الأقباط متحدون - بدمك عمدني
أخر تحديث ٠٧:٠٧ | الجمعة ١٣ ابريل ٢٠١٢ | ٥ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٢٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

بدمك عمدني

بقلم: ماجدة سيدهم
هي :  كالتفاح  بين أشجار الوعر  هكذا حبيبي بين البنين 
هو  :  كالسوسنة بين الشوك هكذا حبيبتي بين البنات 

********
 عل ضفة الألم والفرح  أتلهف بشغف الولوج  إلى قلب الحدث المهيب ،كلما قاربت الساعات على مشارف التألق الروحي  اتخيلنى أسير الدروب  بعينها ، المنعطفات الضيقة والانحناءات المتربة ،تشهد أشجار الجليل مغزى العرق  المتآكل، اليوم  ضجة في المدينة ،والأخبار المتداولة تتزايد في الانفعال والأسعار أيضا ،فهذا موسم رواج للفصح المجيد ،والفتى البارع مازال  حذاؤه يذوب مابين بحيرة  وجبل ..وادي وسفح وكل متكئ عاري لكنه يصلح للمصالحة ، وأراني انتقل تباعا مع  تفاصيل الجلبة المرتعدة  وأرتعد ، كيف يسير الأمر مابين ملوك وكهنة ،حكماء وأفاعي، جند  وصحبة ،شك وارتياب وترقب ويقين وجل ، فتيان ترتطم أحلامهم بمستحيل يخبو ..أُمٌ هناك مرزولة القلب مسحوقة الأمنية ، مشطورة الوجع إلى شطيرات  محترقة.
 
وشوشات النسوة ،حوانيت الكلام  تغثو باختراعات تجدد الإثارة ، إذا سجين سيطلق قيده الآن ..هنا يجوب الطرقات جسد نضر.. نبي  .. فيلسوف .. مخبول .. عاشق .. ملك .. مهوب .. ساحر ..ثائر ..أعزل .. يعزف الفهم  بضراوة حاذقة ..فتى المدينة البارع  مسكوب الدم  كي  يملأ عناقيد الكرمة ببهجة صنعت في الشوارع  كل الفرق  ، تخرج ثمار الرمان تصفق  عصيرها  هي حناء العهد الحميم – بروق ورعود صيحات مسرة  وأغنية أبا الآب  "  انه ابني  الذي لا يشبهه احد .. أول ما تكلم فمي ..الذي يصنع  مفتخري ..وشهوة الروح  للمسرة أن يسحق قلبي  بالحـَزن  .. هذا اصنعوه لخلاصكم  واصنعوه انتم لذكره .. ! "  
 
 الدرب شاق  واحتمالات المرارة فائرة ،لكنه يتقدم كي  يهيئ أمامنا أفاقا غير عادية ، ومغفرات مذهلة ،يمنح بلا استثناء  قبلات سلام  غير عادية  تدفع بصيحات الركض إلى تهليل صارخ  كل الحين -  لذا ما وجدت حكمة لأجدد الحزن ميراثا  على الأرض – نعم الدرب ينزف  اخضرا  ورديا  لكنه  بالغ ..النضارة  ، عزف الجلدات ملتهب الاحتمال لكنه يطيب الجُرح المستحيل ، إهانة  الكرامة  ترفع الانكسار فينا إلى عرش ملوك الموسيقي المشتعلة  بحيوات نشطة اختراق اعمي  ..صائب القسوة لكنه يخلق  دفق انتعاش الروح  من جديد  .. ما بات للحزن  مضجعا للصباح  ، عند القدمين المبللتين بالحب  يفر الخوف ويختبئ التنهد  وتتلاشي معاني الرجاء البائس ،مغسولة اللعنات ،بيضاء صارت كالثلج ،الغلبة قوة تحيل نهايات  الرُعبة المؤكدة إلى ولادات  أكثر نصوعا  ولمعانا ،لا يليق إذا  أن نتضائل أمام فعل المجد  الفاخر ،لنتقدم إذا  ونحترم الصنيع  الإلهي  الممتاز ونفرح بآلامه معا  ونبتهج بصلبه معا  ولنجاتنا وميلادنا ، هلم  نرقص معا  ونغني : بدمك يا  ملك الحياة عمدني ..
اكتمل المشهد  
شكرا له

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter