جديد الموقع
الشاطر .... أم سليمان .... أم الآخرون ؟!
بقلم : مايكل ميشيل رياض
بعد أن دعى الوسط بعض مرشحى الانتخابات الرئاسية المصرية للاجتماع و التوافق على مرشح واحد لمواجهة بعض الشخصيات المحسوبة على النظام السابق ( خاصة الفريق أحمد شفيق و اللواء عمر سليمان ) ، بات جليا أن الأغلبية فى الشارع المصرى قد انقسمت الى ثلاثة تيارات كل يؤيد من يراه مناسبا من وجهة نظره :
أما التيار الأول فهو التيار الدينى الذى يريد تطبيق أحكام و حدود الشريعة الاسلامية بمفهومهم الخاص فى حكم البلاد . و معظم هذا التيار بات مؤيدا للمهندس خيرت الشاطر ، خاصة بعد أن لاح فى الأفق صعوبة أن يكمل الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل ( مرشحهم الأساسى ) المشوار الى آخره – و ان لم يستبعد بعد .
أما عن باقى المرشحين المنتمين لهذا التيار ، فهم ليسوا بهذه القوة ولا التأييد الذى يتمتع به الشاطر خاصة و ان جماعة الاخوان المسلمين التى ينتمى اليها هى جماعة قديمة فى العمل السياسى و التنظيم ، كما انها تستحوذ على الأغلبية فى البرلمان بغرفتيه عن طريق ذراعها السياسية المتمثلة فى حزب الحرية و العدالة ( و ان كان البعض يختلف مع هذا الرأى و يؤكد أن الاخوان قد فقدوا كثيرا من تأييدهم الشعبى الآن ).
أما التيار الثانى فيمثله كثيرا من الليبراليين أو الرافضين لحكم التيار الدينى أو المؤيدين للمجلس العسكرى . أغلب هؤلاء لا يرى أحدا يصلح لهذ المنصب سوى اللواء عمر سليمان .
هؤلاء هم الذين يطلق عليهم البعض الفلول و المنتسبين الى النظام السابق و المنتفعين من الفساد القائم ابان حكم مبارك .
و لكننى أرى أن معظم هؤلاء ليس لهم صلة بأى من النظام السابق أو غيره ، و انما دافعهم فى تأييد اللواء سليمان عدة أشياء أهمها :
خوفهم ( أو قل رفضهم ) لحكم التيار الدينى و ما فيه – بحسب رؤيتهم – من كبت للحريات .
كما يرى هؤلاء أن اللواء سليمان هو صاحب الشخصية التى بالقوة و القدرة بما يسمح لها التغلب على مرشحى التيار الدينى فى الانتخابات .
كما يعتبرونه القادر على حكم البلاد لخلفيته العسكرية و المخابراتية ، بالاضافة الى ذكاءه و حنكته السياسية فهو بحق ( كما يقولون ) رجل دولة من الطراز الأول.
أما التيار الثالث فهم الباقون الذين لا يريدون تأييد مرشحى التيار الدينى ، و لكنهم لا يريدون وصول أحدا ينتمى للنظام السابق الى سدة الحكم. هؤلاء متفرقون بين باقى المرشحين و ان كان يغلب على معظمهم تأييد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ( بالرغم انه محسوب على التيار الدينى ) و لكنهم يرونه المرشح الاسلامى المعتدل الذى يتمسك بتطبيق الشريعة الاسلامية و لكن بصورة وسطية لا تكبت الحريات أو تهمش الأقباط. خاصة و أن الدكتور أبو الفتوح قد استقال من جماعة الاخوان المسلمين بعد خلاف مع الجماعة حول قرار ترشحه ليصبح ( مرشحا مستقلا ).
كل تيار من هؤلاء يرى مرشحه هو الأنسب للوصول لكرسى الحكم ، و كل تيار من هؤلاء له ( بل عليه ) أن يبذل قصارى جهده فى دعم مرشحه للوصول لمبتغاه ...... و لكن ..
ماذا يضير اذا استمر كل مرشح حتى النهاية و حكم الصندوق من الذى أهلا لهذه الثقة و هذا المقام ؟!
ماذا يضير لو أننا تركنا لكل شخص حريته فى الاعتقاد و التأييد لأى من كان من المرشحين ؟!
عندما قرر الشيخ أبو اسماعيل انه سيتقدم لانتخابات الرئاسة ( و كأى نرشح فى أى انتخابات ) ظهر له مؤيدين كثر و أعضاء أكثر ، أناس يريدونه رئيسا و آخرون لا يتصورون حال مصر و هو يحكمها . و مع ذلك ، لم يتجرأ المعارضون على المساس به و لا بمسيرته ، فلماذا الآن و بعد كل هذه المدة ؟! و اذا اتضح ان والدته تحمل الجنسية الأمريكية ، فلماذا لم يظهر هذا الموضوع فى بادئ الأمر ؟! أم أن القيادات العليا فى الدولة أرتأت أن تستخدم هذا الموضوع كورقة تخرجها فى الوقت المناسب لتضرب بها شعبيته بل و قدرته على الاستمرار فى مشروعه.
ثم تأتى جماعة الاخوان المسلمين لتعلن عن عدولها عن موقفها السابق بعدم ترشيح أحدا فى الانتخابات الرئاسية المصرية لترشح المهندس خيرت الشاطر و يبدأ وابل من الهجوم ( و أن كان مبررا فى بعض الأحيان الا لنه لا معنى له ). فالجماعة فصيل سياسى ارتأى أن مصلحته الحالية فى ترشيح أحدا ليمثله فى هذه الانتخابات . ليس لنا سوى أن نختلف ( أو نتفق ) معها ، و أن نرفض ( أو نؤيد ) مرشحها ، لا أن نشكك فى قابليته للترشح و نسعى لاستبعاده.
و مع ذلك فان لم يستطع المهندس الشاطر أن يكمل الانتخابات ، فالجاعة قد وضعت خطة بديلة فى ترشيح الدكتور محمد مرسى بديلا احتياطيا للشاطر.
و آخر الأمر و أعجبه حين قرر اللواء عمر سليمان الخوض فى هذا المضمار . فما لبث أن أعلن ذلك الا و وجدنا الكل يتهافت من كل التيارات و القوى السياسية على الهجوم على شخص اللواء و محاولة فض الناس من حوله و التأثير على شعبيته .
فنجد بعض المرشحين يهددون اذا ما أصبح سليمان رئيسا للجمهورية : كانت الثورة الثانية . و آخرون اجتمعوا لاختيار مرشح توافقى من بينهم لمنع سليمان من الوصول لحكم مصر ( اجتماع حزب الوسط ). بل و وصل ببعض القوى ان اعلنتها صريحة انهم لن يسمحوا له بالفوز بأى ثمن كان .
كل هذا ناهيك عن الجنسية القطرية التى ظهرت للدكتور أبو الفتوح ، و الأب السورى للدكتور العوا ، و مشكلة الدكتور أيمن نور و غيرهم .
أيها العقلاء ....... لماذا الهجوم على مرشح بعينه ؟! اذا كنت ترى شخصا أو آخر جديرا بالمنصب فأيده و انتخبه دون التجريح فى غيره .
و اذا كنت ترى أنك لا تريد شخصا بعينه ، فلا تنتخبه ...... بهذه البساطة !
التنافس الشريف مطلوب و خصوصا الآن ، و لتمضوا سويا فى هذا السباق مصحوبين بالصدق و الأمانة و حب مصر .
و لندع الصندوق يقول كلمته الأخيرة دون تدخل من أحد أو التأثير على أحد .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :