عرض/ سامية عياد
"أتيت وأنرت لنا بإنجيلك ، وعلمتنا الأب والابن والروح القدس ، وأخرجتنا من الظلمة الى النور الحقيقى ، وأطعمتنا خبز الحياة الذى نزل من السماء" هكذا نمجد القديس مارمرقس الرسول كاروز بلادنا ومؤسس كنيستنا ...
قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته بعنوان "مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية" حدثنا عن دور القديس مارمرقس فى نشر المسيحية فى مصر ، كان مارمرقس يهوديا من شمال افريقيا ، كانت اسرته غنية ولها مكانة اجتماعية وكانت مرتبطة بالله بدليل أن بيت مريم أمه صار أول كنيسة وخاله برنابا كان مشهورا وسط الرسل وهو الذى قدم الرسول بولس للتلاميذ الاثنى عشر ، مارمرقس كان من السبعين رسولا ومعنى اسمه مطرقة ونسميه كاروز مصر ، ونطلق على كنيستنا كنيسة رسولية لأنها تأسست من خلال رسول.
أولا: كتب لنا القديس مرقس إنجيلا يحمل اسمه وهو أقصر الأناجيل وكتبه للرومان لذا نرمز له برمز الأسد لأن الرومان أهل قوة ، وفيه قدم المسيح للناس من خلال الانجيل ، قدم المسيح الخادم الذى استخدم قوته لخدمة الناس فكانت المعجزات الكثيرة ، وكانت بداية الانجيل عبارة "بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله" وهذا أهم شىء فى إنجيل مارمرقس ويذكر الانجيل قصة الذى طعن جنب يسوع وعندما طعنه قال :"حقا كان هذا ابن الله" ، وكان إنجيله وسيلة نور لكل إنسان محتاج ، فقد اخرجنا من الظلمة الى النور حيث كانت الإسكندرية فى هذا الوقت كانت ذائعة الصيت انتشرت بها العبادات الوثنية القديمة ، لذا أخرجنا القديس من ظلمة الأوثان الى النور الحقيقى الذى هو السيد المسيح .
ثانيا: أسس مدرسة لاهوتية ، تعتبر أول مدرسة تقدم وتشرح الإيمان فى العالم كله ، وصارت إحدى مدارس التفسير الكبيرة للكتاب المقدس وكانت المدرسة قائمة على اسلوب التعليم على الحوار السؤال والجواب وهى من أهم وسائل التعليم حتى الآن وهناك كنائس تبنت هذه الطريقة وقدمت الإيمان المسيحى فى صورة سؤال وجواب.
ثالثا: القداس المرقسى ، سلمنا الرسول مارمرقس القداس الإلهى خبز الحياة وكان القداس فى صورته البكر الذى طوره القديس كيرلس عمود الدين البابا 24 ونسميه القداس الكيرلسى وكانت علية بيت مارمرقس أول كنيسة فى العالم واستخدمها الرب يسوع فى تأسيس سر الإفخارستيا ، وهذا ما يجعلنا مهتمين بسر التناول لأنه خبز الحياة الذى يفرحنا وينقلنا من الظلمة الى النور .
رابعا: الشهادة ، قدم لنا نموذجا للخدمة والكرازة باسم يسوع فهو جاء الى مصر وأسس الكنيسة واستشهد على أرضها وانضم لرسولين أكبر منه بولس وبرنابا وخدم معهما ، كما خدم فى قبرص مع برنابا وخدم مارمرقس فى بلاد كثيرة ذهب للخمس مدن الغربية فى شمال ليبيا بعدها بدأ يبشر فى الإسكندرية وحول المدينة من الوثنية الى المسيحية فهاج الوثنيون وقبضوا عليه وتعرض القديس لعذابات كثيرة وفى سنة 68م استشهد القديس وسرق جسده الى فينيسيا ولكن ظلت الرأس موجودة فى مصر وفى سنة 1968 استقبلنا جزء من رفات القديس وتم وضعه بمزار الكاتدرائية فى العباسية.
لولا القديس مارمرقس ما كانت المسيحية فى مصر فهو زرع بذرة ووضعها بإيمان ومحبة ورجاء وأثمرت واكثرت وملاءت الأرض وكل العالم ..