كتب – روماني صبري
تحل اليوم ذكرى وفاة المغني الشهير "بوب مارلي"، حيث ودع الحياة في مثل هذا اليوم 11 مايو عام 1981، عن عمر 36 عاما فقط، يعد "بوب مارلي"، واحدا من أهم المغنيين في العالم، كان موهبة استثنائية، أسس مدرسة خاصة في الغناء حملت اسمه، كونه كان يكتب كلمات الأغاني بقلمه ويضع لها الألحان، ثم يغنيها مع فرقة (الويلرز)، من أسرار نجاحه والشهرة التي أصابها في كل بقاع العالم اختياره كلمات بسيطة سهلة، ناهضت غالبية أغانيه الظلم ودعت إلى التمرد عليه ومناهضته، كما طالبت بتحقيق العدالة ونشر الحريات والسلام والتصدي للفقر، إلى جانب دعوتها للحب واحترام الإنسان، وكان لهذا مردا قويا على الرجل، حيث التفت إليه الملايين من كل الأجناس والأعراق في العالم، من أشهر أقواله "الحقيقة هي أن كل الأشخاص سيجرحونك.. أنت فقط يجب أن تبحث عن الشخص الذي يستحق ذلك."
البداية .. طفولة شديدة التعاسة
في السادس من فبراير عام 1945 ولد "مارلي"، وكان والده الكابتن نورفال مارلي ضابطا في البحرية البريطانية، بريطاني أبيض وعندما كان في الخمسين من العمر، تزوج فتاة جامايكية سوداء جميلة تدعى سيديلا بوكر ، كان عمرها 19 عاما، وأنجبت منه طفلا سمته (روبرت – بوب مارلي فيما بعد)، والذي لم يكمل عامه الأول، حتى اضطر والده الكابتن نورفال إلى هجر زوجته وابنه نظراً لاستمرار معارضة عائلته لهذا الزواج، كما أدى زواج أبيه من أمه الجامايكية إلى فصله من الجيش البريطاني، وعند وفاة والده عام 1955 وكان بوب مارلي في العاشرة من عمره، أخذته أمه عام 1957 إلى عاصمة جمايكا كينغستون بحثاً عن عمل، وسكنا في ضاحيتها الفقيرة ترينش تاون، وفي أزقتها تعرف إلى بعض الصبية الذين شاركوه عشق الموسيقى، حيث كان يقضي كل وقت فراغه في الغناء والاستماع إلى الموسيقى، وقتها عجز عن شراء اسطوانات كونه لا يمتلك المال ويعيش حياة فقيرة، فاضطر إلى الاستماع إلى الموسيقى التي تبثها الإذاعات الأمريكية، ومنها أغاني راي تشارلز، ولضيق الحال ترك مدرسته وعمل في ورشة لحام.
الذهاب لأمريكا
في ذلك الوقت عرفت والدته رجلا آخر وتزوجته، فتوجهت إلى ولاية ديلاوير الأمريكية حيث وفرت بعض المال، وابتاعت تذكرة سفر أرسلتها إلى بوب مارلي لكي يلحق بها من أجل الحصول على عمل أفضل في أمريكا، وقبل سفره إلى أمريكا، تعرف على فتاة أعجبته تدعى ريتا مارلي، وتزوجها في 10 فبراير عام 1966، بعدها انتقل إلى أمريكا ليحلق بأمه.
اعمل اعمل حتى تحقق حلمك
في الولايات المتحدة عمل عامل نظافة في فندق دوبونت و كان يمسح الأرض، ثم عمل في مصنع سيارات كرايسلر في الفترة المسائية، ظل يعمل حتى يجني المال ليحقق حلم الغناء، وقتها تعرف عن قرب على حركة المطالبة بالحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة، كما شاهد بعينيه المعاملة العنصرية القاسية التي يتعرض لها السود هناك مما ترك أثرا عميقا في نفسه انعكس في أغانيه لاحقاً مثل أغنية جندي بافالو ، وبعد انقضاء 8 شهور قرر العودة إلى جامايكا في أكتوبر1966، وهناك أعاد تأسيس فرقة الويلرز من أعضاء قدامى وجدد.
