بنى على اختراع شقيقه.. واستمد أنظمة تشغيل من آخرين
كتب – نعيم يوسف
هل تخيلت يوما أنك لكي تحتفظ بوجباتك الغذائية، والطعام الذي يفيض منك، واللحوم والخضروات، عليك ببناء منزلا من الثلج، أو وضعها في خزان خشبي جيد التهوية بجوار أماكن تجمع المياه والبحيرات الجليدية، أو أن تقوم بوضعها في الملح.. لا تتعجب، إنها الطرق التي كانت معروفة لحفظ الطعام قبل اختراع "الثلاجة"، ونظام التبريد، الذي ابتكره المهندس الفرنسي "فرديناند كاريه".
سنواته الأولى
ولد فرديناند فيليپ إدوار كاريه، في 11 مارس عام 1984، في منطقة "سوم"، بفرنسا، ولا يوجد الكثير عن سنوات حياته الأولى إلا أنه كان مهندسا بارعًا، حيث ابتكر الاختراع الذي تسبب في النفع للبشرية كلها قبل بلوغه عامه الأربعين، كما أنه كان من عائلة تتمتع بالنبوغ خاصة شقيقه "إدموند".
عمل شقيقه
في عام 1850م صمم إدموند كاريه ماكينات صغيرة للتبريد منها مهد الطريق لصناعة الثلج الصناعي مما أثر على تجارة الجليد الطبيعي.
تطوير آلة للتبريد
عمل " فرديناند كاريه"، على اختراع أول جهاز تبريد، وهي عبارة عن آلة لصناعة الثلج بطريقة امتصاص الماء والنشادر، بين عامي 1857 و1863، واستكمل دراساته بناء على ما توصل له أخيه، وفي عام 1858 طور آلة تستخدم الماء كممتص والأمونيا كمبرد.
براءات اختراع
حصل على براءة اختراعه في فرنسا عام 1859، ومن الولايات المتحدة بعدها بعام واحد، وفي عام 1962، عرض آلته لصنع الثلج في معرض لندن العالمي.
تطوير جديد لحفظ الأغذية
بذكائه الحاد، لم يبدأ "فرديناند" كل شيء من البداية، فبالإضافة إلى أنه استكمل على اختراع أخيه، اعتمد أيضا في تصميه للآلة الخاصة به على بخار الغاز للمخترع الأسترالي جيمس هاريسون.
لم يقف المخترع العبقري عند هذا الحد، بل استمر في التطوير باستمرار، وفيي عام 1879 قام بتجهيز السفينة باراغواي بنظام تبريد امتصاص يسمح للسفينة بحمل اللحوم المجمدة في رحلة عبر القارات.
طريقة استمرت أكثر من قرن
الطريقة التي ابتكرها فرديناند كاريه في التبريد، ظلت شائعة حتى أوائل القرن العشرين، إلى أن تم استبدالها بأنظمة تستخدم دورة ضغط البخار السائل.
ابتكارات أخرى
عبقرية "كاريه"، لم تكن فقط في مجال التبريد، بل امتدت ابتكارات المهندس الفرنسي إلى مجال الكهرباء، وفي عام 1877 ابتكر منظم الضوء الكهربائي، وابتكر أيضا جهاز كهرباء يستخدم لإنتاج الفولتية العالية.
في 11 يناير عام 1900، توفى العالم الفرنسي فرديناند كاريه، عن عمر ييناهز الـ75 عامًا، تاركا إرثا علميا أفاد الملايين بل مليارات البشر حول العالم، في الأجيال التي جاءت بعده.