مؤمن سلام
يظن البعض أن معنى الإنبطاح للإسلاميين ينحصر فقط في التحالف معهم وتنفيذ أجندتهم وخوض معاركهم بحجة البراجماتية أو الإنسانية أو القيم التي لا تتجزأ، كما يفعل أقصى اليسار المصري حالياً.
أو ببساطة الانبطاح السياسي.
إلا أن هناك انبطاح أخطر من الانبطاح السياسي وهو الإنبطاح الفكري، وهو خطر لأنه:
1- انبطاح خفي، فقد تجد الشخص يهاجم ويلعن ويعارض الإسلام السياسي'> الإسلام السياسي، لكنه مع ذلك منبطح لأفكاره، فعندما ترى في الإسلاميين'> الإسلاميين "متأسلمين" أى مدعين للإسلام فانت ببساطة قد أصبحت مثلهم "تكفيري"، وعندما ترى أنك تمُثل الإسلام الصحيح فأنت قد أصبحت مثلهم تدعي تمثيل الدين، وعندما تتخذ الدولة قرارات منطلقة من أسُس دينية أو تبرر قراراتها بمبررات دينية فهى ببساطة ترسخ لفكرة الحكم الديني الذي يسعى له الإسلاميين'> الإسلاميين. فهذا دعاية للإسلاميين وهو ما يفسر استمرار الإسلاميين'> الإسلاميين على مدار 68 عام رغم كل الضربات الأمنية والسياسية، فمحاربة الإسلاميين'> الإسلاميين بالدين هو انبطاح فكري لأفكارهم.
2- يؤدي بالضرورة إلى اقامة دولة دينية طال الزمان أو قصر، عندما ينبطح السياسيين والمثقفين والاعلاميين والفنانيين فكرياً للإسلاميين فهذا يعني ببساطة سيادة الأفكار الإسلاموية للمجتمع، فهذا لابد في النهاية أن يؤدي إلى أن تُصبح هذه الأفكار هى الأفكار الحاكمة حتى لو كان أفراد التنظيمات المؤسسة لهذه الأفكار في السجون، لأننا سجنا الأفراد ولم نسجن الأفكار.
غير المنبطحين للإسلاميين هم فقط من يجابهونهم فكرياً قبل سياسياً وثقافياً قبل أمنياً، انطلاقاً من علمانية لا ترى في النص الديني حاكم للمجال العام، بغض النظر عن تأويلانه وتفسيراته.
بخالف ذلك كله انبطاح