عززت التغيرات المناخية وجودها فى زمن كورونا بإرتفاع فى درجات الحرارة ، تزامن مع بداية الثلث الأخير من فصل الربيع الذى بدأ جغرافيا فى ٢١ مارس الماضى ، حيث تشهد مصر حاليا ارتفاعا فى درجات الحرارة تشبه درجات حرارة فصل الصيف.

ورغم الكثير من التفسيرات العلمية التى تؤكد طبيعة هذا المناخ فى تلك الفترة من العام ، وبراءة الشمس من ارتفاع درجات الحرارة ، والقاء اللوم على التغيرات المناخية فى هذا الصدد ، فإن هناك حقيقتين مؤكدتين ، أولهما أن هناك ارتفاعا فى حرارة الجو ، وثانيهما أهمية عدم التعرض لأشعة الشمس خاصة مع صيام رمضان، وهنا يعزز الإرتفاع الحالى فى درجات حرارة الجو فى مصر شعار “خليك فى البيت” الذى رفعه العالم منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في شهر ديسمبر الماضى وتفشيه بوتيرة متسارعة حول العالم .
 
التزام المنازل وعدم الخروج منها فى تلك الفترة ، لا يحمى من الإصابة بمرض كوفيد -١٩ الذى يصيب الجهاز التنفسى فحسب ، بل إنه يقى الصائمين من التعرض المباشر لأشعة الشمس فى وقت الظهيرة ، وبالتالى يحميهم من فقدان الماء من الجسم ، وبالنسبة للعمال والمضطرين للسفر في هذه الأوقات الحارة، يتحتم عليهم ارتداء الكمامة واستخدام المظلات الشمسية ونظارات الشمس في حالة الخروج والتعرض لأشعة الشمس مباشرة.
 
وفيما حذر الخبراء من تعليق الآمال على احتمالات تراجع حالات الإصابة بوباء كوفيد -١٩ في فصل الصيف – الذي يبدأ يوم ٢١ يونيو من كل عام – اعتمادا على ارتفاع درجات الحرارة ، مؤكدين أنه لا توجد أى أدلة حتى الآن تؤكد أن فيروس كورونا المستجد يتأثر بالتغيرات المناخية الموسمية، حذر الأطباء من التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة خاصة مع الصيام ، حيث تزيد من احتمالات حدوث نوبات من الارهاق الحرارى وضربات الشمس بالنسبة للذين تضطرهم ظروفهم للخروج فى ظل تلك الظروف الصحية والمناخية، فضلا عن احتمال حدوث نوبات التشنج الحرارى الناتج عن التعرض المباشر لحرارة الشمس ، وهى عبارة عن تقلصات لا إرادية تحدث للعضلات ويصاحبها صداع وغثيان وقئ ، وقد تؤدى إلى غيبوبة.
 
الإكثار من شرب السوائل خاصة فى الفترة مابين الفطار والسحور ، توصية أجمعت عليها العديد من الدراسات العلمية ، العالمية ، إذ يقلل هذا من مخاطر واحتمالات الإصابة بضربة الشمس ، ويترتب على قلة تناولها نقص عنصر ” الصوديوم ” فى الجسم مما يؤدى إلى فقدان الوعى والغيبوبة والتشنجات الصرعية والارتباك فى التفكير والنعاس ، ويؤدى كذلك لنقص عنصر ” البوتاسيوم ” فى الدم مما يؤثر على عضلة القلب والنبض والوظائف الدماغية والعقلية فى الجسم.
 
وبالرجوع إلى أسباب ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الحالية ، يؤكد خبراء الأرصاد الجوية أن النصف الثاني من فصل الربيع يشبه مناخ فصل الصيف كثيرا ، وخلاله تصل درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها ، فيكون الطقس فى النصف الأخير من الربيع حارا ، وتكون معدلات درجات الحرارة أكثر من الصيف مع انخفاض نسبة الرطوبة ، مما يجعل الشعور أقل بحرارة الجو مقارنة بفصل الصيف.
 
من جهتهم ، برأ علماء الفلك الشمس من ارتفاع حرارة الجو ، مشيرين إلى ما أكدته الدراسات من أنه نتيجة ميل محور الأرض ، ولا تنشأ حرارة الجو التى يشعر بها الأنسان عن اقتراب الأرض من الشمس أثناء دورانها حولها ، حيث تبتعد أكثر فأكثر إلى أن تصل لأبعد نقطة ممكنة عنها ( نقطة الأوج ) فى شهر يوليو من كل عام ، فيما تقترب الأرض من الشمس فى الشتاء وتكون فى أقرب نقطة لها فى شهر يناير من كل عام.
 
والكل يجمع على أن السبب الرئيسي لارتفاع درجات الحرارة هو التغيرات المناخية التي يتعرض لها العالم والإستخدام المفرط للفحم ومشتقاته والبترول ومشتقاته، مما نتج عنه ملوثات أحاطت الكرة الأرضية ، وتسببت فى حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، مما أدى بالتالي إلى ارتفاع درجة حرارة مناخ الأرض وحدوث التغيرات المناخية التي تختلف من مكان لآخر.