كتب – نعيم يوسف

كشف تقرير جديد للبنك الدولي، عن تصدر بلدان مصل مصر والأردن ولبنان، والمغرب، قائمة البلدان التي تأتي في صدارة الابتكارات في التدريس خلال جائحة فيروس كورونا، حيث تستخدم أساليب متعددة الوسائط وتعمل على بناء شراكات مبتكرة على الفور لتقديم خدمات التعلم في بيئة جديدة. 
 
واستعرض التقرير، كافة المعوقات التي تواجه التعليم عن بعد في هذه البلدان، مثل البنية التحتية وعدم التدريب، وغيرها، إلا أنه وعلى الرغم من هذه الجوانب المزعجة، فمن شأن هذه الجهود زيادة المرونة في تقديم المحتوى التعليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
 
وعرض التقرير أربع نقاط مهمة عن كيفية الابتكار في مجال التعليم، وجاءت كالتالي:
1. الابتكارات الناشئة محليًا أصبحت أدوات واسعة الانتشار. هناك زيادة في استخدام تكنولوجيات التعليم التي تعتبر من العناصر المكملة والمتممة للعملية التعليمية. وظهرت تطبيقات الهواتف المحمولة مثل تطبيق راوي للأطفال من مصر أو تطبيق كتابي من لبنان أو تطبيق شعلة وتطبيق لوجي- وهي ألعاب "ذكية" باللغة العربية تهدف إلى التعلم من خلال اللعب (أراب نيوز 2016)، وهي أدوات مفيدة لتعريف الطلاب بوسائل تعلم مختلفة.
 
2. خطوة أقوى نحو التعاون المشترك. انتشر التعاون بين الوزارات وشركات تقديم الخدمات، في المؤسسات الخاصة والبلدان في الأسابيع الأخيرة، وعمل ذلك على تحقيق منافع كبيرة للجميع. وفي الأردن، تم إنشاء بوابة تعليمية أُطلق عليها "درسك" من خلال شراكة بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، وشركة خاصة اسمها موضوع. وتمت الاستعانة بالجمهور ومؤسسات عامة للحصول على المحتوى في صورة دروس مرتبطة مباشرة بالمناهج الأردنية، على سبيل المثال عدد من المؤسسات التعليمية مثل إدراك، وأكاديمية جو، وأبواب. والنتيجة هي نافذة واحدة تقدم حصص دراسية أسبوعياً لجميع الصفوف.
 
وفي إطار التعاون بين البلدان، تمنح مصر المستخدمين من البلدان المجاورة إمكانية الوصول إلى بنك المعرفة المصري (من خلال موقع study.ekb)، وهو عبارة عن مكتبة حكومية على الإنترنت تضم مصادر مثل الدروس والمناهج التعليمية من الروضة وحتى الثالث الثانوي للمعلمين والتربويين والباحثين والطلاب. وفي كل من مصر والمغرب، نجحت السلطات في التفاوض على إبرام شراكات مع شركات الاتصالات التي تسمح بوصول جميع الطلاب إلى منصاتها التعليمية دون دفع مقابل الإنترنت أو رسوم البيانات.
 
 وفي لبنان، تعاونت أكاديمية منطقة بيروت الرقمية مع مشروع البنك الدولي لتعزيز المهارات في بلدان المشرق ومؤسسة Code.org لتقديم دورات ترميز مجانية باللغات الإنكليزية والفرنسية والعربية للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 عامًا في جميع أنحاء البلاد.
 
3. تُظهر الطرق الجديدة للتدريب والتوجيه أثناء الأداء والتدريس والتعلم إمكانية سد فجوة عدم المساواة. وفي لبنان، تقوم وزارة التعليم والتعليم العالي بتدريب المعلمين على استخدام تطبيق ميكروسوفت تيمز لتقديم حصص دراسية من خلال شبكة الإنترنت، وتلقي المعلومات وتبادلها، وتقديم المساندة اللازمة. ويتم الآن تقديم دورات تدريب المدرسين وتوجيههم أثناء الأداء من خلال الإنترنت، وقد كانت تُقدم في العادة وجهًا لوجه بصورة مباشرة، مما يسمح للمعلمين في المناطق التي يصعب الوصول إليها بالاستفادة على قدم المساواة مع أولئك الموجودين في مواقع حضرية يسهل الوصول إليها.
 
4. هناك آفاق جديدة يمكن الوصول إليها من خلال التعلم بالممارسة في العالم الافتراضي. ومن دون تقديم المساندة للعملية التعليمية في الوقت الحقيقي وعلى نحو متواصل، سيستخدم الطلاب على نحو متزايد العديد من المصادر لاستيعاب المفاهيم الجديدة، والاعتماد على المعلمين كمدربين وموجهين، بدلاً من المدربين. وفي الأساس، يمثل ذلك نهج التفكير النقدي للتعلم الذي تأخر كثيرا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما إنه إطار جديد للتعليم منظم لتقديم مهارات القرن الحادي والعشرين والتعلم مدى الحياة للخريجين للتنافس في اقتصادات الغد.