مارلي يعتنق الرستفارية
شهد العام 1966 اعتناقه الرستفارية، عقيدة دينية تأسست في جامايكا، من قبل حركة من الشبان السود تعتبر أفريقيا مهد البشرية متأثرين بدعوة القومية السوداء التي أطلقها الزعيم الجامايكي الشهير ماركوس غارفي.
لا تحكم
خضع مارلي لاختبار استماع مع المنتج ليزلي كونج، وقتها أعجب الرجل بصوته فقرر إنتاج أول أغنية له "لا تَحكم" Not Judge التي لاقت نجاحا متوسطا، ثم تلتها أغنيتان لم تنجحا، فومضت فكرة في عقله وهي انه ليحقق حلمه ويصيب شهرة عالمية عليه تكوين فرقة، وبالفعل اسسس فرقة "الويلرز" وضمن 5 من أصدقائه، وفي عام 1963، وافق المنتج كلمنت دود، بعد تجربة استماع، على إنتاج تسجيلات للويلرز، فتم إنتاج أغنية "اهدأ Simmer Down" التي تصدرت المبيعات في جامايكا فور طرحها.
له تأثير قوي
بعد موته أدرك نقاد كثيرين أهمية وقوة تأثير بوب مارلي، فعندما حلت الألفية الثالثة، وصفته جريدة نيويورك تايمز بأنه "أكثر فنان تأثيرا في النصف الثاني من القرن العشرين"، واختارت الـ بي بي سي، أغنيته الشهيرة " الحب للجميع " One Love نشيدا لنفس المناسبة، وربما كان الشرف الأهم وغير المتوقع هو ما جاء من مجلة "رجعية" مثل تايم ـ كما وصفها الناقد الموسيقي روجر ستيفنس ـ التي وصفت ألبومه الشهير "خروج" Exodus بأنه "ألبوم القرن". كما منح في عام 2001 جائزة "جرامي" الموسيقية الرفيعة عن نتاجه الإبداعي مدى الحياة، ونقش اسمه في جادة مشاهير هوليوود في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية في عام 2001 مع نجوم هوليوود، ورغم الاختلاف الكبير بين موسيقى (الريغي) الهادئة نوعا ما، وموسيقى الروك آند رول الصاخبة وذات الشعبية الساحقة في الولايات المتحدة، إلا انه قد تم ضم بوب مارلي إلى متحف مشاهير الروك آند رول في الولايات المتحدة في عام 1994، اعترافا بعبقريته في الموسيقى.
هل أدمن تدخين الماريجوانا ؟
ظن الكثيرين أن بوب مارلي كان مدمنا للماريجوانا، لكن ذلك الاعتقاد غير صحيح، كونه كان يدخن الماريجوانا تماشيا مع عادات ديانة الرستفارية ، كون أصحابها يدخنون هذا النبات كجزء من الطقوس الدينية، بسبب الاعتقاد بأن لها تأثيرات تقربهم من الإله.
اغتيال مارلي
استخدم عميل استخبارات أمريكية هوية مزورة، وقدم نفسه على أنه مراسل لصحيفة نيويورك تايمز، وبهذه الطريقة تمكن من مقابلة مارلي الذي لم يمانع في أن تجري مثل هذه الصحيفة الواسعة الانتشار حوارا معه، العميل الأمريكي لم يأت للمقابلة بيدين فارغتين وحمل معه هدية قال إنها عبارة عن "زوج من أحذية Converse الرياضية الشهيرة، يفترض أنها على قياس رجليه، وحين أدخل قدمه اليمنى للتأكد من أنها مناسبة صرخ متألما.. تلك كانت إبرة، وبعدها انتشر مرض سرطان الجلد "الميلانوما" بسرعة كبيرة في جميع أنحاء جسم مارلي، وفي خاتمة أيامه، حرم الفنان من خصلات شعره الشهيرة، ونحف بشكل حاد حتى ودع الحياة
وكشف عميل الاستخبارات الأمريكية السابق بيل أوكسلي، أن الحكومة الأمريكية طاردت بوب مارلي، ونظمت بين عامي 1974 و1985 عمليات اغتيال استهدفت 17 شخصا آخرين لأسباب أيديولوجية، هذا العميل الذي اعترف وهو يقاسي سكرات الموت، عمل في وكالة الاستخبارات المركزية واستعمل مرارا بمثابة قاتل محترف، لتصفية أشخاص يهددون مصالح الولايات المتحدة.