عبد المنعم بدوى
الفقر الحقيقى فى مصر : هو فقر الفكر، وفكر الفقر ... عباره لازالت تتردد فى سمعى منذ أن قالها الكاتب العملاق " يوسف أدريس " فى مطلع الثمانينات من القرن الماضى ، من خلال ندوه فى مكتبة الاسكندرية.
يمتلىء التاريخ المصرى بالعديد من المواقف التى يظهر فيها مدى التكاتف بين المواطنين ، خاصه عندما يتعلق الأمر بالمشروعات الأقتصاديه القوميه .
على سبيل المثال مشروع مثل " مشروع القرش " الذى أطلقه شاب مصرى يدعى " أحمد حسين " عام 1931، والذى تتمثل فكرته فى تبرع كل مواطن بقرش صاغ واحد ، بغرض أنشاء مصنع مصرى لصناعة " الطرابيش " بدلا من استيرادها من الخارج ، حيث الطربوش فى ذلك الوقت جزء من الزى القومى للمصريين ، وأنه من العار أن يستورد المصريين زيهم القومى من الخارج .
لاقت الفكره أقبالا واسعا بين المصريين ، وأسفرت الحمله عن جمع 20 ألف جنيه ، وهو مبلغ كبير جدا بمقاييس ذلك الوقت ، وتم افتتاح المصنع فى عام 1933 بالتعاون مع أحد الشركات الألمانيه فى منطقة العباسيه .
ما أحوجنا هذه الأيام الى مثل هذه الأفكار ، حيث 75% من مأكلنا وملبسنا نستورده من الخارج ، ليتنا نجمع التبرعات لبناء مصانع يعمل فيها الفقراء والعاطلين ، بدلا من أن نتحدى بعضنا البعض فى إطعام عدد أكبر من الفقراء ، أو توزيع ملايين الكراتين والبطاطين عليهم ... أسمع لسان حالهم يقول للأغنياء " لاتعطينى سمكه ... ولكن علمنى كيف أصطادها ".