عرض/ سامية عياد
"نسل المرأة يسحق رأس الحية" هكذا كان وعد الرب بعد سقوط آدم وحواء ، وبدأ الرب فى تنفيذ وعده بطريقة منظمة بداية من الناموس والأنبياء انتهاء بالقيامة المفرحة فكانت بمثابة النجاح الساحق لخطة الله لخلاص البشرية ..
نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "عيد النجاح" حدثنا عن النجاح الذى حققته قيامة الرب يسوع فهى من ناحية ، نجاح فى إتمام خطة الرب بالخلاص تلك الخطة التى استغرق تنفيذها ما يزيد عن 5500 سنة ، وكانت النبوات والناموس والرموز فى العهد القديم تمهد لتنفيذ الوعد بالخلاص الى أن تهيأ الوضع لتقبل رب المجد المتجسد وجاء الرب يسوع ليعتقنا من عبودية الشيطان والخطية واكمل مهمته بالصلب والموت ثم القيامة من الأموات لتكمل الفرحة والنجاح فى إتمام المهمة التى جاء من أجلها فقد قام وأقامنا معه ومنحنا حياة جديدة .
أيضا القيامة هى نجاح فى ضبط النفس ، لقد احتمل الرب يسوع الإهانة من اليهود ورؤسائهم واحتمل القبض عليه ومحاكمته وتوجيه الاتهامات الباطلة له ، احتمل من تخلوا عنه وقت آلامه ، كان مثالا فى ضبط النفس نتعلم منه ، فطوبى من يستطيع ضبط نفسه حتى لا يخطىء ولا يرد الشر بالشر إذ أن ضبط النفس يحتاج الى مجهود ضخم فما أسهل أن يثار الإنسان ولكن ما أصعب ضبط النفس ، أيضا القيامة نجاح فى تحطيم فكرة الموت ، أمام القيامة أصبح الموت تافه لا قيمة له "أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟".
كما أن القيامة نجحت فى تحويل الحزن الى فرح ، حيث تحول حزن العذراء مريم والتلاميذ بسبب موت السيد المسيح الى فرح بقيامته من الموت وتحقق وعده القائل : "فأنتم كذلك عندكم الآن حزن ، ولكنى سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ، ولا ينزع أحد فرحكم منكم" ، وأخيرا القيامة نجحت فى جعل فكرة الحياة الأبدية حقيقة مؤكدة ملموسة .
يا من أقامتنا معك من الموت وأصعدتنا الى السموات هب لنا أن نسلك طريق القيامة المفرحة ونرضيك بكل عمل صالح وقلب نقى وقدرة على ضبط النفس
