيعات بالصعود والأرباح بالزيادة وفي عام 1908 افتتحت ووكر مدرسة تجميل ومصنع في بيتسبرج، وقامت بتوظيف النساء العاملات لتخلق وعيًا حول ثقافة التجميل.
مدرسة تجميل وصالون
أسست مدام سي جاي ووكر بالتعاون مع زوجها الثاني تشارلي جوزيف ووكر في عام 1908 معهدًا باسم "Lelia College" كمحاولة لتدريب الأشخاص العاملين في مجال العناية بالشعر وزراعته، انتقلت بعد سنتين إلى مدينة إنديانابوليس وأسست العديد من المشاريع المتعلقة بالعناية بالشعر وكان من بين تلك المشاريع مدرسة تجميل وصالون.
أصبحت مدينة إنديانابوليس المقر الرئيسي الذي تدير منه السيدة سارة مشاريعها، ومنها وصلت إلى عدة دول مثل جامايكا وكوبا وبنما، وقدّمت مكافآت لمندوبي مبيعاتها الذين يحققون ربحًا أكثر عند بيع منتجاتها بهدف تحفيزهم.
وفي عام 1917 نظمت سيدة الأعمال مدام سي جاي ووكر اجتماعًا سنويًا عن التجميل في مدينة فيلاديلفيا، ويعد هذا الحدث هو الأول من نوعه في الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت.
أول اتحاد نسائي لتشجيعهن على العمل بالتجارة
وأيضًا في عام 1917 أنشأت اتحادًا خاصًا بها تحت اسم "Walker Hair Culturists Union of America" والذي كان الأول من نوعه والذي يهدف إلى تشجيع النساء على الخوض في مجال التجارة.
كان مستحضر Pomade هو أبرز ما قدمته مدام سي جاي ووكر كمساهمة في مجال العناية بالشعر والذي هو عبارة عن كريم للشعر يساعد على التقليل من مشاكل تساقط الشعر ويحافظ على تألقه ولمعانه وكان يتم تسويقه ضمن علب عليها صورة مدام سي جاي ووكر.
قصر فاخر في ويستشستر
وبعد أن كانت من العبيد أصبحت السيدة وكر بين طبقة النخبة ورجال الأعمال، واستقرت في قصر فاخر في قرية ويستشستر في إرفينجتون.
توفت في الخمسينات من عمرها
توفت السيدة وكر وهي في سن الـ 51، وتبرعت قبل وفاتها بسخاء إلى صناديق المنح الدراسية ولحملات ضد العنف العنصري، وساعدت في بناء "جمعية الشبان المسيحيين السود" في إنديانابوليس.