الخميس ١٢ ابريل ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : د/ إيهاب العزازى
أنا لا أتهم أحد بعينة جهة أوحزب أوتيار سياسي محدد ولكنى أتهم كل من باعوا الشعب المصري وعاثوا فى الأرض سعيآ لتصفية الحسابات ضد من أقصوهم وظلموهم فى الحقبات الماضية للثورة المصرية وأستطاعوا بين ليلة وضحاها تغيير مواقفهم ومبادئهم من أجل اللحاق بسباق الصراع حول الكراسى والمناصب الذى أصاب كل المتصدرين للمشهد السياسي المصري وهنا أتسائل هل نحن نعيش ثورة حقيقية أم هى بوادر ثورة شعبية تستطيع تحديد ملامح مستقبل وأمال وطموحات الشعب المصري .
واضح للعيان من سرق الثورة المصرية وإستطاع السيطرة على كل شئ ومن الواضح أنهم لايتبعون تيار معين فلكل تيار منهم منطقة نفوذة وسطوتة التى يستطيع من خلالها ترويج أفكارة للشارع المصري فالكل يعلم أن صناع الإسلام السياسي منظمين ولهم رصيد شعبى وبعض المصداقية لدى المواطن البسيط ومنطقة نفوذهم محددة ومعروفة وهى الشارع ذاتة بتركيباتة المتباينة المنتشرة داخل الدولة المصرية وعلى العكس نجد أصحاب التيار الليبرالى والعلمانى واليسارى والتقدمى والقومى وغيرها من المسميات الحديثة على الشارع المصري لهم مناطق نفوذهم التى تشتمل النخبة المصرية ووسائل الإعلام والمنتديات الثقافية والتى تستطيع أن تشكل الرأى العام المصري نحو قضية معينة ولكن السؤال الآن بعد عام من الثورة هل نستطيع أن نتخيل مشهد الحياة المصرية بعد عام من سيطرة هذة التيارات على الحياة السياسية المصرية ؟
الإجابة المشهد مؤلم ويعكس حالة الشارع المصري الذى يعيش حالة تخبط وفوضى سياسية وأخلاقية غريبة وأعتقد أن السبب فيها هم صناع السياسة الذين تفرغوا من بعد الثورة لإلقاء الإتهامات والتنكيل لكل معارضيهم ونسوا أن الشعب أعطاهم أمانة كبرى وفوضهم من أجل صناعة المستقبل ولكن بعد عام ماذا حدث كل التيارات السياسية تبحث عن مكاسب ومناصب حتى أن قطاعآ عريضآ من الشعب المصري بدأ يفقد الثقة فيهم وترددت إشارات شعبية بحل البرلمان لأن لم يقدم للشعب شئ فهل يفيق السياسين المصريين على مختلف مشاربهم قبل فوات الآوان .
متى تتخلى التيارات السياسية عن أطماعها الشخصية فى البحث عن شو إعلامى وإختلاق قضايا وهمية أو صناعة دساتير و قوانين تخدم مصالحهم الشخصية والتى لاقيمة لها ولاتسمن ولا تغنى من جوع متى نراهم متحدين للعمل من أجل المواطن المصري ولماذا إختفى عدد كبير من النواب ولم يظهروا فى دوائرهم الإنتخابية وتفرغوا لقضايا وهمية وأصبحم ضيوفآ دائمين فى برامج التوك شو متى سنجد كل سياسي داخل وخارج الأحزاب والبرلمان يمشى فى الشارع ويجلس مع أهل مصر يستمع لهم ويشاركهم فى حل قضاياهم بموضوعية وحيادية ويفكر بصوت عالى كيف سنحل المشاكل المزمنة للمواطن المصري فمن المستحيل حل كل شئ سياسيآ وحكوميآ ويجب أن نعلى قيم المشاركة والتعاون فى كل المجالات من أجل مستقبل أفضل للمصريين جميعآ .
متى نجد الصدق والشفافية والوضوح فى كل شئ فى مصر فأصبحنا نعيش حالة عبثية من المعلومات المغلوطة والإتهامات بدون سند ودليل ومتى نرى إعلام حقيقي يسعى للمصداقية ولايسعى لإشعال الحرائق فى كل ربوع مصر حتى أننا فقدنا قيمة الإعتذار والتسامح فى الشارع المصري .
متى الشمس تشرق على كل المصرييين بالخير والرخاء ولماذا لم نجد سياسي أو حزبى يقدم مشروع قومى للزراعة أو الصناعة وغيرها من الأفكار التنويرية للتنمية فى كل ربوع مصر أليس هذا أفضل بدلآ من التفرغ لتصفية الحسابات والإستحواذ والسيطرة والتشكيك فى كل شئ حتى أصبح المصريون ممزقين منقسمين على أنفسهم فأصبحنا طوائف وجماعات وأحزاب كلها تحارب من أجل كرسى أو منصب وما قيمة كل هذا إذا خسرنا مصر .
يا كل سياسين ورموز ونخبة ومثقفى مصر نتمنى منكم الإتحاد والتعاون من أجل مستقبل مصر فالتحزب والتفرق لن يؤدى إلا لثورة جديدة تقضى على كل شئ ولن يرحمكم التاريخ فالشعب وثق بكم ويعطيكم كل يوم فرصة جديدة فنتمنى أن تتعلموا أن الشعب المصري لن يصبر كثيرآ .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع