وافقت وزارة الثقافة على طلب أحمد طوغان رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير وبعض رسامي فن الكاريكاتير على اقامة مهرجان دولي لفن الكاريكاتير يستضيف من خلاله مبدعي وفناني الكاريكاتير في العالم خاصة ان الكاريكاتير يعد لغة عالمية مشتركة .

 

واشار الدكتور شاكر عبد الحميد خلال اللقاء الذي نظمته الجمعية المصرية للكاريكاتير تحت عنوان " صالون الأجيال " الى ان الكاريكاتير يحمل نوعا من النقد الإجتماعى و السياسى فهو فن مصرى قديم موجود بنقوش جدران المعابد الفرعونية ، ولكن البداية الحقيقية لهذا الفن كانت فى ايطاليا ومع ذلك فمصر لها تاريخ كبير من الإبداع  فى مجال الكاريكاتير عن طريق المجلات والصحف وبعض الفنانى  أمثال صلاح جاهين ، رخا ، وبهجت حجازى ، وغيرهم الكثيرين من المبدعين الذين لم يتم تكريمهم لذلك ستعمل وزارة الثقافة على انشاء متحف لفن الكاريكاتير لجمع التراث الفنى لكبار الفنانين وإظهاره للمجتمع ككل هذا الى جانب اصدار سلسلة من الكتب عن هؤلاء الرواد وإقامة معارض سنوية للكاريكاتير في البلاد الأوروبية .

 

وعن مدى الاقبال الجماهيرى على رسوم الكاريكاتير قامت"  الاقباط متحدون " باستطلاع بعض الاراء التى اجمعت على ان الشعب المصرى يعشق التنكيت والسخرية من الواقع فهو بحق كما يقولون " ابن نكتة " وقد رأينا  هذا واضحا فى أيام الثورة ثم تراجعت مع حالة الإحباط العام  ثم عادة بقوة تلك الروح الساخرة من جديد مع صعود المد السلفى الذى لا يدرك ان سر عظمة الحضارة المصرية يكمن في معتقدات الشخصية المصرية القادرة على احتواء كل الافكار الوهابية المتشددة الواردة اليها وصبغها بهويتها المتسامحة.

 

وعن التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعى اشار تامر مهندس الى ان مواقع التواصل الاجتماعى وبرامج الرسم على الكمبيوتر اتاحت لغير الفنانين والمتخصصين ان يقوموا برسم صور ساخرة للاوضاع السياسية والاجتماعية التى تعيشها البلاد حيث نال فلول النظام السابق والتيارات المتشددة اكبر قدر من رسوم الكاريكاتير والتعليقات الساخرة على بعض التصريحات والمواقف المتناقضة ، وبهذا ينفسون عن غضبهم بصورة مشروعة من تلك التيرات التى تحاول الاستحواذ على السلطة وتقسيم تورتة مصر فيما بينها .

 

وعن قيمة فن الكاريكاتير خاصة فى ظل التقيد على الاعلام سواء المرئى او المسموع اوضح الكاتب الصحفى يسرى السيد- فى تصريح خاص للاقباط متحدون- ان بعض فنانى الكاريكاتير دفعوا حياتهم نتيجة لرسوماتهم ومن هؤلاء الفنان ناجى العلى الذى كانت رسوماته مثار قلق للعديد من الزعماء والحكام والمسئولين العرب ،وهذا يدل على ان الصورة اقوى بكثير من الاف الكلمات حيث تستطيع رسوم الكاريكاتير ان تخترق سقف الحريات سواء الدينية او السياسية لدى المجتمعات التى مازالت تناضل من اجل الحصول على حريتها ، فالكاريكاتير بمثابة احد الاسلحة الهامة التى تستخدمها الحركة السياسية فى معركتها من اجل الاصلاح والتغيير والحصول على الحريات المفقودة.